La unión entre los dos Sahih

Ibn Kharrat Ishbili d. 581 AH
115

La unión entre los dos Sahih

الجمع بين الصحيحين لعبد الحق

Editorial

دار المحقق للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

فِي سَرِيَّةٍ، فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ (١) مِنْ جُهَينَةَ، فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَال: لا إلَهَ إِلا اللهُ، فَطَعَنْتُهُ فَقَتَلْتُه، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَال رَسُولُ اللهِ ﷺ: (أَقَال لا إلَهَ إلا اللهُ وَقَتَلْتَهُ؟ !). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إنَّمَا قَالهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاح، قَال: (أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالهَا أَمْ لا؟). فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنيتُ أَنِّي أسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ. قَال: فَقَال سَعْدٌ: وَأَنَا وَاللهِ لا أَقتلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبُطَينِ (٢) يَعْني أسَامَةَ، قَال: قَال رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ ﷿: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ (٣)؟ فَقَال سَعْدٌ: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَأنْتَ وَأصْحَابُكَ تُرِيدُرنَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ (٤). وفي لفظ آخر: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَينَةَ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ (٥) قَال: لا إلَهَ إِلا الله، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَما قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَال لِي: (يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ !). قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا (٦). قَال: فَقَال: (أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلَهَ إِلا اللهُ؟ !). قَال: فَمَا زَال يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنيتُ أنِّي لَمْ أكُن أسْلَمْتُ قَبْلَ

(١) "الحرقات": بطن من جهينة والمنسوب إليه الحرقة، ويقال لجماعة المنسوبين الحرقات، ونسبة الواحد إليهم حرقي. (٢) "ذو البطين": قيل لأسامة: ذو البطين، لأنه كان له بطن عظيم. (٣) سور الأنفال، آية (٣٩). (٤) مسلم (١/ ٩٦ رقم ٩٦)، البخاري (٧/ ٥١٧ رقم ٤٢٦٩)، وانظر (٦٨٧٢). (٥) "غشيناه": أي لحقناه حتى تغطى بنا. (٦) "إنما كان متعوذا": أي لاجئًا ومعتصمًا بهذه الشهادة ليدفع عن نفسه القتل، وليس بمخلص في إسلامه.

1 / 67