Jamal Din Afghani
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Géneros
9
هنا يأخذ الأفغاني وجهة نظر أنثروبولوجية في نشأة الصناعات تقليدا للحيوان في الطبيعة.
ثم يتوجه الأفغاني بعد ذلك إلى نقد التصوف المناهض للعقل والتكليف والعلم والصناعة. وينقد الإباحية أي عدم العمل، ونفي الملكية وإباحة الشيوع، وترك الأعمال، وهي أمراض المجتمع مثل الفسوق والفجر. ومثلها البطالة وترك الأسباب بدعوى التوكل الكاذب ومعارضة سنن الله في الكون، وانقطاعا عن عالم الظواهر مع التخلي عن التعفف. ولا سبيل إلى تحقيق الصناعة إلا بتطهير المجتمع من كل هذه القيم السلبية التي يروج لها التصوف كما يتم التخلص من شعر الإبط؛ إذ يدعو الصوفية إلى الزهد والبطالة وترك العمل، وهم أقرب إلى الطمع والرياسة الكاذبة والحقد والحسد ونهب أموال الناس بدعوى الإباحة. فلا قوام للإنسان إلا بالصنعة قوام البنيان الإنساني.
10
وهنا يبدو الأفغاني كالعادة رافضا الاشتراكية التي يسميها الإباحية، ويدافع عن الملكية الخاصة كما تفعل الاتجاهات الدينية الرجعية المحافظة في المجتمع التجاري مدافعة عن الرأسمالية باسم الدين.
والعقل والفعل أو النظر والعمل ليسا بغريبين على الإسلام. العلوم والسياسة في صلب القرآن. فكل شئون السياسة من سلطان وحكومة وشورى في القرآن في سورة النمل، في قصة سليمان والملكة سبأ والهدهد. الملك يتفقد الهدهد فلا يجده. والهدهد يأتيه بالأخبار، امرأة ملكا وقومها يسجدون للشمس، ثم رسالة من سليمان لها، ومشورة سبأ، وحكمها على الملوك والفساد وإذلال الأعزة، وإرسال هدية إلى سليمان لعل المال يكون مطمعا له. فردها سليمان إيذانا بالحرب. ثم نقل عرشها إلى القدس. كل ذلك مثل العلوم الحديثة، الطائرة واللاسلكي، والانتقال من البطيء إلى السريع، من إحضار سبأ قبل أن يقوم سليمان من مكانه إلى سرعة أكثر قبل أن يرتد إليه طرفه مثل المغناطيس. كما أشار القرآن إلى كروية الأرض
والأرض بعد ذلك دحاها ، ودوران الشمس حول محورها
والشمس تجري لمستقر لها ، وانفصال الأرض عن الشمس
كانتا رتقا ففتقناهما ، وفناء العالم باختلال النظام الشمسي بالزلزال
إن زلزلة الساعة شيء عظيم ،
Página desconocida