183

Jalis Salih

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي

Investigador

عبد الكريم سامي الجندي

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى ١٤٢٦ هـ

Año de publicación

٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

وليت مني مثل هَذَا فأحسنت إِلَيّ، ولي عِنْد فُلَانَة مائَة ألف دِرْهَم، فَانْطَلق فَخذهَا، قفلت: لَا وَالله لَا آخذ تدرهمًا وَأَنت عَلَى هَذِهِ الْحَال، قَالَ: فَإِنِّي أحَدثك حَدِيثا سمعته من أَهْلَ دينك، يَقُولُونَ: إِذَا أَرَادَ الله بالعباد خَبرا أمطرهم فِي أَوَانه، وَاسْتعْمل عَلَيْهِمْ خيارهم، وَجعل المَال عِنْدَ سمحائهم، وَإِذا أَرَادَ بهم شرا أمطروا فِي غير أَوَانه، وَاسْتعْمل عَلَيْهِم شرارهم، وَجعل المَال فِي أشحائهم. وَمضى وأتيت منزلي فَمَا وضعت ثِيَابِي حَتَّى جَاءَنِي رَسُول الحَجَّاج، فَأَتَيْته وَقد اخْتَرَطَ سَيْفه فَهُوَ فِي حجره، فَقَالَ: ادنُ، فدنوت قَلِيل، ثُمَّ قَالَ: ادن، فَقلت: لَيْسَ بِي دُنُوٌّ، وَفِي حجر الْأَمِير مَا أرى، فأضحكه اللَّه تَعَالَى لي وأغمد السَّيْف فَقَالَ: مَا قَالَ لَك الْخَبيث، فَقلت: وَالله مَا غششتك مُنْذُ استنصحتّني، وَلَا كذبتك مذ صدقتني، وَلَا خُنْتُك مُنْذُ ائتمنتني، وأخبرته بِمَا قَالَ: فَلَمّا أردتُ ذَكَرَ الرَّجُل الَّذِي عِنْدَهُ المَال صرف وَجهه، وَقَالَ لَا تسمه، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ سمع عَدو اللَّه الْأَحَادِيث. كَيْفَ يكون بَارِدًا وَله هَذَا الشّعْر حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الفَضْل بْن حبَان الْحلْوانِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن ضباب، قَالَ: سمعتُ بَعْض أَصْحَابنَا بالرَّقة يَقُولُ: كَبر خَالِد الْكَاتِب حَتَّى دق عظمه ورَق جلده فوسوس، فرأيته ببغدّاد وَالصبيان يتبعونه ويصيحون بِهِ: يَا بَارِد يَا بَارِد! فأسند ظَهره إِلَى قصر المعتصم، وَقَالَ: كَيْفَ أكون بَارِدًا وَأَنا الَّذِي أَقُول: بَكَى عاذلي من رَحْمَتي فرحمته ... وَكم من مبعدٍ من مثله ومعينِ ورَقّتْ دموعُ الْعين حَتَّى كَأَنَّهَا ... دُموعي لَا دموعُ جفوني السَّيِّد الحميريُّ يستكمل هَدِيَّة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمقري، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّائِغ بِمَكَّة، قَالَ: أَخْبَرَنَا يحيى بْن مَعِين، قَالَ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بْن كناسَة: أَن واليًا كَانَ بِالْكُوفَةِ أهْدى إِلَى السَّيِّد بْن مُحَمَّد الْحِمْيريّ رِدَاءً عَدَنِيًّا، فَكتب إِلَيْهِ السَّيِّد فِي شعر وجَه بِهِ إِلَيْهِ: وَقد أتَانا رداءٌ من هَدِيَتِكُمْ ... فَلا عَدِمْناك طُولَ الدَّهْر من والِ نَعَم الرداءُ جَزَاك اللَّه صَالِحَة ... لَوْ أَنَّهُ كَانَ مُوصولا بسربال فَلَمَّا قَرَأَ اشعر أهْدى إِلَيْهِ خلعة تَامَّة. معاتبات فِي عدم قَضَاء الْحَاجة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أبي خَيْثَمَة، قَالَ: أنشدت لسَعِيد بْن سُلَيْمَان المساحقي القَاضِي فِي هَارُون بْن زَكَرِيّا كَاتب الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد:

1 / 187