117

La Unión entre los dos Sahihs de Bujari y Muslim

الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم

Investigador

د. علي حسين البواب

Editorial

دار ابن حزم

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Ubicación del editor

لبنان/ بيروت

قَالَ: شكا أهل الْكُوفَة سَعْدا إِلَى عمر - فَعَزله وَاسْتعْمل عَلَيْهِم عمارًا - فشكوا حَتَّى ذكرُوا أَنه لَا يحسن يُصَلِّي، فَأرْسل إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاق، إِن هَؤُلَاءِ يَزْعمُونَ أَنَّك لَا تحسن تصلي. فَقَالَ: أما أَنا وَالله فَإِنِّي كنت أُصَلِّي بهم صَلَاة رَسُول الله ﷺ لَا أخرم عَنْهَا، أُصَلِّي صَلَاتي الْعشي فأركد فِي الْأَوليين وأخف فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَلِك الظَّن بك يَا أَبَا إِسْحَاق. فَأرْسل مَعَه رجلا - أَو رجَالًا إِلَى الْكُوفَة - فَسَأَلَ عَنهُ أهل الْكُوفَة، فَلم يدع مَسْجِدا إِلَّا سَأَلَ عَنهُ، ويثنون مَعْرُوفا، حَتَّى دخل مَسْجِدا لبني عبسٍ، فَقَامَ رجلٌ مِنْهُم يُقَال لَهُ أُسَامَة بن قَتَادَة - يكنى أَبَا سعدة - فَقَالَ: أما إِذا نَشَدتنَا فَإِن سَعْدا كَانَ لَا يسير بالسرية. وَلَا يقسم بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يعدل فِي الْقَضِيَّة. فَقَالَ سعد: أما وَالله لأدعون بِثَلَاث: اللَّهُمَّ إِن كَانَ عَبدك هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاء وَسُمْعَة فأطل عمره، وأطل فقره، وَعرضه للفتن. فَكَانَ بعد ذَلِك إِذا سُئِلَ يَقُول: شيخٌ كبيرٌ مفتونٌ، أصابتني دَعْوَة سعد. قَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر، الرَّاوِي عَن جَابر بن سَمُرَة: فَأَنا رَأَيْته بعد قد سقط حاجباه على عَيْنَيْهِ من الْكبر، وَإنَّهُ ليتعرض للجواري فِي الطّرق فيغمزهن. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة، عَن أبي عونٍ مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ من كَلَام سعد، قَالَ: أما أَنا فأمد فِي الْأَوليين وأحذف فِي الْأُخْرَيَيْنِ. وَلَا آلو مَا اقتديت بِهِ من صَلَاة رَسُول الله ﷺ. قَالَ: صدقت، ذَلِك الظَّن بك، أَو ظَنِّي بك.

1 / 187