La belleza de los recitadores y la perfección de la recitación

Alam al-Din al-Sakhawi d. 643 AH
65

La belleza de los recitadores y la perfección de la recitación

جمال القراء وكمال الإقراء

Investigador

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

Editorial

دار المأمون للتراث-دمشق

Número de edición

الأولى ١٤١٨ هـ

Año de publicación

١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الإفصاح الموجز في إيْضاح اِلمعجز لاريب في عجز البلغاء، وقصور الفصحاء عن معارضة القرآن العظيم، وعن الإتيان بسورة من مثله في حديث الزمان والقديم، وذلك ظاهر مكشوف ومتيقن معروف لا سيما القوم الذين تحداهم رسول الله ﷺ، فإنهم كانوا ذوي حرص على تكذيبه، والرد عليه، وحالهم معه معروفه في معاداته، ومعاندته، وإظهار بغضه، وأذاه، وقذفه بالجنون والشعر، والسحر. فكيف يترك من هذه حاله معارضته، وهو قادر عليها، ومماثلته، وهو وأصل إلبها، هذا وهو ينادي عليهم بقوله: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) مع ما فيه من سبهم، وسب آبائهم، ووصفهم بالجهل، والعجز، وإيعادهم بالعذاب، والنكال، وسوء المنقلب، ورميهم بالكذب، والافتراء وتقبيح ألافعال، وتهجين ما هم عليه من الأحكام الفاسدة، وإطالة القول في ذلك، وفي شرح أحوالهم، واستقباح أعمالهم فيما أعد لهم من الهوان، والنكال في الدنيا والضآل. أليس هذا وشبهه مما يحملهم على المعارضة لو كانوا قادرين عليها. ومما يجذبهم إلى المناظرة لو وجدوا سبيلًا إليها، وحالهم في الجدال معلومة، وأمورهم في تفاخرهم، وطلبهم الترفع مفهومة، وقد كانوا

1 / 101