284

Jalis Salih

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Editor

عبد الكريم سامي الجندي

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى ١٤٢٦ هـ

Año de publicación

٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

لقَدْ جر نفعا فَقدنَا لَك إننا ... أمِنا عَلَى كُلّ الرَّزايا من الجَزَع
وقَالَ آخر:
لَئِن كَانَت الْأَيَّام أطْولْن لَوْعتي ... لفقدك أَوْ ألْزَمْن قَلْبي التَّفَجُّعَا
لقَدْ أمنتْ نَفسِي المصائِبَ بعدَهُ ... فأصبحتُ مِنْهَا آمِنًا أَن أرَوَّعا
وَهَذَا النَّوْع وَمَا يُضارِعه كثير، كرهنا الإطالة بِذكرِهِ.
أَبْيَات فِي الزّهْد
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر الأَزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَامِد بْن أَحْمَد بْن أُسَيْد، قَالَ: أخذت بيد عَلِيّ بْن جَبَلَة يَوْمًا فأتينا أَبَا الْعَتَاهِيَة فوجدناه فِي الْحمام، فانتظرناه فَلم يلبث أَن جَاءَ، فَدخل عَلَيْه إِبْرَاهِيم بْن مقَاتل بْن سهل وَكَانَ جميلا، فَتَأَمّله أَبُو الْعَتَاهِيَة، وقَالَ مُتمثلا:
يَا حسان الْوُجُوه سَوف تموتو ... ن وتبلى الْوُجُوه تَحت التُّرَاب
فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيّ بْن جَبَلَة، فَقَالَ: اكْتُبْ:
يَا مُرَبيِّ شَبَابَهُ للتراب ... سَوف يلهو الْبِلَى بعِطْر الشَّبَاب
يَا ذَوِي الأوجُهِ الْحِسانِ المصونا ... ت وأجسامها الْغِضَاض الرِّطَاب
أكثرُوا من نعيمها أَوْ أقلُّوا ... سَوف تُهدونها لعَفْر التُّراب
قَدْ تُصبك الْأَيَّام نصبا صَحِيحا ... بِفِرَاق الإخوان والأصحابِ
قَالَ: فَقَالَ لي أَبُو الْعَتَاهِيَة: قل يَا حَامِد، قُلْتُ: مَعَك وَمَعَ أَبِي الْحَسَن؟ فَقَالَ: نعم، فَقلت:
يَا مقيمين رَحَلوا للذِّهاب ... بشفير الْقُبور حَطُّ الرِّكاب
نَعِّمُوا الأوْجُهَ الْحِسَانَ فَمَا ... صَوْنكموها إِلا لعَفْر التُّرَاب
والْبَسُوا ناعم الثِّيَاب فَفِي الحف ... رة تُعرُّون من جُمَيْع الثِّيَاب
قَدْ ترَوْنَ الشَّبَاب كَيفَ يموتو ... ن إِذا اسْتُنْضِرُوا بمَاءِ الشبابِ
إِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ يحكم بَيْنَ شاعرين
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن عجلَان، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّاد بْن إِسْحَاق، قَالَ: كَانَ عِنْد الْفَضْل بْن يَحْيَى وَعِنْده مُسْلِم بْن الْوَلِيد الأَنْصَارِيّ ومَنْصُور النمري يُنْشِدانه، فَقَالَ: احكم بَيْنَهُمَا، فَقلت: الْحَكَم عيبٌ عَليّ، والأمير أولى من حكم وَقَدْ سَمِع شعرهما، قَالَ: أقسمتُ عَلَيْك لمَّا فَعَلْت، قُلْتُ: هما صديقان شاعران وَقل من حكم بَيْنَ الشُّعَرَاء فَسلم مِنْهُم، وَلَكِن إِن أحبَّ الأميرُ وصفتُ لَهُ شعرهما، فَقَالَ:

1 / 288