33

La Unión entre los dos Sahihs de Bujari y Muslim

الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم

Investigador

د. علي حسين البواب

Editorial

دار ابن حزم

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Ubicación del editor

لبنان/ بيروت

إِن الله ﷿ بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، وَأنزل عَلَيْهِ الْكتاب، فَكَانَ مِمَّا أنزل الله آيَة الرَّجْم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، ورجم رَسُول الله ﷺ، ورجمنا بعده، فأخشى إِن طَال بِالنَّاسِ زمانٌ أَن يَقُول قائلٌ: وَالله مَا نجد آيَة الرَّجْم فِي كتاب الله فيضلوا بترك فَرِيضَة أنزلهَا الله، فَالرَّجْم فِي كتاب الله حق على من زنى إِذا أحصن من الرِّجَال وَالنِّسَاء، إِذا قَامَت الْبَيِّنَة أَو كَانَ الْحَبل أَو الِاعْتِرَاف.
ثمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأ فِيمَا نَقْرَأ فِي كتاب الله أَن لَا ترغبوا عَن آبائكم، فَإِنَّهُ كفر بكم أَن ترغبوا عَن آبائكم، أَلا وَإِن رَسُول الله ﷺ قَالَ:
" لَا تطروني كَمَا أطري عِيسَى ابْن مَرْيَم، وَقُولُوا: عبد الله وَرَسُوله ".
ثمَّ إِنَّه بَلغنِي أَن قَائِلا مِنْكُم يَقُول: وَالله لَو مَاتَ عمر بَايَعت فلَانا، فَلَا يغتر امْرُؤ أَن يَقُول: إِنَّمَا كَانَت بيعَة أبي بكر فلتةً وتمت، أَلا وَإِنَّهَا قد كَانَت كَذَلِك وَلَكِن الله وقى شَرها، وَلَيْسَ فِيكُم من تقطع فِيهِ الْأَعْنَاق مثل أبي بكر، وَإنَّهُ كَانَ من خيرنا حِين توفّي نَبِي الله ﷺ. إِن الْأَنْصَار خالفونا واجتمعوا بأسرهم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، وَخَالف عَنَّا عليٌّ وَالزُّبَيْر وَمن مَعَهُمَا، وَاجْتمعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أبي بكر، فَقلت لأبي بكر: يَا أَبَا بكر، انْطلق بِنَا إِلَى إِخْوَاننَا هَؤُلَاءِ من الْأَنْصَار، فَانْطَلَقْنَا نريدهم، فَلَمَّا دنونا مِنْهُم لَقينَا مِنْهُم رجلَانِ صالحان، فذكرا مَا تمالأ عَلَيْهِ الْقَوْم، فَقَالَا: أَيْن تُرِيدُونَ يَا معشر الْمُهَاجِرين؟ فَقُلْنَا: نُرِيد إِخْوَاننَا هَؤُلَاءِ من الْأَنْصَار، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُم، لَا تقربوهم اقضوا أَمركُم. فَقلت: وَالله لنأتينهم، وانطلقنا حَتَّى أتيناهم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، فَإِذا رجلٌ مزملٌ بَين ظهرانيهم،

1 / 103