بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين جمل ما فى المقالة الحادية عشر من كتاب عمل التشريح الكلام فى اجزاء الحنجرة فى ابدان القرود الكلام فى هية عضل الحنجرة الكلام فى الاعضاء التى تقرب من الحنجرة فى ابدان الخنازير الكلام فى صورة العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين فى ابدان الخنازير اى صورة هى الكلام فى أصل اللسان الكلام فى فعل اللسان ومنفعته الكلام فى العصب الذى فى الرقبة ما دام الحيوان حيا المقالة الحادية عشر فاما اعضاء الحنجرة فينبغى ان تشرحها على هذه الصفة تحتاج اولا ان تقلع العضلة الرقيقة التى تسمى فراشا عضليا فانك بهذا السبيل تنظر الى العضلات التى تاتى القص من الحنجرة ومن العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين والى اللحم الرخو الذى الى جانب الجزء العريض من اللحى الاسفل وهو فى كل واحد من الجانبين لحمة واحدة ذات قدر صالح وبعد هذا اللحم اذا هو قلع وقلعت جميع الٔاغشية التى تغطى وتجلل جميع مواضع الحنجرة ظهرت عضلة اللحى الاسفل التى سميت باستحقاق عصبانية بسبب ان وسطها عصبانى عديم اللحم وافهم يا هذا كلامى وما اخاطبك به انى انما اقص عليك خبر ما فى جانب واحد من البدن وان كل ما ترى فى هذا الجانب الايمن من البدن متساوية الاشياء التى فى الجانب الايسر فى عددها ومقاديرها ونوعها وقد وصفت الحال فى هذه العضلة فيما تقدم كلامى وانا واصف من امرها ههنا ايضا ما اقوله لك وهو ان أصلها يماس أصل الجزء من الراس الذى سماه ايروفيلس الزايدة الشبيهة بالعمود ونسميها نحن الشبيهة بالمسلة والسبيهة بإلابرة وهى الزايدة التى تبتدى من قاعدة عريضة وتمتد الى منتهى رقيق بمنزلة منتهى المسلة والٕابرة فهذه العضلة التى قلنا انها عصبانية الوسط وانها تسمى بهذا الاسم وانها تماس هذه الزايدة أصلها من الاجزاء العليا من هذه الزايدة فان انت لم تحد قطع الفراش العضلى وقطع الغشاء الموضوع تحته أفسدت عضلة ههناك صغيرة جدا منشاها من ذلك الموضع بعينه الذى منه تبتدى العضلة الجنبية من عضل اللسان ونجى الى ناحية الطرف الاسفل من العظم الشبيه باللام وتلتحم به فى طرفه الذى من جانب فى كل واحد من الجانبين واحدة من الجانب الايمن واحدة ومن الجانب الايسر اخرى وفيما بينهما العضل الذى ينحدر الى ناحية القس وهو الذى ينبت من المنتهى الاسفل من العظم الشبيه باللام واذا كشفت ايضا هذه الاربع العضلات ظهر وتبين لك العضل الدقاق الذى يمتد الى ناحية الكتفين ويتبين ان له منشاء من عند جانب العظم الشبيه باللام من كل واحد من الجانبين عضلة واحدة فاذا انت قطعت هاتين العضلتين رايت روية بينة كل واحد من الاجسام الموضوعة تحتها ولان معرفة صورة العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين باستقصاء قد تنتفع بها فى ايضاح جميع هذا الكلام الذى قصدنا له منفعة عظيمة انا صاير الى اقتصاص الحال فيه من مبداء آخر لا يخفى عن احد من الناس فاقول ان الجرم الموضوع تحت اللحى الاسفل فى وسط الجزء الاول من العنق وهو الجرم الذى ياتى الى قدام جرم يعرفه جميع الناس ويسمونه حنجرة والمصارعون يرمون مرارا كثيرة الواحد من الآخر إن يقبض على ذلك الجرم فيفسخه فسخا ويرضه رضا اذا هما يصارعان مصارعة وتشتد فيهما لجاجتهما اذا دخل احدهما تحت الٕابط وذلك لان هذا الجرم اذا انفسخ وترضض اختنق الحيوان من ساعته بسبب ان ممر الهواء ونفوذه فى هذا الموضع عند الخروج وعند الدخول بالتنفس يضيق جدا وذلك ان الذى هناك من العضل الذى يفتح الحنجرة ويغلقها ليس بيسير وأنا مخبرك بالحال فى هذا العضل على الشرح والبيان واصف لك كيف ينبغى ان تكشف كل واحدة واحدة منه كشفا جيدا فاقول انه اذا كشطت العضل المنحدر الى القس من الحنجرة ومن العظم الشبيه باللام ظهرت الحنجرة ورايت روية بينة ان لها غضروفا كبيرا شكله شبيه بشكل الترس فى الاجزاء التى من قدام ولذلك سموه بهذا الاسم اعنى الشبيه بالترس ومقدار طول هذا الغضروف وعرضه مقدار تبين من خارج لمن جسه بيده والٔافضل والٔاجود ان كنت تريد ان تفهم ما اصفه لك فيه حسنا ان تقلعه من بدن قرد آخر وتكشفه خاصة على حدته بعد ان تكشط كل ما حوله وتتفرس فيه من كل موضع وتتعرف كيف هو فانك تجده من الرقة فى حد يمكن معه من غمز عليه باصابعه أن ينقله من شكل الى شكل باشكال مختلفة وله اربعة اطراف موضوع بعضها مقابل بعض احدها الطرف المتسفل المنحرف الى ناحية الاجزاء السفلانية من العنق والاخر الطرف المرتفع الذى يلقى اللحى عندما يبادر الى فوق اذا ازدرد الحيوان شيا واما الطرفان الاخران فمن جانبيه فى كل واحد من الجانبين واحد وهذا الغضروف فى الموضع الذى تلقاه وتمسه منه محدب قليلا وله فى وسطه شى شبيه بالصلب ممدود من فوق الى اسفل فى الموضع الوسط من قدامه يبتدى من الموضع الذى هو وسطه بالحقيقة من حرفه الاعلى وينتهى عند الخط الذى يحد اجزاه السفلانية وصلبه هذا يمر على خط مستقيم من فوق الى اسفل ويرى عيانا روية بينة فيصير حدا يفصل بين الجانب الايمن والجانب الايسر من الحنجرة ومن العنق معا والامر فيما جرت عليه الخلقة من الفصل بين الجانب الايمن والجانب الايسر من البدن بخطوط مستقيمة عجيب أما فى الراس فيفصل بين الجانبين درزه الوسط وفى سمت هذا وعلى استقامته والخط الذى فى وسط الٔانف حيث العظم الذى يفصل بين المنخرين بمنزلة الحاجز فيجعلهما بمنزلة ساقين وبعد هذا ينحدر خط الى الشفة العليا وهو فى الوسط بالحقيقة من الٔاسنان المقدمة وهى اربعة أسنان يقال لها القطاعة اعنى الثنيتين والرياعيتين وذلك ان اثنتين منها اعنى ثنية واحدة ورباعية واحدة عن يمين هذا الخط الوسط واثنتين عن شماله وعلى هذا المثال يمر الخط الوسط من اللحى الاسفل وهو الخط الممدود فى وسط الٔاسنان القطاعة حتى يصير الى راس الذقن الى الموضع الذى فيه بالحقيقة ملتقى عظمى اللحى الاسفل ويتصل بهذا الخط خط آخر ظاهر ذاهب فى الطول يقطع من الموضع الاسفل اللسان فى الوسط وهذا الخط يبلغ الى الموضع الوسط بالحقيقة من العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين ويتصل بطرف هذا الخط على الاستقامة وسط الغضروف الشبيه بالترس الذى فيه شى زايد ناتى قليل النتو يقال له صلب هذا الغضروف واذا توهمت ان هذا الخط يمر على استقامة ويمتد الى وسط القس حتى يبلغ الى الغضروف الشبيه بالسيف وهو المشرف على المعدة وجدت انه يتصل به ايضا من اسفل الخط المار فى وسط السرة وفى موضع ملتقى عظمى العانة واما من خلف بدن الحيوان فالخط الممدود فى وسط الراس على استقامة عظم الصلب حيث الزوايد التى يقال لها الشوك وفى طرف هذا من اسفل العظم الذى يقال له العجز ولذلك متى اردت ان تقطع بدن حيوان اى الحيوانات كان من الذوات الاربع وتقده بنصفين جعلت قطعك اياه على هذه الخطوط التى ذكرناها لك فانت تجد جميع الاعضاء متساوية فى الشقين اعنى فى الشق الايمن والشق الايسر وليس تساويها فى العدد فقط بل فى المقادير ايضا وفى الاشكال وفى جملة الطبع خلا الكبد والطحال فان هذين العضوين اذا نطرت فى مقادير الاجرام وجدتها على المساواة كما قد بينا ذلك قبل واذا نظرت فى صورة الاعضاء وميلانها وجدتها على غير مساواة من قبل ان الكبد غير شبيهة بالطحال واذ قد سمعت ما قلته لك من هذا على طريق من غير تعمد له فليكن حاضرا لذكرك دايما فاما انا فانى أخطى هذا الى ذكر الحنجرة ايضا فاقص عليك الحال فى هيتها واقول متى اردت ان تشرح الحنجرة فاقطعها اولا على ما وصفت كلها واكشط ما حولها من الاجرام حتى تراها روية بينة انها مركبة من ثلثة غضاريف احدها القدام وهو الذى قطعت ذكره واثنتين اخرين موضوعين بحذاه فى طول العنق من خلف وواحد من الغضروفين وهو أعظمهما يماسه الغضروف الذى من قدام الذى قلت انه يسمى الشبيه بالترس فى اكثر اجزايه وذلك انك ترى اضلاعه التى تحد جنبيه مضامة دايما لاضلاع الغضروف الثانى وترى الجزء الاسفل منه كله مضام للجزء الاسفل من ذاك متصل به بالعضل واما المنتهى الاعلى من كل واحد من الغضروفين فموضوع واحد بحذاء الاخر ومثالهما كمثال ترسين متطاولين يلتقيان بوجههما حتى ينطبقان ويبقى فيما بينهما فرجة وفضاء وفى هذا الموضع غضروف ثالث صغير موضوع على الغضروف الثانى شكله شبيه بشكل الطرجهارة ولذلك اشتق اسمه من اسم الطرجهارة ويسمى الطرجهارى والشبيه بالطرجهارة فاذا انت رايت جميع هذه الاشياء التى وصفتها لك والاشياء التى اريد ان اصفها لك فيما يستانف بعد ان قلعت الحنجرة كلها كان فهمك لما اريد ان اصفه لك من اعمال التشريح ووقوفك عليها أوضح وأبين والاشياء التى قلت انى اريد ان اقولها لك هى هذه اقول ان الغضروف الشبيه بالترس له اربع زوايا عند ملتقى الاربعة الخطوط التى تحده والزاويتين اللتين من اسفل هما مربوطتان برباط مفصلى مع الغضروف الثانى واما الزاويتان اللتان من فوق فانهما تتحدان مع الاطراف السفلانية من الاضلاع المنخفضة من العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين برباط طبيعته شى فيما بين العصبة والغضروف وهذا العظم الشبيه باللام موضوع على الطرف الاعلى من الغضروف الاول وخطه المستقيم الوسط محاذى للخط الوسط الذى فى الاجزاء السفلانية من اللسان فاما ضلعيه المنخفضين فيذهبان الى زاويتى الغضروف الاول الفوقانيتين سواء إن سميت هذا الغضروف غضروف اولا او غضروفا شبيها بالترس كما انه لا فرق بين قولى غضروف ثالث وقولى غضروف شبيه بالطرجهارة فاما الغضروف الثانى فليس له اسم خاص ولكن اذكر وإيا هولاء ان اجناس الحيوانات ستة اجناس وهى التى يجرى ذكرها فى كلام القدماء ويشيرون اليها اذا قالوا حيوانات ليست بالبعيدة عن طبيعة الناس بعدا كثيرا واعلموا ان فى جميع هذه الحيوانات توجد هذه الثلثة الغضاريف التى للحنجرة فى بعض هذه الحيوانات شبيهة لما هى عليه فى البعض الاخر وإن العظم الشبيه باللام على ما قلت قبيل موضوع فى ابدان هذه الحيوانات على الغضروف الشبيه بالترس ويختلف هذه الستة الاجناس فى مقداره وفى شكله وساذكر الاجناس الباقية من هذه الستة فيما بعد واما ههنا فان كلامنا كان اولا فى الحيوانات التى هى أشبه شى بالناس منها القرد والحيوان الذى يقال له لونجس وقد رايت ان اصف كيف شكل العظم الشبيه باللام فى هذه الحيوانات التى هى أقرب شبها بالٕانسان واحرص انت ايضا ان تفهم جملة طبيعته من بعد ان تكشط جميع العضل المضام له فانك بهذا السبيل يخف عليك فهم ما اصف لك فاقول ان فى هذه الحيوانات وخاضة فيما هو من القرود أشبه شى بالإنسان تجد صورة هذا العظم على هذه الصفة تجد جزوه الاوسط وهو الجزء الذى يمر عليه الخط الذى يقسم العنق ويقسم هذا العظم كله بنصفين قصير الطول وتجد عرضه وعمقه ناقصين اذا قستهما الى الطول وجدتهما انقص من الطول ايضا وينبت من جانبى الطرف الاسفل منه ضلعين يمتدان الى الزاويتين المرتفعتين من زوايا الغضروف الشبيه بالترس على وراب كما وصفت قبيل ولهذا العظم الشبيه باللام فى طرفه الاعلى ضلعين اخرين ينبتان موازيين للضلعين الاسفلين وهاذين الضلعين الفوقانيين ضيقين مدورين بمنزلة إبرتين غليظتين وراسى مسلتين وجوهر هاذين الضلعين اللذين هما ايضا موربين مايلين قليلا الى اسفل هو غضروف خالص وينبت من طرف كل واحد منهما رباط مدور فى مثال عصبة ويمتد كل واحد منهما الى واحدة من زايدتى الراس اللتين يقال لهما الشبيهتين باطراف المسال ولهاتين الزايدتين ايضا طرفين شبيهين بالضلعين المرتفعين من اضلاع العظم الشبيه باللام وذلك ان جوهرهما جوهر غضروف وشكل جميعها شكل واحد بعينه واما فى الطول فالزايدتين الشبيهتين باطراف المسال أقصر من ضلعى العظم الشبيه باللام وان قد تقدمت فرايت هذا الذى وصفته لك عيانا أنا راجع الى ما كنت فيه من الكلام فاقول انه اذا كشطت العضلة التى يقال لها فراش عضلى مع الاغشية التى تحتها رايت اولا عضلتين متحدتين تاتيان من الطرف الاسفل من طرفى العظم الشبيه باللام الى القس حيث مفصل الترقوتين مع القس والترقوتين هما عن جانبى المفصلين واما العضل الذى ذكرناه فيلتحم من القس بالعظم الذى فيما بين المفصلين والتحامه بالجزء الذى يلى ظاهره فى منتهاه الذى يلى فوق فاذا انت شرحت هاتين العضلتين فانك ترى عضلتين أخراتين كانهما تحتهما وبالقرب منهما تبتديان من الاجزاء السفلانية من الغضروف الشبيه بالترس من جميع الخط الذى يحده ههنا خلا اليسير وهاتين العضلتين ايضا تلتحمان من القس بهذا الموضع بعينه فهذه الاربع العضلات اذا امتدت حزقت قصبة الرية وشدتها وجذبت الحنجرة وجميع العظم الشبيه باللام الى اسفل وههنا اربع عضلات أخر موضوعة بحذاء هذه مقاديرها اصغر من مقادير تلك وعضلتين منها تمد الغضروف الشبيه بالترس والعضلتين ألاخراتين تشيلان جملة العظم الشبيه باللام ومنشاء هاتين العضلتين والعضلتين اللتين قبلهما من المواضع التى يبتدى منها العضل الذى يذهب الى اسفل بعينها أما العضلتين اللتين تجذبان العظم الشبيه باللام الى فوق فمنشاهما من الطرف الاعلى من العظم الشبيه باللام ومنتهاهما فى الموضع الاسفل من طرف اللحى الاسفل واما العضلتين اللتين تشيلان الغضروف الترسى فمنشاهما من جميع هذا الغضروف خلا اليسير منه والتحامهما بالضلعين المنخفضين من العظم الشبيه باللام وانا مذكرك ايها القارى لكتابى هذا بانه لا فرق فى صفة عمل التشريح بين قولى ان جرما ما ينبت ينتشر من جرم وبين قولى انه يتصل ويلتحم بهذا الجرم فاذا انت رايت هذه الاشياء روية استقضاء واردت ان تشرح حنجرة فى موضعها من بدن الحيوان مع العظم الشبيه باللام وتنظر الى العضلة العصبانية الوسط ايضا والى العصبة الصغيرة التى قلت ان لها النحام مع جانب العظم الشبيه باللام وهى العضلة الراكبة على العضلة العصبانية الوسط فاكشط بعد ذلك اللحم الرخو الذى قلت فيه انه موضوع تحت الجزء العريض من اللحى الاسفل ثم شرح العضلة العصبانية الوسط فانك بهذا السبيل تقدران تنظر الى العصب العصلب من عصب اللسان نظرا شافيا اعنى العصب الذى يجى من الاجزاء الخلف من الدماغ ويمر فى الاجزاء الاولى من اجزاء العنق ومجى هذا العصب فى اول امره عرضا ثم انه يتعرج ويمتد على الوراب الى عضل اللسان الذى فيه ينقسم وفى مصعده تتفرع منه شعبتين احداهما تاتى الى الاربع العضلات التى قلت انها تنحدر الى القس التى منشاها من العظم الشبيه باللام ومن الغضروف الشبيه بالترس والى اختلاط العصبة التى بنقسم اكثرها فى العضلة التى تاتى من الاذن الى ناحية القس والواحدة من هاتين الشعبتين تنصرف وتفنى على ما وصفت وفوق هذه الشعبة شعبة اخرى ثانية تنقسم فى العضلة التى تضم الضلع المنخفض من اضلاع العظم الشبيه باللام الى الغضروف الشبيه بالترس وتصل بينهما وانت ترى هذه الشعبة فى بعض الاوقات وبعض الابدان تنقسم قسمين يصعد منهما الى الحنجرة اعصاب دقاق غاية الدقة وخاصة فى القرود وذلك ان جميع ما فى حنجرة هذا الحيوان من الاجزاء صغير دقيق ضعيف ولذلك قد يتشوش هذا العصب مع الاعصاب الأخر متى لم تشرح تشريحا جيدا فزوج العصب الذى ياتى عضل اللسان هو الزوج السابع من ازواج العصب المنحدر من الدماغ واما الزوج المضام لهذا فى منشاه وهو الذى له ثلثة اصول فانه ينبت من قبل هذا الزوج وهو فى العدد سادس وانت ترى فى بعض الاوقات وبعض الابدان شعبة منه تاتى الاربع العضلات التى ذكرناها وقلنا انها تبلغ الى القس وهذه الاعصاب دقاق جدا وكذلك الاعصاب التى تلتحم بالعضلة التى تصل ما بين الغضروف الشبيه بالترس وبين الضلعين المنخفضين من اضلاع العظم الشبيه باللام واحرص على ان تتعرف وضع هذه الاعصاب فى بدن قرد كبير مهزول نحيف البدن فانك تراها فى مثل هذا القرد اعظم مقادير وتجدها عارية من الشحم الذى اذا علا على العصب فى الحيوانات السمينة صار سبب لخفاءها حتى لا يظهر العصب ظهورا بينا والعصب الذى ياتى جميع عضل الحنجرة الخاص بها انما تاتيها من الزوج السادس شعبتين شعبة منها تاتى الجزء الاعلى من الحنجرة حيث يضام الضلعين الاسفلين من اضلاع العظم الشبيه باللام الزاويتين الفوقانيتين من زوايا غضروفها الترسى واما الشعبة الاخرى من شعبتى العصب التى هى من اسفل من تلك فتراها تاتى جانب الحنجرة حيث يضام الغضروف الشبيه بالترس المرى ويصل ما بينهما العضل الذى بالعرض وهذه الشعبة تنبث وتتفرق فى هذا العضل الذى ذكرناه ههنا وهو الذى قلت انه موضوع بالعرض وفى العضل الذى يصل ما بين الغضروف الاول فى آخره وبين الغضروف الثانى واما العصبة العليا التى قلت انها تلتحم عند الزاوية العليا من الغضروف الاول واحدة فى كل واحد من الجانبين فانها تنقسم فى الطبقة التى داخل من الحنجرة وهى الطبقة التى تتصل بطبقة اللسان فى الاجزاء التى منها تكون الغلصمة اعنى بالغلصمة الجسم المعلق فى فم الحنجرة واما العصبة التى تصعد من اسفل وهى العصبة التى وجدتها ووقفت عليها أنا فهذا موضع ينبغى لى ان اذكر فيه من امرها المقدار الذى تحتاج اليه وتنتفع به منها فى تشريح الحنجرة فان من رايى ان اكتب مقالتين فى تشريح العصب واحدة فى العصب الذى ينبت من الدماغ والاخرى فى العصب الذى ينبت من النخاع وانا ذاكر فى تينك المقالتين كيف ينبغى ان يشرح جميع ما فى بدن الحيوان كله من العصب واما ههنا فانى على ما وصفت اذكر من ذلك ما تحتاج اليه وتنتفع به فى تشريح الحنجرة فقط فاقول انك تجد فى الموضع الذى فيه زاويتى الغضروف الشبيه بالترس السفلانيتين اللتين بهما يرتبط مع الغضروف الثانى ويصير فيما بينه وبينه مفصلين عصبتين صغيرتين تاتيان من اسفل الى فوق ويغطيهما الاغشية الملفوفة على قصبة الرية والوجه فى البحث عن مصعدهما من قصبة الرية أن تتفقد ذلك حيث تنتهى غضاريفها الشبيهة بشكل السين فى حروف اليونانيين وهو هذا ويبتدى جزءها الخلف الذى تلقى به المرى فهتان العصبتين تلتحمان بالحنجرة عند الزاويتين السفلانيتين من الغضروف الاول وكل واحدة منهما يلقى واحد من مفصليه لا من قدام ولكن من خلف واذا انت وجدتهما ووقفت عليهما وقوفا حقيقيا فتشرح عضل الحنجرة الذاهب عرضا وتبتدى من الوسط من الموضع الخلف من المرى الى ان تبلغ الى الغضروف الشبيه بالترس الذى به يلتحم هذا العضل الذاهب عرضا وان احببت قطعت هذا العضل وقلعته جملة فانك اذا فعلت اى الامرين شيت رايت ان المرى يضام الاجزاء الخلف من الغضروف الثانى ومن بعد نظرك الى ذلك اقطع المرى وشرح العضلتين الموضوعتين على الغضروف الثانى وهما اللتان تلتقيان ثم تفترقان عند نتو منخفض فى الغضروف الثانى ينحدر فيه بالطول من فوق الى اسفل وقد يجوز لك ان تسمى هذا النتو من هذا الغضروف ظهره على مثال ما سمى النتو الذى فى الغضروف الاول ظهر ليصح بذلك الكلام ويكون مع وضوحه وجيز ومن بعد هذا العضل شرح الحنجرة مع العظم الشبيه باللام وليكن تشريحك اياها وهى فى موضعها بعد من البدن ولا باس فى المرة الاولى بان تقطعها كلها مع العظم السبيه باللام الذى قد تقدمنا فوضعنا مشاركته للسان فى المقالة التى قبل هذه والافضل ان تنظر اولا نظرا اشد استقصاء الى جميع مشاركات هذا العظم الشبيه باللام لما هو مشارك له قبل ان تقطعه من اللسان وذاك انه لما كان صغيرا جدا وخاصة فى ابدان القرود صار متى كشطت عنه جميع ما يضامه ويتصل به حتى يبقى هو وحده عار مكشوف يدعوك ما ترى من صغره الى ان لا تصدق بأنه ينبت منه عضل من الكثرة فى مثل هذا المقدار فإنه ينبت منه سوى عضل اللسان الذى قد اقتصصت امره فى المقالة التى قبل هذه عضلات أخر ليست باليسيرة تاتى القس وهى العضلات التى ذكرت لك امرها قبل هذا بقليل وعضلتين أخرتين تصعدان منه الى الكتفين وهما عضلتان ضيقتان طويلتان وعضلتان أخراتان متحدة الواحدة منهما بالاخرى تاتيان منه الى اللحى الاسفل ومع هذا عضلتان أخرتان تصلان ما بينه وبين الراس عند اصول الزوايد الشبيهة بالمسال واصحاب التشريح لم يروهما لانهما صغيرتان وربما قطعوهما او فسخوهما عند كشفهم هذا الموضع كله من الاغشية ايضا وعضلتين اخراتين تاتيان الاجزاء العريضة من اللحى الاسفل ومنشاهما من الضلعين الاسفلين من اضلاع هذا العظم الشبيه باللام وكذلك عضلتين اخراتين تنبتان من هذين الضلعين وتصلان ما بينه وبين الغضروف الشبيه بالترس وقد قلت فى هذا العضل ان شعب العصب تاتيه من العصبتين الصلبتين من عصب اللسان فههنا عضلة اخرى غير هذا العضل فردة لا أخت لها تنبت من آخر هذا العظم الذى يستقبل اللسان وتلتحم بظهر الغلصمة وفى الفرد بعد الفرد من ابدان الحيوانات ترى هذه العضلة مثناة طاقين وقد قلت قبل ان اطراف الضلعين الفوقانيين من اضلاع هذا العظم يضمها رباطات مدورة دقاق الى اطراف الزايدتين الشبيهتين بالمسال وان انت قلعت العضل الذى يصل بينه وبين اللحى والعضل الذى يرتقى الى الكتفين والعضل الذى ينحدر الى القس وقلعت ايضا العضل الصغار الذى قلت انه راكب على العضل الخاص باللحى الاسفل وقلعت معه ايضا الرباطات التى قلت انها تصل بين الضلعين الفوقانيين من اضلاع العظم الشبيه باللام وبين الراس سهل عليك النظر الى الاجزاء الموضوعة تحت هذه التى لم نذكرها بعد ولم نقل فيها شى وامكنك ايضا ان تقطع جميع الحنجرة مع العظم الشبيه باللام ان شيت قطعتها معه وحده وان شيت فمع اللسان ايضا ومع الغلصمة او مع المرى ايضا ثم تنظر عند ذلك نظرا شافيا الى اجزاء الحنجرة الخاصية بها وتتثبت فى جملة طبيعة تلك الاجزاء واما الاجزاء الموضوعة اسفل التى ينبغى لك ان تنظر اليها قبل نظرك الى هذه فهى العصبة الدقيقة التى تاتى اصل اللسان والعضلة التى تتصل وتلتحم فى جانب اللسان التى منشاها ايضا من الراس من الموضع الذى فيما بين منشاء العضلة العصبانية الوسط وبين اصل الزايدة الشبيهة بالمسلة وهذه العصبة الدقيقة التى تلتحم فى اصل اللسان واحدة فى كل واحد من الجانبين وتنشعب منه فى مصعده الى اللسان شعبة صغيرة تصير الى جرم الحلق وهو الجرم العضلى ولا خفاء بانى اعنى بقولى حلق الموضع الذى فيما بين تجويف الفم وبين مبداء المرى وفم الحنجرة ايضا يبلغ الى هذا الموضع وقد قلنا فى المقالة التى قبل هذه ان ههنا عصبتين اخراتين لينتين مبثوثتين فى طبقة اللسان وليكن هذا المعنى حاضرا لذكرك اعنى هذا العضو وحده وهو اللسان ياتيه من العصب ويصير اليه ثلثة ازواج فيكون حاصل جميع عدد اعصابه ستة اعصاب وان انت قلت انه ياتيه ثلثة اجناس من العصب لم تكذب وذلك ان جنس الاعصاب الصلبة وجنس الاعصاب اللينة جنسين قد اقر بهما وأجمع عليهما جميع الاطباء المشرحين واما الجنس الثالث الذى لم يروه فهو ما بين هذين الجنسين من الصلابة واللين لانه ناقص عن الاعصاب الصلبة بمقدار ما يفوق الاعصاب اللينة واذا انت نظرت الى هذه الاشياء وبلغت الى قطع الحنجرة فتفقد مشاركتها للطبقة المشتركة للمرى واللسان التى ذكرتها فى المقالة السالفة وانها مجللة لداخل الفم كله وانها تمتد ذاهبة فى الحلق فتنحدر الى الرية مارة فى الحنجرة وفى قصبة الرية وتنحدر الى المعدة مارة فى المرى وانت تراها ايضا فى هذا التشريح الذى نحن فيه مستقصاة وحدها كيف هى فى الموضع الذى قلت انه يلتحم ويتصل فيه العضل النابت من الضلعين السفلانيين من اضلاع العظم الشبيه باللام بالغضروف الشبيه بالترس من غضاريف الحنجرة فانك ان قطعت هذه ثم مددت بواحدة من يديك العظم الشبيه باللام الى فوق ومددت باليد الاخرى الغضروف الشبيه بالترس الى اسفل وجدت الموضع الذى فيما بينهما مشغول بالجرم المشترك للاعضاء التى ذكرناها وسنذكر ذلك فيما يستانف من القول واما آلان فانى اعمل على ان الحنجرة منفصلة من الحيوان خارجة عنه بتة وآخذ فى إيضاح الامر فى اجزايها الخاصية بها وشرحه شرحا بينا فاقول ان للغضروف الاول المسمى الشبيه بالترس اربعة حدود على ما وصفت تجوزه على اربعة خطوط اثنتين منها قايمين منتصبين بالطول فى كل واحد من الجانبين واحد وانا اسميهما ضلعى هذا الغضروف الاول والاثنتين الاخرين بالعرض احدهما من فوق حيث العظم الشبيه باللام والاخر من اسفل حيث منتهى الغضروف الثانى واما الغضروف الثانى فله ضلعين يضامان الضلعين القايمين من اضلاع الغضروف الاول وهما قايمان ايضا منتصبان على مثال ضلعى الغضروف الاول وله ضلع ثالث من فوق بالعرض على مثال الخط الاعلى من الغضروف الاول وكانه موضوع بحذاه وهو بعيد عنه مسافة بعيدة ليكون تجويف الحنجرة واما الطرف الاسفل من الغضروف الثانى فليس له خط واحد يحده ويجوزه على مثال ما للاول وذلك لان من كل واحدة من زاويتيه السفلانيتين اللتين بهما يرتبط برباط مفصلى مع الغضروف الاول تخرج زايدة معرجة تنفتل وتميل الى ناحية الموضع الداخل والى قدام ولذلك يلقى كل واحدة من هاتين الزايدتين صاحبتها سريعا ويصير منهما شكل مثلث قاعدته الخط الاسفل من خطوط الغضروف والموضع الوسط بين ثلثة اضلاع هذا المثلث مملو بعضلتين شانهما اذا هما امتدتا كلتيهما ان تجمعان طرفى غضروفى الحنجرة كليهما واحد الى الاخر فتفقد امر هاتين العضلتين تفقدا بليغا بان تقطع اولا ليفهما الذى يلى الظاهر ثم اقطع بعد ذلك الليف الذى فى العمق فانهما طاقان لان ليفهما يحوى الخط الاسفل من الغضروف الشبيه بالترس من الوجهين اعنى من خارج ومن داخل وليس ياخذ ليفهما موضع كبير لا من خارج ولا من داخل من بعد الخط الذى يحوى الغضروف الاول من اسفل بل انما ياخذ بمقدار ما يحتاج اليه للوثاقة فى اتحاد العضلتين فاذا انت شرحت هاتين العضلتين او قطعتهما جملة وقطعت معهما العضل الذاهب فى العرض الذى قلت انه يصل ما بين الغضروف الاول وبين المرى ظهرت لك ظهورا بينا العضلتان اللتان تضامان الغضروف الثانى من خلفه ويفضل بينهما خط وسط محدود وعند كل واحدة منهما خط اخر يمر من فوق الى اسفل موازى للخظ المحدود بحذاء الضلع الاخر من كل واحدة من العضلتين حيث ترى الغضروف الاول مضام للغضروف الثانى فى الطول من فوق الى اسفل ومن أجل ذلك قد يجوز ان يقال للخطوط التى تحد هذه الاجزاء انها تمر من اسفل الى فوق قايمة منتصبة وانها ايضا تمر من فوق الى اسفل وذلك انه كما ان فى الاشياء الخارجة عن البدن تجد الامر الذى تقصد اليه فى معنى الطريق المودى الى الرية امرا واحدا ومعنى واحدا ويسمى سلوك من سلكه مصعدا صعودا وسلوك من سلكه هابطا انحدارا كذلك الامر فى الخطوط التى تحد العضل فى طول العنق وتجد أن يقال انها تمر من فوق الى اسفل وانها تمر من اسفل الى فوق وذلك ان الذى يتوهم ويضع فى نفسه اطرافها السفلانية اولا تكون عنده تمر من اسفل الى فوق والذى يتوهم ويضع فى نفسه اطرافها الفوقانية اولا تكون عنده تمر من فوق الى اسفل فالعصب الذى قلت انه ياتى من الصدر مارا فى العنق حتى يصير الى الحنجرة وهو العصب الذى أغفل اصحاب التشريح ذكره وتركوه واضطررت انا الى ان اذكره بكلام طويل تام فى المقالات التى ذكرت فيها امر الصوت يتصل ويلتحم بهذا الموضع من الحنجرة حيث ينتهى اسفل اضلاع العضلتين اللتين ذكرناهما وفى ذلك الموضع بعينه ايضا مفاصل الغضروفين العظيمين من غضاريف الحنجرة وانا اسمى هاتين العصبتين العايدتين والراجعتين الى فوق وذلك بسبب ما عرض لهما خاصة مما ليس بموجود لشى من الاعصاب ألاخر المنحدرة من الدماغ فان من ازواج العصب النابت من الدماغ زوج ينحدر الى الصدر مارا فى الرقبة وهو الزوج السادس فاذا صار هذا الزوج الى الصدر انشعب منه زوج اخر وهما عصبتان صغيرتان تصعدان مارتين فى العنق الى جانب قصبة الرية وتدخلان الى الحنجرة فى ذلك الموضع الذى وصفت ثم هاتين العصبتين تمران من ذلك الموضع على تاريب قليل وتصيران الى الموضع الداخل المرتفع من الحنجرة وتنشعب اولا منهما شعبة تتفرق فى العضلتين اللتين ذكرناهما ثم تنشعب منهما شعبة ثانية تتفرق فى عضلتين اخراتين موضوعتين بعد تينك ومنشاهما من الحاشيتين القايمتين من الغضروف الثانى ثم تتفرق بعد ذلك فى عضلتين اخراتين اعظم مقادير من تينك اللتين ذكرناهما تشغلان جل الموضع الداخل من الحنجرة ثم تتفرق بعد تفرقها فى هذا العضل فى العضل المحيط بقاعدة الغضروف الثالث وهو عضل صغار جدا يضام الواحدة منه الاخرى حتى يظن به من يراه انه عضلة واحدة فان احببت ان تنطر الى هذه كلها نظرا شافيا فالتمس التشريح بان تخلص الغضروف الثانى من الغضروف الاول من المفصلين الاسفلين وليس يعسر عليك تعرف هذين المفصلين والوقوف عليهما وان كانا مغطيين برباطات غليظة متى قطعت ما وصفت لك من العضل الذى يصل ما بين المواضع السفلانية من الغضروفين والعضل الذى من خلف الغضروف الثانى وذلك انه ينبغى ان تقصد الى الموضع الذى فيه ترى الغضروفين الاولين يضام احدهما الاخر فتحركهما فى ذلك الموضع بان تدير ملتقاهما إدارة على استدارة وتمدهما الى فوق والى اسفل ثم تمدهما ايضا الى ناحيتين مختلفتين ثم تدعهما يبادر احدهما الى الاخر وتقصد الى الموضع الذى ترى فيه الجزء منهما الذى ينبسط وينقبض فتمد فيه الاجزاء المفصلة بذلك الجزء الى الجانبين وتقطع الرباط وحده حتى يظهر لك مفصل الغضروفين واذا انت فعلت ذلك فخذ مصعدا من الجانبين مع الاضلاع ورد الغضروف الاول عن الغضروف الثانى وخلص بعضهما من بعض حتى يستبين ويظهر لك ظهورا بينا العضل النابت من جانبى الغضروف الثانى وح˜ خذ فى إقلاب كل واحد من ضلعى الغضروف الاول ورده الى خارج مرة هذا الضلع ومرة ذاك فانك اذا فعلت ذلك رايت هناك عضلتين اعظم من العضل الذى ذكرناه قبل تنبتان من المواضع السفلانية من الغضروف الاول وتصعدان موربتين الى الغضروف الثالث فان احببت ان تراهما روية ابين فاقطع الغضروف الاول بنصفين من ظهره من غير ان تقطع معه شيا من الاجرام الموضوعة تحته وحك الغضروف واكشط عنه تلك الاجرام كلها فان بهذا الوجه ترى جميع الموضع الداخل من الحنجرة ابين ما يكون من الروية ويمكنك ايضا من غير ان تقطع الغضروف الاول باثنين ان تخلص منه الطبقة الداخلة فانك اذا قطعت الغضروف على هذه الصفة رايت الاجزاء الداخلة منه كلها روية بينة وما لم يكن يرى قبل ذلك واعمل هذا العمل بان تبتدى من الموضع الذى قلت لك انه ترى فيه الطبقة المشتركة للسان والمرى والحنجرة وحدها منفردة على حدة بعد ان يكشط العضل الذى يصل ما بين الضلع الاسفل من اضلاع العظم الشبيه باللام فى حروف اليونانيين وبين الغضروف الشبيه بالترس وقد يمكنك فى هذا الموضع ايضا ان تقطع جملة العظم الشبيه باللام وتفصله من الاجرام المضامة له ثم تنظر الى الطبقة نظرا اشفى وابين واما الطبقة المشتركة فتراها تضم الغلصمة الى الحنجرة وتصل ما بينهما وقد قلت قبل انها ايضا تضام العظم الشبيه باللام وتتصل به بعضلة صغيرة وفى هذه المواضع ايضا اغشية تغطى هذه الاجرام ويجتمع مع ذلك بانها تغطى الغلصمة والحنجرة والعظم الشبيه باللام بعض الى بعض الا ان الاغشية رقاق كثيرة الرقه جدا وجميع ما لهذه الاعضاء من وثاقة الإيجاد دايما يحدث عن اشتمال العضل عليها واشتمال تلك الطبقة المشتركة فاما الحنجرة فان كلامنا انما كان فيها فاذا انت قلعت غضروفها الاول فانك ترى روية بينة كيف هى من داخل وهو انه يتولد من تلك الطبقة المشتركة اغشية ما مع اجرام الى اللزوجة ما هى مما يلى المرى والفم ومن هذه الاجرام اللزجة والاغشية يحدث الغلصمة وقد يجوز لك ان تسمى الغلصمة ايضا لسانا فانها على غاية المشابهة للسان المزمار وموضعها من الحنجرة موضعه منه فاما الاجرام اللزجة والاجرام التى من جنس الاغشية التى منها تركب الغلصمة فانها تلتحم بالعضل الذى فى داخل الحنجرة الذى قلت انه يبتدى من قاعدة الغضروف الشبيه بالترس وهذا العضل يرتقى الى الغضروف الثالث على وراب ومبداه ومنشاه ونباته من اسفل من الاجزاء الوسطى من اجزاء قاعدة الغضروف الاول فى الموضع الذى ينتهى فيه صلب هذا الغضروف وهذا العضل يلتقى ويماس بعضه بعضا فى هذا الموضع حتى اذا هو مر الى ناحية فوق على تاريب فارق بعضه بعضا وتباعدت الواحدة منه عن الاخرى فاخذت الواحدة نحو المفصل الايمن من الغضروف الثالث والاخرى نحو المفصل الايسر فاذا جازت كل واحدة منهما هذا المفصل التحمت بالغضروف الثالث وهاتين العضلتين تدغمان الغلصمة ويعينهما على ذلك بعض المعونة العضلة المضاعفة التى قلت انها تغطى قاعدة الغضروف الثالث وهى عضلة صغيرة جدا فهذا الذى وصفت هو فعل هذا العضل الذى ذكرته فاما فعل العضل الذى فى جانبى الغضروف الثانى فهو أن يفتح الحنجرة الى الجانبين واذا فعل ذلك بالحنجرة فمعلوم انه يفعله ايضا بالغلصمة وكذلك فعل العضل الذى من وراء الغضروف الثانى هو أن يذهب بالاجزاء التى فى ذلك الموضع من اجزاء الحنجرة الى خلف فيبسطها بذلك السبب وذلك ان الحنجرة تفتحها هذه الاربع العضلات ويغلقها العضل الكبار الذى داخل والعضلتين الصغار اللتين حول قاعدة الغضروف الثالث وانت تنظر الى أفعالها نظرا شافيا بأن تشرح اجزاها كلها الى موضع المفاصل التى تتحرك بها بعد ان تحفط التحامها بما تلتحم به فقط من الغضروف الثالث فانك اذا جذبت العضل بمبداه الى راسه تحرك معه المفصل كله وينقسم فى جميع هذا العضل زوج العصب الراجع الى فوق ولذلك متى قطع هذا العصب او شدخ او شد بالاصابع او برباط بطل صوت الحيوان وذهب ثبته فاما ساير عضل الحنجرة فانك ترى ان شعب العصب تاتيه من الزوج السادس نفسه عند مجاوزته الاجزاء الاولى من العنق فزوج من تلك الشعب تراه يصير الى الموضع العالى من الحنجرة وزوج اخر يصير الى عضل الحنجرة الذى بالعرض والى عضلها الذى يضم الغضروف الثانى الى الغضروف الاول ويصل ما بينهما وقد يمكنك فى مثل هذا العمل من اعمال التشريح أن تبحث عن فعل هذا العصب وذلك بان تقطعه فى بعض الاوقات قطعا وتربطه مرة برباط وتشده مرة بالاصابع فانه لا فرق بين أن تفعل هذا او تفعل ذلك ولا يقع فيه من الخلاف شى خلا ان العصب الذى يقطع او يرضض او يشدخ لا يرجع ولا يعود الى مجرى طبيعته والعصب الذى انما يشد بالاصابع او بالرباط يعمل عمله بعد قليل بعد ان يكون لم يرض بالاصابع او بالرباط رضا شديدا ولم ينحز ويتبر بسبب خيط دقيق قوى ربط به ربطا عنيفا فاذا انت عرفت وضع كل عصبة من الاعصاب التى تتصل وتلتحم بالحنجرة فى بدن حيوان قد مات لم يعسر عليك الوقوف على كل واحدة منها ووجودها عند ما تكشف عنها فى بدن حيوان حى والاجود أن تعمل هذا العمل فى ابدان الخنازير فإن فعل العصب والعضل فى جميع الحيوانات التى لها حنجرة فعل واحد بعينه غير ان سماجة منظر التشريح ليست فى الحيوانات كلها على مثال واحد ومن ذلك انى أنا كما قد علمتم أبين أمثال هذا التشريح فى ابدان الخنازير والجداء من غير ان احتاج فى ذلك الى القرود وقد ينبغى لك ان تزيد فى بحثك وتنظر الى الحنجرة فإنها مهياة بجنس واحد من الهية فى ابدان القرود وابدان الناس ايضا وهى هيتها فى ابدان الحيوانات ألاخر التى لها صوت بأن تشرح إنسان ميت وقرد وغيرهما من الحيوانات ذوات الصوت التى لها مع الصوت آلة الصوت وهى الحنجرة فان الحيوانات التى لا صوت لها فلا حنجرة لها ايضا ومن لا خبر له بامره التشريح يظن ان فى هية الحنجرة اختلاف كثير بين ستة اجناس الحيوانات التى كلامنا هذا فيها وذلك بسبب انه لا مقادير عظم اجزاء الحنجرة ولا اشكالها على مثال واحد بعينه كما انه ليس عدد العضل الذى فى هذا الموضع فيها كلها واحد بعينه فاما فعل كل واحد من اجزاء الحنجرة ومنفعته ففعل واحد ومنفعة واحدة فى جميع الحيوانات ذوات الصوات وذلك بسبب ان غرض الصانع فى ابدان هذه الحيوانات غرض واحد فى هية آلات الصوت كما ان غرضه فى هية آلات التنفس فى الحيوانات ذوات التنفس غرض واحد وانما الخلاف بين هذه آلالات فى ابدان هذه الحيوانات فى مقادير عظمها وفى اشكالها فمن ذلك انى انا ايضا فى الوقت الذى وقفت فيه على معرفة هذا العصب الراجع الى فوق وكنت أبحث عن كون الصوت خطر ببالى ان ابحث عن هية هذا العصب فى ابدان الحيوانات التى تطير وخاصة ما كان منها طويل العنق بمنزلة الكراكى وطير الماء الابيض الطويل العنق والعصفور العظيم الذى قد جرت عادة اليونانيين كلهم بان سموه عصفور جملة وهى النعامة فلما صرت الى تشريح هذه الحيوانات فنظرت الى هية العصب الراجع الى فوق فوجدتها هية واحدة بعينها عجبت جدا من عدم آثار الكسل والتوانى فى الخلقة وقد ثبت فى كتاب منافع الاعضاء وفى كتاب الصوت ان العصب الذى يحرك العضل الذى يفتح الحنجرة والذى يغلقها كان ينبغى ان يصعد الى الحنجرة من المواضع السفلية وانه كان يجب ضرورة ان يكون هذا العصب اذا انحدر من الدماغ يدور حول شى من الاعضاء يقوم له مقام العطف الذى يدور حوله الحبل حتى ينعطف عليه ويرجع آخذا الى فوق وانه ليس فى العنق عضو على هذه الصفة الا انى لما رايت العنق طويلا جدا فى هذه الحيوانات التى ذكرتها ظننت انه لا يمكن فى عصب رقاق منشاه من الدماغ أن ينحدر اولا الى الصدر ثم يكون منه من هناك جزء راجع يحتاج الى ان يمر بالعنق كله ولكن لم بسبب ذلك فى الخلقة كسل ولا توانى كما لم بسبب غيره فانحدر الزوج السادس من ازواج العصب المنحدر من الدماغ حتى يبلغ الى الصدر مارا فى آخر العنق الذى فيه يمر فى الحيوانات الٔاخر ثم انه فى هذا الموضع يتشعب منه عصب يرتقى الى الحنجرة فى ابدان هذه الحيوانات الطويلة العنق كتشعبه وصعوده فى ابدان الحيوانات الٔاخر وان كان الامر على ما وصفت فليس فى الخنازير فقط يمكنك ان تتبين ما يحدث بالصوت من الضرر وآلافة عند وقوع آلافة بهذا العصب بل وفى جميع الحيوانات ذوات الصوت جملة وكيما تقدر اذا ضربت يدك الى ذلك فى كل واحد من اجناس الحيوان على ان تجد هذا العصب وتقف عليه سريعا قد ينبغى لك ان تتفقد فتشرح ذلك الحيوان الذى تريد ان تشرحه والامر على ما وصفت لك من انه ليس شى يضطرك الى ان تشرح حيوان حى إن كانت الخنازير والجداء وتبلغ فى ذلك حاجتك لكن دع القرود الاحياء وصر الى هذه ثم تثبت فيها اولا وقد ماتت وتفطن فى هية جميع اجزاء الحنجرة وانا واصف لك هية الحنجرة فى جنس الخنازير وهذه صفتها قال حنين هذا موضع يذكر فيه هية اجزاء الحنجرة فى ابدان الخنازير اقول انها مركبة من ثلثة غضاريف مربوط بعضها الى بعض باربع مفاصل على ما وصفت فى القرود وكذلك ايضا عضل الحنجرة عدده مساو لعدد عضل حنجرة القرود ومواضع العضل من الحنجرة تلك المواضع باعيانها والتحامها واتصالها بتلك آلالات باعيانها على ما هو فى القرود غير ان للقايل أن يقول بالحدس ان العضل الذى فى الخنزير مقادير عظمه ضعف العضل الذى فى القرد متى كانا هذين الحيوانين متساويين فى ساير بدنهما لان جميع حنجرة الخنزير ضعف جميع حنجرة القرد متى كانا هاذين الحيوانين متساويين فى العظم اعنى الخنزير والقرد فاما العصب الذى يتصل ويلتحم بعضلها فهو فى غلظه اكثر من ضعف العصب الذى فى القرد فى عضل مساو فى العظم لعضلهما فانه ليس انما يفوق بكثير عضل الخنزير لعضل القرد فى مقادير جرمه فقط لكنه يفوقه ايضا بكثير جدا فى قوته ومنزلته وذلك لان القرد صوته صوت دقيق ضعيف صغير والخنزير صوته صوت عظيم قوى واذ كان الامر كذلك فبالواجب لزم الحنجرة ان يكون ليس عضلها الخاص بها فقط عظيم لكن عضلها ايضا المشترك لها وللاعضاء القريبة منها عظيم اعنى بقولى العضل الخاص العضل الذى يفتحها ويغلقها واعنى بالعضل المشترك لها وللاعضاء القريبة منها العضل الذى يضمها الى القس ويصل ما بينها وبينه والعضل الذى يضمها الى العظم الشبيه باللام ويصل ما بينها وبينه وهذا العضل ايضا يعين على أفعال الحنجرة الخاصية بها بعض المعونة وذلك ان الذى يصعد منه الى العظم الشبيه باللام يقبض ويجمع جميع الموضع الاعلى من الغضروف الشبيه بالترس واما الذى ينحدر منه الى القس فيقبض ويجمع جميع الموضع الاسفل منه الا ان هذا شى انما هو للحنجرة من طريق الزيادة وكثرة الخير اذ كان قد يمكن الحنجرة من غير ان يكون لها هذا العضل أن تبلغ ما تحتاج اليه من أفعالها على التمام فاما العضل الذى يضم الحنجرة الى المرى ويصل ما بينها وبينه فهو يقبض ويجمع جانبى الحنجرة اكثر من هذا وقد كان يمكنها ان تبلغ حاجتها من فعلها فى أصناف الاصوات ولو لم يكن لها هذا العضل ايضا بعد ان تسلم لها الست العضلات التى قلت انها تتصل وتلتحم بالغضروف الثالث فإن قوة هذا العضل ومنزلته فى كون الصوت قوة ومنزلة عظيمة وبعد هذا فى القوة والمنزلة العضلة المضاعفة المستديرة حول قاعدة الغضروف الثالث وبعد هذه فى القوة والمنزلة العضل الذى يضم اطراف الغضروف الاول السفلية الى الغضروف الثانى والعضل الذى يضم طرفه الاعلى الى العظم الشبيه باللام والعضل الذى يضم جانبيه الى المرى لان العضل الذى ينحدر من العظم الشبيه باللام الى الغضروف الاول يمد الغضروف الى فوق مع حملة الحنجرة ويجمع اليه الطرف الاعلى واما العضل الذى يضم الغضروف الشبيه بالترس الى الغضروف الثانى فانه يشد ويجمع منتهيى اسافل الغضروفين كليهما واحد الى الاخر فاما العضل الذى ياتى من المرى الى جانبى الغضروف الشبيه بالترس فانه يقبض ويجمع فى ذلك الموضع الغضروف الاول الى الغضروف الثانى وقد اسخرجت بهذا الباب المنفعة الاولى من منافع العظم الشبيه باللام بمشاركته العضل المنحدر منه الى الحنجرة وذلك انك ترى هذا العضل يقوم من امر جملة آلة الصوت قياما ليس باليسير بجذبه الغضروف الاول الى فوق وقبضه اياه وجمعه له هناك لان هذا الغضروف لو لم يكن يجذبه الى فوق العضل الذى ياتيه من العظم الشبيه باللام ولو لم يكن يمده الى اسفل بخلاف ذلك الجذب العضل المنحدر الى القس ولو لم يكن يمده ويجذبه الى الجانبين العضل الذى ياتيه من المرى لكان سيكون فى غاية عدم الثبات والتمكن ويكون سريع الانقلاب والزلق الى كل جانب والانقلاب من قصبة الرية والمرى فاما آلان فانه قد صار وثيق التمكن بضبط العضل الذى وصفته له وبجذبه اياه من كل ناحيتين مختلفتين الى اربعة مواضع وقد صار بذلك لا يقدر ان يتباعد الى فوق تباعدا كثيرا بجذب العضل الاسفل له ولا يقدر ان يتباعد الى اسفل كثيرا بجذب العضل الفوق اياه الى فوق وكذلك ايضا لا يقدر ان يتباعد الى احد الجانبين تباعدا كثيرا بمد العضل الذى بالعرض اياه من ناحيتين مختلفتين وان كان الامر كذلك فبالواجب صار هذا العضل كله الذى ذكرته عضلا كبارا وصار العضل الذى يجذبه الى ناحية القس مضاعف وعضلتين من هذا العضل منشاهما من وسط الموضع الفوق من الغضروف الشبيه بالترس وعضلتين تنبتان من الموضع الاسفل منه بالقرب من الزاويتين السفليتين فاما العضل الذى ينحدر اليه من العظم الشبيه باللام فانه يشغل الموضع الذى فيما بين الموضعين اللذين يتصل ويلتحم بهما ذلك العضل حتى لا يكون فى الغضروف الاول موضع عار من اللحم وبهذا السبب يصير وضع العضل الذى يمده الى فوق مورب تاريب اشد من تاريبه فى ابدان القرود وذلك ان ذلك العضل اذا نشاء من الضلع الاسفل من اضلاع العظم الشبيه باللام ركب على جانبى الخط الاعلى من الغضروف الشبيه بالترس ثم يجى من ههنا على تاريب الى اسفل من طرف صلبه والعضلتين فى هذا الموضع تلتقيان وتماسان وبالقرب منه من خارج منابت العضل الذى ياتى القس حتى انه لا يكون فى هذا الموضع ولا جزء واحد من الغضروف الاول مكشوف فكما ان فى القرود من بعد ان يكشف عن العنق ما يجلله من العضلة التى يقال لها فراش عضلى يتبين قبل الجميع العضل الذى ينحدر من العظم الشبيه باللام الى القس على ذلك المثال تجد الامر فى الخنازير وان كان الامر على هذا فبين انه انما ينبغى ان تشرح اولا العضلات التى يقع عليها البصر ثانيا وهى التى تاتى من الغضروف الشبيه بالترس الى ناحية القس من كل واحد من الجانبين عضلتين لانها كلها اربع وكيما ينكشف لك ويتعرى جميع الجانب القدام من العنق اقطع واستاصل العضلة التى تاتى من الراس الى القس وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة موضوعة فى ابدان الخنازير فى هذا الموضع بسبب انه ليس للخنازير تراقى واما فى ابدان القرود فتضام هذه العضلة العضلة التى تتصل وتلتحم بالترقوة وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة فاذا اردت ان تكون مع تشريحك مواضع الحنجرة تكشف على المكان جميع الجانب القدام من العنق وتنظر الى عرق السبات نظرا شافيا فينبغى ان تقطع من الجانبين كليهما العضل الذى ياتى القس الذى يبتدى من تلك الاجزاء باعيانها من اجزاء الراس ويكون القطع فى أصل الٔاذنين عند منشاهما على ما تعلمت فى ابدان القرود ثم اذا انت كشطت وقلعت الاغشية المحيطة بالعروق والعصب الموضوع فى العنق نظرت نظرا بينا جدا الى عروق الٔاوداج والى شريان السبات والى العصب المنحدر فى الرقبة ومع هذه الى شعب هذا العصب التى تاتى العضل الذى قدمنا ذكره وان احببت ايضا ان تنظر الى آخر هذا العصب عند الراس نفسه فتشرح العضل الذى هناك فانك اذا فعلت ذلك نظرت ايضا نظرا شافيا الى الزوج السابع من ازواج العصب واذا انت عمدت الى هاتين العصبتين وشددتهما باصابعك او برباط او قطعتهما او حدث بهما شدخ او رض عطلت لسان الحيوان من أفعاله إلارادية وكذلك ايضا ان انت اضررت بالعصب الذى يتصل ويلتحم بالحنجرة وخاصة بالعصب الذى يرجع الى فوق عطلت العضل الذى فى الحنجرة عن فعله والعصب يتصل ويلتحم من الحنجرة بتلك المواضع باعيانها التى قلنا انه يتصل ويلتحم بها فى ابدان القرود وانا واصف لك ههنا بعد الذى تقدم كيف السبيل الذى ينبغى لك ان تسلكه فى تشريح ابدان الخنازير حتى تكشف عن جميع الاجزاء التى فوق الحنجرة التى بها تتصل بالعظم الشبيه باللام وتضامه حتى تبلغ الى اللحى قبل فقط ثم انهما بعد ذلك يغوصان ويغيبان فى عمق اللسان تحت العضلة التى بالعرض الممدودة تحت جميع اللسان وان كان الحيوان فى مثل هذا ملقى على ظهره فمعلوم ان الجزء الذى كان منه فى وقت سلامته ومجراه على طبيعته اسفل قد صار فى هذا الوقت يرى فوق ولا بد ضرورة من ان تكشف هذا الجزء اولا فى مثل هذه الاعمال وعلى هذه العضلة فى اجزاها التى عند اللحى عضلة اخرى راكبة وهى العضلة التى تفتح اللحى فى كل واحد من الجانبين واحدة وتبتدى هذه أن تتصل وتلتحم باللحى فى الموضع الذى هو بمنزلة زاوية له واتصالها والتحامها بطرف الجزء العريض منه حتى انها تلقى وتماس العضلة التى فى هذا الموضع التى تجذب اللحى الى فوق وهى عضلة غير العضلة الصدغية فاما هذه العضلة التى كلامنا فيها وهى عضلة اللحى الاسفل فانها تمتد باكثر ومبداء كونها من رباط صلب من الزايدة الشبيهة بإلابرة والمسلة وليس تبلغ الى طرف اللحى كما تبلغ فى القرود واذا شرحت هذه العضلة كلها ايضا وفصلتها من عضلة اللسان التى هى بالعرض التى هى من اسفل الا انه اذا ألقى الحيوان على قفاه رايتها فوق وهى اول عضلة تشرح من هذا العضل كله امكنك ان تنظر نظرا شافيا الى اطراف هذه العضلة أنها تتصل وتلتحم بعظام اللحى فى هذه المواضع حيث يكون اللسان مجرد عارى من العضل الذى حوله ويكون لا يتوارى بشى سوى بالطبقة التى تحيط به فقط واما موضع اللحى الاسفل الذى فيه ينتهى ويفنى هذه العضلة التى بالعرض ففيه اجزاه العريضة وفيه ايضا العضلة التى تجلل هذه الاجزاء وتضامها من داخل وهى عضلة ذات قدر يعتد به فى عظمها وشانها أن تمد اللحى الى فوق وترى ايضا انها تنبت من اللحى الاعلى وتخرج هناك تلك العصبة اللينة وهى العصبة الخاصية باللسان من الموضع الذى فيما بين العضلة الثخينة التى تشغل الجزء العريض من اللحى وبين العضلة التى تقدم ذكرها التى لها ليف يذهب بالعرض وبعد هذه الاشياء التى وصفناها ينبغى ان تشرح جميع عضلة اللسان التى منشاها من الضلعين المنخفضين من اضلاع العظم الشبيه باللام من جميع الحرف الاعلى من كل واحد منهما كما ينشو من حرفه الاسفل العضلة التى تنحدر الى الحنجرة على ما وصفنا قبل وفيما بينهما فى الجزء المحدب العضلة التى تضم العظم الشبيه باللام الى الراس وتصل بينهما فاما طرف الضلعين المنخفضين منه وهو الذى يضام فى ابدان القرود الغضروف الشبيه بالترس فانه يرتبط مع عظم الراس فى الجزء الذى منه منشاء الطبقة العضلية من طبقتى المرى وكلتاهما فى مجيهما تلتقيان الحلق وتماسانه من الجانبين فى موضع غير بعيد عن العصب المشترك الذى ياتيه وياتى أصل اللسان وهذا العصب ايضا ينكشف ويبرز لك فى هذا العمل الذى نحن فيه ويظهر لك من امره ان جزءا منه ينصرف اولا الى الحلق ثم ينصرف بعد ذلك الباقى الى أصل اللسان فيتصل ويلتحم به واما اذا انت شرحت عضلته التى فى العرض فانك ترى ح˜ روية بينة عصبته الصلبة وعصبته اللينة ايضا والصلبة منهما تريد ان تنقسم وتتفرق فى عضلاته واللينة فى طبقته وفيما بين هاتين العصبتين اللحم الرخو الخاص باللسان وهذا اللحم فى اول مبداه ظاهر ثم انه على المكان اذا مر تغطى وتوارى بالعصبة اللينة التى تنقسم فى هذا الموضع ثم ان اللحم الرخو اذا جاز تحت العصبة ظهر ايضا للبصر عارى مكشوف ولا سيما متى شرحت العصبة تشريحا تاما وتاتى عليها الى موضع اتصالها والتحامها باللسان وهذا اللحم يصير الى الاجزاء القدام من اللحى الى الموضع الذى يتصل فيه جزوه الايمن بجزوه الايسر فاذا صار الى هذا الموضع لم يمكن ان يراه احد دون ان يفتح فم الحيوان فاذا فتح الفم وحك عن العظم الغشاء المجلل للسان ظهر للبصر هذا اللحم بينا بعد ان يجذب اللسان كله الى الجزء الداخل الى جوف الفم وفى منتهى هذا اللحم الرخو منشاء الوعاء الذى يقال له مسكب الريق وهذا الوعاء مفتوح الى الفم الى جانب الجزء من اللسان المربوط مع اللحى فاذا شرحت وقلعت جملة هذه الثلثة الاعضاء التى ذكرناها وهى العصبة الصلبة والعصبة اللينة واللحم الرخو الذى للسان وهو الموضوع فيما بين هذه قال حنين إن هذا الكلام اعنى قوله وهو الموضوع فيما بين هذه وجدناه فى بعض النسخ اليونانية متصلا بالكلام فى العضلة واذا أقلب الى لسان آلاخر احتيح ان يوخر ويصير بعد قوله رايت اولا عضلات اللسان ويجعل مكان قوله وهو الموضوع وهى الموضوعة اى عضلات اللسان وانا احسب ان هذه النسخة التى ترجمت عليها اصح التى ذكرناها رايت اولا على الخط الذى يقسم البدن بنصفين عضلات اللسان التى منشاها من الطرف الاعلى من العظم الشبيه باللام وهذه العضلات تمتد الى طرف اللحى وهو الموضع الذى تتصل وتلتحم به وهى عضلات متحد بعضها ببعض وقد يمكن القايل ان يقول انها عضلة واحدة مضاعفة فاذا انت شرحت جميع هذه العضلة المضاعفة تبين لك تحتها تبينا ظاهرا ساير عضلات اللسان اعنى العضلات التى تصعد من المواضع السفلية على تاريب وهى العضلات التى تنبت من ضلعى العظم الشبيه باللام المنخفضين وتصير الى جانبى اللسان وهذه العضلات ايضا فى كل واحد من الجانبين واحدة مضاعفة فاذا قلعت هذه تبين موضع التحام الشريان باللسان وهو شريان عظيم جدا عند مقدار عظم اللسان وهذا الشريان يجى الى اللسان وهو راكب على الجزء الغضروفى من الجرم الذى يضم الراس الى الضلع الاعلى من العظم الشبيه باللام ويصل ما بينهما قال حنين وجدنا فى ثلث تسخ يونانية لقيناها الى هذه الغاية خلا النسخة السريانية ان بحسب ما نجد جالينوس يقول بعد قليل ليس هذا الجزء الوسط غضروفى لكنه عظمى وان كان ذلك كذلك فليس يخلو من احد امرين إما ان يكون غلط من الكاتب وإما ان يكون إنسان ظن انه يصلح الكتاب فغيره وافسده ومن كل واحدة من هاتين العضلتين المضاعفتين اللتين كلامنا هذا فى صفتهما جزء واحد ينبت من الضلع الاسفل من اضلاع العظم الشبيه باللام والجزء الاخر ينبت من ضلعه الغضروفى الممتد الى فوق منتصب وهذين الجزءين كلاهما من العضلة المضاعفة وهى فى كل واحد من الجانبين عضلة واحدة على ما وصفت من بعد ان يمران الى قدامهما على وراب يتصلان ويلتحمان باللسان اتصال والتحام لا انقطاع له ولا يدخله خلل واتصالهما والتحامهما يقع فى الموضع الذى فيه خاصة يمر الى جانب اللسان ويضامه العضلة التى من الراس تصعد اليه من اسفل مارة بالنغانغ وهذه العضلة تمتد الى مسافة كبيرة حتى تكاد ان تبلغ الى راس اللسان فاما العضلة المضاعفة فانها تجى موربة وتتصل وتلتحم بالموضع الوسط بغايتها فى جانبه وتماس تلك العضلة التى ذكرتها قبل وترى ايضا العضلتين الباقيتين ممدودتين فى وسط اللسان طويلتين وتتصلان ايضا هاتين وتلتحمان بغايتيهما عند الطرف القدام من اللحى ومبداهما من أصل اللسان حتى انه يمكن القايل ان يقول ان جميع هذه العضلات جزء من اللسان لو لا انه يتبين عيانا أن بين جوهرها وجوهره فرق وذلك انها فى مثال اللحم مثل ساير العضلات ألاخر كلها وليس جرم اللسان الخاص به كذلك بل هو اشد بياضا واشد رخاوة واشد تخلخلا فلنصف آلان كيف الحال فى أصل اللسان ولان العلم بالحال فى مثال العظم الشبيه باللام وصورته إنه تنتفع به لا فى وضوح ما تقدم من قولنا فى هذا الكتاب فقط لكن فى وضوح ما يستانف منه ايضا اذ كانت صورة العظم الشبيه باللام ومثاله فى ابدان الخنازير مخالفة الصورة والمثال الذى وصفته فى القرود أنا واصف اولا الحال فى صورة هذا العظم ومثاله فاقول ان الضلعين المنخفضين من اضلاع العظم الشبيه باللام يجيان الى جزوه الوسط وهو جزء له عرض اكثر من عرضه فى القرود ومن هذا الجزو ايضا يمتدان ضلعين منتصبين متوازيين بعيد احدهما عن الاخر بعدا يسيرا وفى الموضع الذى فيما بينهما رباط يجمعهما من جنس الاغشية وساير جرم العظم الشبيه باللام هو عظم فاما ضلعيه المنتصبين اللذين ذكرناهما ههنا فغضروفين وترى عند منتهاهما رباطين ينبتان منهما ولا يذهبان فى طولهما الى فوق منتصبين لكنهما بمنزلة ضلعيه المنخفضين المايلين الى اسفل والى الجانبين كذلك تراهما يقبلان موربين الى كل واحد من جانبى الراس على قياس الرباطين اللذين فى بدن القرود اللذين قلت انهما يضمان طرفى الضلعين الفوقانيين من العظم الشبيه باللام الى طرفى الزايدتين الشبيهتين بالإبرتين الا ان هذين الرباطين فى ابدان الخنازير لا يبقيان على جوهرهما ولا ينضمان الى طرفى العظمين الشبيهين بالإبرتين لكنهما يتغيران اولا الى جوهر الغضروف ثم الى جوهر العظم ثم الى جوهر الغضروف ايضا ثم يرجعان الى جوهر الرباط ثم يتصلان ح˜ ويلتحمان بالراس الى جانب العظمين الشبيهين بالمسلتين ولذلك صارت جملة هذا الجرم الذى يربط العظم الشبيه باللام الى الراس غير متشابه الاجزاء مثل ما هو فى القرود متشابه الاجزاء لكنه مركب من ثلثة اجزاء غير متشابهة الجواهر والجزء الوسط منها عظم والجزوين اللذين عن جانبى هذا الجزء الوسط غضروفين شبيه احدهما بالاخر ثم بعد الغضروفين رباطين صلبين وجملة هذا الجرم ممدود على استدارة بمنزلة العصبة وجزوه الوسط يكون فى الخنازير التى قد بلغت عنفوان الشباب صلب عظمى وفى الخنازير الطرية الصغار رخو غضروفى وفى الخنازير الهرمة عظم حقيقى وجملة هذا الجرم المركب من هذه الخمسة الاجزاء التى ذكرناها هو فى القرود جرم واحد متشابه الاجزاء وهو رباط مدور على ما وصفت قبل واما فى الحيوانات التى تحبون فجل جوهره عظم وليس بعظم مدور لكنه عريض ويقوم للعظم الشبيه باللام مقام السند والدعامة فاما الاربعة الاجناس ألاخر من اجناس الحيوان وهى فيما بين القرود وبين الحيوانات التى تحبون فبعضها يكون فيه طبيعة هذين الجرمين اقرب من طبيعة القرود وفى بعضها أبعد وانا واصف الحال فى الاجناس ألاخر بعد فاما جنس الخنازير فليس ببعيد من جنس القرود وكذلك جنس الحيوان المداخل الاسنان غير انه ليس بمتشابه فى الحالات كلها فإن فى اطراف الضلعين المنخفضين من العظم الشبيه باللام بينها وبين ما وصفنا فى القرود بعض الخلاف والعضلة الخاصية باللحى الاسفل التى هى تفتحه مبداها فى الخنازير من الزايدة الشبيهة بالمسلة وليس مخالفتها فى هذا فقط لكن وفى انها ايضا لا تصير عصبانية الوسط على مثال ما هى فى القرود لكن لها رباط قوى يضمها الى العظم الشبيه باللام واما ساير جرمها كله فهو لحم والعظم قال حنين وجدنا فى جميع النسخ اليونانية ما ترجمناه ولم يكن ينبغى ان يقول عظم لكن جرم اذ كان ليس الاكثر فيه عظم لكن غضروف وذلك انه كان مركبا من ثلثة اجزاء فإن جزءين منه عظام وواحد غضروف الا ان يقول انه عظم وسماه عظما لان العظم فيه أعظم من الغضروف او لانه أصلب منه فأوجب له اسم العظم لغلبة العظم للغضروف الذى يضم الضلع الاعلى من العظم الشبيه باللام الى راس الحيوان ويصل ما بينهما على ما وصفت له ثلثة اجزاء فجزءه الوسط هو جزء عظمى يركب عليه الشعبة المتشعبة من شريان السبات وتصعد الى اللسان والاجود والاصلح لك أن تكون قد قلعت جميع هذا العظم الشبيه باللام مع شعبه التى ذكرناها حتى تنظر اليه حسنا فتفهم به ما تقدمت صفته من تشريح اجزاء الحنجرة وما سنصفه من تشريح اجزاء اصل اللسان ان كنت تريد فى وقت من الاوقات ان تتبين الحال فى اصل اللسان ويظهر لك باقى الاجرام التى هو متحد بها هذا موضع يذكر فيه الحال فى اصل اللسان فتشرح منذ اول الامر على ما اصف اقطع اولا جميع العضل النابت من العظم الشبيه باللام وهى عضلات ليس يمنعنى من ذكرها ههنا ايضا وان كنت قد ذكرتها فيما تقدم فاقول ان عضلتين منهن تجيان من طرفه الاسفل الى القس وعضلتين أخرتين تجيان من طرفه الاعلى الى طرف اللحى الاسفل وعضلات أخر عن جنبتى طرفه الاسفل ياتين فى القرود الى عظمى الكتفين وفى الخنازير ياخذن كانهن يردن ناحية الكتفين غير انهن لا يتصلن ويلتحمن بهما لكنهن يصرن الى العضلة التى فى الموضع المقعر من عظم الكتف وبينهن وتر من جنس الاغشية وعضلات أخر منشاهن فى القرود من طرفه الاسفل وهى عضلات دقاق جدا وياتين عظم الراس حيث اصل الزايدة الشبيهة بالمسلة وفى قياس هذه فى ابدان الخنازير عضلات ياتين ذلك الموضع بعينه ومنشاها من الاجزاء المحدبة من جملة الضلع الاسفل من العظم الشبيه باللام فى كل واحد من الجانبين واحدة وهذه العضلات قوية فينبغى لك الان ان تكشط وتقلع هذا العضل كله وتقلع معه العضل الذى قلنا انه ياتى من العظم الشبيه باللام الى اللحى والى اللسان ومع هذه ايضا العضلات التى تاتى من الراس الى جانب الحلق على وراب وتصير الى جانبى اللسان فانك اذا كشطت وقلعت هذا العضل كله رايت اصل اللسان مضاما لجميع ما يقرب منه من الاجرام خلا اليسير يصل بينه وبينها الطبقة المشتركة له ولجميع الفم الذى هو موصول متحد به ولجميع الاجرام ألاخر المضامة له وهو يضام بها ايضا المرى والحنجرة فاذا قلعت جميع هذه وصار اللسان عاريا مكشوف رايت اصله فى الخنازير على هذه الصفة اقول ان الموضع الذى فيه مبداء منبت الضلعين المنتصبين من اضلاع العظم الشبيه باللام تجد فيه فى الموضع الوسط لا من منبت الضلعين فقط لكن ومن جملة الضلعين المنتصبين رباطا من جنس الاغشية ولهذا الرباط ايضا اصل ينبت من ذلك الموضع بعينه الذى منشاء اصل الضلعين منه ومن المسافة التى بينهما فانك ترى اصلى هذين الضلعين المنتصبين غير متماسين بل هما متباعدين بحسب تباعد الضلعين واحد عن الآخر فههنا فى الموضع الذى فيما بين المنبتين رباط ياتى راس الغلصمة وعضلتين صغيرتين متحدتين احداهما بالاخرى يمكنك لاتحادهما ان تقول انهما ليستا اثنين بل واحدة مضاعفة وهما تتصلان وتلتحمان بأقصى الغلصمة وألافضل ان لا تقول ان هذا أقصى الغلصمة ومنتهاها لكن اولها ومبداها وهو ايضا مدور فمن عند هذا الذى قلنا انه مبداء الغلصمة اذا انت تبعت ظهر الغلصمة وصلبها رايت اصل اللسان على المكان لان اللسان انما يتحد بالغلصمة فى هذا الموضع وحده بلجام من جنس اللحم فاما ساير غاياته ألاخر كلها التى هناك فاتحاده بالاجزاء القريبة من الغلصمة بالطبقة التى تحيط به واذ كان الامر على ما وصفت فليس ينبغى لك ان تبحث عن اللسان ولا عن غيره من الاعضاء من اين منبته لان المنبت انما يصح فى العصب والعروق والشريانات والاوتار فقط ويصدق القايل بانها تنبت من موضع كذا وموضع كذا واصغرها تنبت من اكبرها بمنزلة ما تنبت من ساق الشجرة اغصانها ثم تتفرع بمنزلة ما تتفرع الاغصان الكبار الى اغصان اصغر منها والصغار هذه الى اصغر منها ثم تتفرع من هذه أخر ولا يزال ذلك دايما حتى يوول الامر الى مثل هذه الشجرة التى تنتهى اغصانها الاقاصى الى الاطراف المفرجة فيبلغ كل واحد من العروق والشريانات والعصب الى آخره وغاية منتهاه ويقف فلا ينقسم بعد ذلك فاما ساير الاعضاء فليس منها ولا واحد ينبت من آخر ولكن قد يضطر الامر مرارا كثيرة فى اقتصاص ما يظهر عيانا فى التشريح الطالب إيضاح الكلام الى ان يقول ان شيا ينبت من شى وان شيا يلتحم ويتصل بشى وقد كان ألاولى أن تصفها كلها بالصفة المشتركة الشاملة لها وهى ان هذا الشى مضام لهذا الشى متحد به بمنزلة ما اذا عرضت فى ألاجفان قرحة عرض من ذلك أن يتحد به احد الجفنين بالآخر فى بعض اجزايها وكذلك قد راينا اصابع عرضت فيها قرحة فاتحدت واحدة بالاخرى واقول ايضا انه لو كان فى خلقة الجنين يعرض أن يخلق بعض اعضايه اولا ثم يخلق بعض آخر ثانيا على الولاء ثم على الولاء بعض ثالث وبعض رابع وخامس لما كان يجب بسبب ذلك أن تظن بان الاعضاء الثوانى تنبت من الاعضاء الاولى اذ كان قد يمكن ان يكون الامر فى ذلك بمنزلة ما هو فى البناء فكما ان البانى انما يضع شيا على شى ويعلق شيا بشى كذلك يكون الامر فى كون الحيوان وعلى هذا النحو ايضا يركب السرير والكرسى والصندوق والسفينة وذلك انه يوضع فيها جزء ما قبل الاجزاء ألاخر ثم يوضع ساير الاجزاء على ذلك الجزء وبعده فيعقد بعضها مع بعض ويستمر ويركن بعضها فى بعض ويلزق بعض ببعض ويربط بعض ببعض وليس يمكنك ان تقول فى صنعة السفينة ان أساس السفينة هو أصل ينبت منه ساير الاجزاء ولا فى صنعة البيت ان أسا ساته أصل لساير اجزايه اذ كانت ساير اجزاء السفينة والبيت انما تبنى وتركب على هذه ألاساسات وليس كونها وتولدها من الاساسات بل انما هى عليها ومن بعدها وليس هذا موضع ينبغى ان يذكر فيه من هذا الباب اكثر مما ذكرنا لان قصدنا ههنا انما هو أن نصف كيف السبيل فى الكشف عن اعضاء البدن لا فى الحيوان الميت فقط لكن فى الحيوان الحى ايضا وانا راجع ثانية الى ما كنت فيه من ذكر اللسان هذا موضع يذكر فيه فعل اللسان ومنفعته فاقول ان جميع الناس يعلم ان اللسان ينتفع به الناس فيما يحتاجون اليه من الكلام ومن تمييز انواع الطعوم والمذاقات وتعرفها ونجده ايضا عيانا انه عند المضغ ينقل الطعام فى الفم ويقلبه لنا ويردده على ما نريد وبعض الناس يظن انه مع هذا ينفع منفعة كثيرة فى الازدراد لانه اولا يحمل الطعام الذى يرد الفم على ظهره ثم يدفعه بعد ذلك مارا فى الحلق الى المرى وزعموا ان أفعاله هذه التى تكون من عضلاته يتبعها شى من ألافعال الطبيعية عظيم جدا عند ما تنجذب الى فوق العضلة التى تاتى الغضروف الشبيه بالترس وهى تنجذب زعموا الى فوق الى اصل اللسان اذا ما امتد اللسان فى تلك ألافعال التى ذكرناها وعندما تنجذب زعموا هذه العضلة الى فوق تنجذب معها الحنجرة فتقرب بذلك من الغلصمة وتضامها حتى تتغطى وتنضم بها كيما لا يقلب شى من الطعام او من الشراب فيدخل من الحنجرة الى الرية والشناعات التى تلزم ما يقولونه هولاء انا ذاكرها فى كتاب غير هذا وهو الكتاب الذى أبحث فيه عن الحركات الخفية التى لا يعرفها المشرحين فاما الاشياء التى يجدها الانسان فى التشريح وتظهر عيانا وتصلح الرد عليهم وفسخ مقالتهم فهى اشياء انا واصفها ههنا فاقول اذا انت تقدمت فعرفت من تشريح بدن حيوان ميت وضع كل واحدة من العصبتين الصلبتين من عصب اللسان فينبغى لك ان تاخذ نفسك بالإدمان والارتياض فى ان تقطع جلد العنق الذى فيه خاصة العصبة الصلبة موضوعة تحت الجلد وهذا عمل ايها معشر القوم الذين قد رايتمونى اعمله تقدرون على ان تعملوه بأهون سعى وانا اعرف جماعة كثيرة منكم قد عملوه عملا تاما فاما من لم يرنى أعمل ذلك فانى بسبب ما قد رايت أن الجزاء من القصد لينفعه ايضا فينبغى له ان يروض نفسه اولا فى بدن حيوان ميت كيما يقدر على ان يقطع الجلد كله والعضلة الموضوعة تحته التى يقال لها فراش عضلى فى ضربة واحدة ثم يمد حاشيتى القطع بصنارات ويكشف عن الاعضاء الموضوعة بعد الفراش العضلى ويتوقى ويحذر شيا واحدا وهو ان يقطع عرقا او شريانا ومن كان قد ارتاض فهو يفعل ذلك بأهون سعى من غير ان ينشق عليه الدم فيكشف له سريع العصبة الصلبة وهى على ما وصفت فى كل واحد من الشقين واحدة ولان الامر ههنا قد جرى فى قسمة العروق والشريانات والعصب على ما جرى فى جميع الاعضاء على العدل وإلانصاف صار متى قطعت واحدة من العصب عدم على المكان نصف اللسان عن الحركة فان قطعنا العصبتين كلتيهما تعطل على المكان جميع اللسان عن الحركات الإرادية وقد قلت مرارا شتى انك ان شددت هذا العصب برباط او قبضت عليه باصابعك او شدخته ورضضته اضررت به إضرارا مساويا لإضرار القطع وانا مذكرك ههنا ايضا بذلك وأذكرك مع ذلك ايضا بان الاجود والاصلح لك متى اردت ان يكون اذا حللت الرباط يرجع الحيوان ثانية الى ان يفعل بذلك العضو فعله الطبيعى أن لا تقطع العصب قطعا ولا تشدخه ايضا ولا ترضه ولا تشده بالرباط ايضا شدا قويا بقوة كثيرة جدا ولا يكون الخيط الذى يربط به خيط قوى جدا دقيق فإن الخيط اذا كان كذلك بلغ الى عمق العصبة واحدث فيها ألما شبيها بألالم الحادث عن القطع والشدخ ومن بعد إضرارك بالعصب بأى ضرب شيت من ابواب المضرة وتعطيلك اللسان عن الحركات الإرادية قد يمكنك إن شيت أن تخيط ذلك القطع وان لم تخيطه ايضا امكنك ان تشد عليه إسفنجة لينة وتدع الحيوان حتى يرجع نفسه اليه ويقوى ويستريح مما مر به من العذاب والشدة التى كان فيها فى وقت ما كان يقطع منه ما قطع وليكن الحيوان فى هذه الحال حيوان عطشان فانه اذا كان كذلك رايته بعد قليل يشرب إن هو راى ماء فى إناء يصلح أن يشرب فيه ثم تراه اذا ازدرد ذلك الماء الذى يشربه ارتفعت حنجرته الى فوق على ذلك المثال الذى كانت ترتفع والحيوان سليم على مجرى طبيعته وهذا مما يدل على ان تمدد اللسان ليس له فى حركة الحنجرة فعل اذ كنا نجد الحنجرة تنجذب وترتفع الى فوق واللسان لا يفعل شيا بتة فان انت شيت ان تاخذ وعاء ضيق الفم فتضعه على حدبة اللسان وتصب الماء منه فى الحلق رايت ان الحيوان يزدرد ذلك الماء وان الحنجرة تبادر مصعدة الى فوق وهذا شى قد فعلناه مرارا كثيرة بأناس كانوا مسبوتين سبات متغرق ثقيل وكذلك يفعل بالحيوانات ألاخر حين يزيرونها ثم ياخذ الرجل لسان ذلك الحيوان المزير فيضبطه ضبطا وثيقا ثم يوجر الحيوان ما يريد من الادوية الرطبة التى تشرب ولكن دع عن هذه الاشياء وامثالها فى هذا الوقت فإنا انما قصدنا ههنا لذكر الاشياء التى تظهر فى التشريح عيانا وخذ بنا فى ذكر باب آخر وهو انك اذا قطعت العضلات التى بالعرض واستاصلتها كلها اعنى العضلات التى تاتى الغضروف الشبيه بالترس فانت تفرق بين الحنجرة وبين ما كانت عليه من مشاركة اللسان وترى الحيوان عند ذلك يزدرد على ما كان قبل ذلك وترى ايضا الحنجرة تنجذب الى فوق على مثل ما كانت عليه بعينه فيا ليت شعرى هذه الاشياء التى تظهر فى التشريح عيانا وحدها تفسخ راى القوم الذين يزعمون ان الحنجره تتحرك مع عضل اللسان وامر قد يفسخه ايضا ما تراه عيانا قبل تشريح الحيوان الحى وهو الامر الذى فيه يخطون ويغلطون اعظم الخطاء والغلط من قبل أنهم لا يعلمون ان من الضلعين المنخفضين من العظم الشبيه باللام يتصل ويلتحم بالحنجرة العضل الذى يجى من حرفها الاسفل وباللسان العضل الذى يجى من حرفها الاعلى الا أن يزعموا ان جملة العظم الشبيه باللام اذا جذبه الى فوق العضل الذى ياتى اللسان جذب هو معه جملة الحنجرة فإن قالوا ذلك انكشف من امرهم ههنا ايضا انهم لا يعرفون فعل الحنجرة أصلا اذ كان انما العضو الذى ينجذب الى فوق ويتمدد الى ناحية راسه هو الذى يجذب معه الاعضاء التى اليها يجى ودع عن هذا وأشباهه فان الامر فيه على ما قلت لك قبل من انى قد لخصت جميع القول فى ذلك فى موضع غير هذا فلنصف الآن الحال فى العصب الذى فى العنق ونجعل كلامنا من راس آخر وهو هذا قال حنين هذا موضع يذكر فيه الحال فى العصب الذى يرى فى العنق فى حيوان حى اقول انه يبلغ من سهولة الامر على من قد احتال بالرياضة فى كشف العصب الذى فى العنق أن هذا العمل يتم له فى ضربة واحدة يضربها بالسكين وليس هذا شى يتم لى وحدى بل قد يتم ايضا لكثير من اصحابى وما كان امثاله فالتشبيه به على من يحضر عامله ويراه عيانا سهل جدا وصفته بالقول امر يعسر جدا ولكن اذ كنت قد رايت أن انحو فى كتابى هذا الى منفعة من لم يحضرنى ولم يرنى قط وأنا اشرح تشريحا فقد ينبغى لى ان اصف هذا العمل ايضا باوضح ما يكون بقدر الطاقة فاقول ان الافضل أن تمدد الحيوان على قفاه فوق لوح مثقوب ثقبا يمكن ان ينفذ فيها الرباطات التى يشد بها قوايمه حتى تخرج الى الجانب الاسفل من اللوح ويعقد بعضها ببعض عقدا يمنع الحيوان من الحركة أصلا وقد قلت قبل ايضا ان الاجود ان يكون الحيوان خنزير و ليحلق الشعر عن تلك المواضع التى فيها يقع التشريح فشقها شقا ذاهبا على استقامة من جانبى قصبة الرية فى طول العنق وابتدى من الحنجرة ومر من فوق الى اسفل مسافة كثيرة فانك اذا فعلت ذلك تبين لك فى هذا الموضع لحمات رخوة يمكن ان تقلعها وتكشطها بأهون سعى باطراف اصابعك من غير سكين وبعد هذه يستبين لك الشريان المعروف بشريان السبات وهو فى كل واحد من الجانبين واحد ويستبين لك مع هذا ايضا الوداج الغاير وعصب الزوج السادس ملفوف فى أغشية مشتركة له فاقطع هذه الاغشية ثم ألقى فيما بين الشريان والعصبة صنارة عمياء مثقوبة يكون طرفها معتدل الحدة كيما ينفذ فى الاغشية نفوذا سهلا من غير ان يثقب شى من العروق والشريانات وليكن فى هذه الصنارة خيط مطوى بطاقين إما من الخيوط التى تصلح للحم قوى وإما من الخيوط التى تصلح للشداد ويكون الخيط نافذ فى ثقب الصنارة كيما اذا أنت مددت العصبة بالصنارة امكنك ان تاخذ احد جانبى الخيط باصابعك وترد الصنارة الى خلف مع الجزء آلاخر من الخيط فانك اذا فعلت ذلك فعلا جيدا وقع لخيط تحت العصبة فاذا انت مددت طرفيه الى خارج امتدت معه العصبة فامكنك ان تشدها وحدها بالرباط دون الشريان واذا انت شددت كل واحدة من العصبتين وحدها نظرت الى ما يعرض للحيوان من ذلك والذى يعرض هو انه إن وقع الرباط على واحدة من هاتين العصبتين صار الحيوان ذو نصف صوت واذا شدتا بالرباط العصبتان كلتاهما عرض للحيوان أن يبقى بلا صوت غير انه فى ذلك الوقت يكون نفخة له شبيهة بالصوت ألابح واما اذا شد الشريانين فان الحيوان لا يضره ذلك فهذا واحد من الامور التى ترى عيانا مما تعرفه من مثل هذا التشريح قد وصفته لك وههنا امر اخر ثانى تعرفه منه وهو امر العصب الراجع الى فوق واذا اردت ان تفتش وتبحث عن هذا العصب فمد حاشيتى القطع كله بصنارة وقد يمكنك ايضا ان تزيد فى القطع من الجانبين كليهما الى فوق الى ناحية الحنجرة وتقطع الجلد وتسلخه كله مع العضلة التى يقال لها فراش عضلى فانك اذا فعلت ذلك تبين لك مع العصب الراجع الى فوق الذى تراه فى الموضع الذى فهمته عنى يدخل الى الحنجرة من طرفها الاسفل جميع العصب الاخر الذى ينقسم من الزوج السادس والعصب الذى ينبت من الدماغ نفسه فاضبط هذا العصب ايضا بصنارة عمياء مثقوبة وينكشف بعد هذا العصب ايضا على مثل ما وصفته العصب الخاص بالحلق وهو العصب الذى مجراه وممره غاير ومخرجه من عظم الراس فى ثقبى الزوج السادس والاول من هذا كله فى الموضع هو عصب الزوج السابع الذى ينقسم فى عضل اللسان وقد يمكنك ان تشده برباط بأهون سعى ويتبين ان اللسان يبقى مسترخيا كمفلوج زمن واما شد عصب الحلق برباط فيتعطل به اصلا الصوت الٔابح الذى يسمع للنفخة وعصب اللسان راكب على الاجزاء العظمية من الاجرام التى تربط الى الراس العظم الشبيه باللام وتحت هذا العصب موضوع فى العمق العصب المشترك للحلق واللسان وهو عصب لا يقع اليصر عليه بسهولة ولا يضبط بالصنارات دون ان تباعد اولا الشريان الذى ياتى اللسان بأن تذهب به الى خارج بصنارة عمياء فاذا صرت الى حد يمكنك ان تقف على هذا العصب فمده الى فوق مدا تبلغ به ما تريده من ان تشده برباط او تضره بضرب اخر اى ضروب كان وإن فعلت ذلك رايت ان الحيوان يذهب صوت نفحته الذى كان بقى بعد هذا إلاضرار بالعصب الراجع الى فوق فهذه امور تعرفها وتميزها بهذا العمل الذى ذكرته لك ومعها ان من الضرر النازل بعضل الحنجرة وعصبها الباقى انما يحدث فى الصوت اختلاف يسير جدا فى صغره وعظمه وحدته وثقلة وقد ذكرت ذلك فى كتاب الصوت ذكرا كبيرا وكذلك ذكرت العضل والعصب الذى فيما بين الاضلاع الذى يحدث عن استرخايه وتعطل حركته أن يعدم الحيوان صوته وقد وصفت فى المقالة الثامنة من هذا الكتاب كيف ينبغى ان تضبط هذا العصب بالصنارات وقد بقيت اشياء أخر كثيرة تظهر عيانا فى موضع الحنجرة وموضع قصبة الرية مما لم يعرفه من كان قبل وهى اشياء مشاكلة للبحث عن الحركات الخفية التى لا تعرف وأرى انه ينبغى ان لا ألحقها فى هذا الموضع لانى اريد ان اضع كتابا مفردا فى الحركات الخفية التى لا تعرف ولانه قد وقع لى ثقل آخر عظيم بعد الثقل الذى تقدم وذلك ان بعد كتبى مقالات كتاب عمل التشريح لما قاربت الفراغ منها عرض أن وقع ذلك الحريق العظيم الذى احترق فيه هيكل ايرينى وبيوت كثيرة من بيوت الملك وبيوت الخزاين التى فى الشارع الاعظم التى فيها كانت تلك المقالات فى عمل التشريح موضوعة مخزونة مع ساير كتبى ألاخر كلها حتى لم يبق من كتبى شى اصلا خلا ما قد كان تقدم دفعى اياه الى الناس فيتناسخونه وكنت قد دفعت فى ذلك الوقت من هذا الكتاب ايضا احد عشر مقالة فاما ما يتلو هذه مما قد احترق فى ذلك الوقت فانا راجع الى وضعه مرة ثانية وقد احترق ايضا مقالات أخر كثيرة فى امر التشريح مما لم اكن حررته بعد تحرير يجوز معه دفعه الى الناس بل انما كنت ارسمه وأثبته اولا فاولا متفرقا فى كل وقت كنت اشرح فيه واحدا من الحيوانات لا من الستة الاجناس فقط التى هى ابدانها وخلقتها كهية بدن الإنسان وخلقته لكن ومن الحيوانات التى تدب ايضا ومن الحيوانات التى تذهب راجعة الى بطونها والحيوانات التى فى الماء والحيوانات التى تطير وإن انا استتممت ما قد بدات به من هذا الكتاب الذى قصدت له ههنا رمت ايضا تشريح تلك الحيوانات وصفة ما يظهر فيها فانى انما افعل هذا كما قد علمتم والحيوان موضوع قدامى أبصر الى هذه الاشياء فيه ولا سيما متى وصفت كيف السبيل الذى ينبغى ان نسلكه فى تشريحها
تمت المقالة الحادية عشر من كتاب عمل التشريح والحمد لله وحده PageV01P13 6
[book 12]
Página 137