Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Géneros
الأمة في التاريخ
(1) وحدة الأمة
إذا كانت مصر والشرق تعبران عن أحد جوانب الفلسفة السياسية عند الأفغاني فإن الأمة في التاريخ تعبر عن فلسفته في التاريخ، تحويل فلسفة السياسة إلى دراما التاريخ.
والأمة واحدة، ترتبط فيما بينها برابطة الدين لا الجنس، بعصبة الأخوة وليس بعصبة العرق. ويستعيد الأفغاني العصبية عند ابن خلدون بمعنى الترابط الاجتماعي بالإضافة إلى الأخوة الدينية، والتعصب تهمة لصقها الإفرنجي بالإسلام والمقلدون لهم واتهام كل من يحافظ على شريعته بالتعصب
Fanatisme
مطالبين بالقضاء على التعصب الديني. والتعصب من العصبية نسبة إلى العصبة والقوم. والعصبة بهذا المعنى أساس الترابط بين الشعوب واتحاد الكلمة، روح كلي يربط بين الأفراد، يحميه من الأجنبي ويرفع الرءوس، وهي سنة الله في خلقه. إذا ضعفت العصبية فشلوا وغفل بعضهم عن بعض وتقطعت الأواصر فيدخل الأجانب. والتعصب له حد الاعتدال والتفريط. اعتداله كمال، وتفريطه نقص. الكمال وحدة ترابط، والنقص الدفاع عن النفس عن حق أو باطل وهو الممقوت على لسان الشرع في حديث
ليس منا من دعا إلى عصبية . التعصب الإيجابي نعرة على الجنس والنسب والاجتماع في منبت واحد والترابط بين النوع. هو الذي يربط المصري بالتركي والعربي والفارسي والهندي والمغربي. الأصل عون والعرق جساس.
1
والتعصب المرذول هو الذي قاد الغرب إلى اندفاعه نحو بلاد المشرق لمحض الفتك والإبادة لا للفتح أو الدعوة إلى الدين كما هو الحال في الحروب الصليبية وكما فعل الإسبان في طرد المسلمين من الأندلس وحرق المسيحيين اليهود في القدس.
وإذا كانت رابطة العصبية قد تتحول إلى تعصب عرقي فإن رابطة الأخوة الدينية قد تتحول أيضا إلى تعصب ديني. ولا فرق بين التعصب الجنسي والتعصب الديني في أن كليهما ذميم وإن كان الثاني أظهر من الأول. والعصبية قد تكون من الدين أو النسب. وهما رابطتان عند كل البشر، وصدرت عنهما آثار يفتخر بها الإنسان، وأوصلا الأقوام إلى المجد. ويأمر القرآن برابطة الدين
Página desconocida