============================================================
اس من عمل صالحا صار عمله نورا يسعى بين يديه ومركوبا (تحته، تظهر أعمال [98/ب] قلبه على وجهه، يصير وجهه كالبدر ويصير كانه ملك يفرح قلبه بما يرى من اكرام الله عز وجل له، يبشره عمله بما اعد الله عز وجل له في الجنة.
العمل الصالح يصير صورة يقول له: انا بكاؤك وصبرك وتقواك وايمانك ويقينك وصلاتك وصومك ومجاهدتك وشوقك الى ربك عز وجل، ومعرفتك له وعلمك به وحسن عملك وأدبك بين يديه عزوجل، فيزول ثقله، ويسكن روعه، وينقلب خوفه أمنأ، وشدته رخاءأ: وأما من لم يعمل صالحا، وبارز ربه عز وجل بالعظائم فاثقال معاصيه وأحمالها على ظهره: الجوع والعطش والخوف في باطنه، والذل أمامه، والملائكة تسوقه من ورائه، يحبو حبوا، ويجر نفسه جرا (حتى يحضر عرصات القيامة، ثم تأتيه المناقشة (99/1] والمحاسبة، فيحاسب حسابا شديدا، ثم يوقع له بالنار فيعذب بها فإن كان من أهل التوحيد عوقب على قدر أعماله، واخرجه الله عز وجل من النار برحمته، وإن كان من أهل الكفر فهو مخلد في النار مع أبناء جنسه.
يا غلام: إذا دمت على التوبة والفكر الصحيح تركت ما للدنيا واشتغلت بما للآخرة، تركت ما للخلق واشتغلت بما للخالق، تركت الشر وعملت الخير.
يا تاركا التفكر والتوبة، انت خاسر وما عندك خبر! أنت خاسر غير رابح، مثلك مثل رجل يبيع ويشتري ولا يحسب ما ينفق، ولا يجود النقد فبعد قليل ينظر وقد نهب رأسه ماله والذي قد بقي معه شبه فضة ردية.
ويلك قد ذهب رأس ( مالك الذي هو عمرك وما عندك خبر، كل كسبك [99/ب] 11
Página 113