============================================================
يا غلام: تحدث من قلبك وصدقك وإلا فاخرس أنفق من معدنك، من (1/90] كنزك، من بيتك، وإلا فلا تسرق( وتنفق. أطعم الناس من طبقك، واسقهم من معينك. المؤمن العارف يسقي ويشرب من معين لا ينفب ماؤه آبدا، معين ره بعاول مجاهداته وصدقه.
يا غلام : لا جنة قبل الدنيا ولا قرب الجنة(80)، يقرب العبد من الدنيا ويريدها، ثم تبين له عيومها؛ فيزهد فيها، ويقنع مها بالبلغة ومالا بيد منه، يأخذ ذلك منها بيد الشرع والتقوى والورع. يأخذ ذلك من يد الزهد، من يد القلب، لا من يد النفس والهوى والشيطان فإذا تم له هذا جاءت الجنة؛ لأن زهده في الدنيا ثمن الجنة ومفتاحها، فإذا دخلها قلبه واستقرت أقدامه فيها، وتمكن سره (90/ب]) منها، وسهلت آمورها عليه، فبينما هو كذلك إذ رأى رجال الحق عز وجل ( وهم سائرون إليه قال لهم : إلى اين؟ قالوا له: إلى باب الملك، ثم شوقوه إليه، ونبهوه عليه، وزهدوه في الجنة وفيما هو عليه، وقالوا له: نحن من الذين قال الله عز وجل في حقهم... يريدون وجهه.. [سورة الكهف 28/18] فضاقت عليه أرض الجنة برحبها، وطلب الانفلات منها وناشدها: أريني خير طرق الباب حتى اخرج، قد صرت كالطير المحبوس في القفص، قد صار قلبي في سجنك؛ لأن الدنيا سجن المؤمن، وأنت سجن العارف، فيخرج منها مهرولا فيلحق بالقوم الذين سبقوه. هذا طريق السالكين، وأما طريق المجذوبين فإن بارق القرب يقتنصهم في أول قدم من غير تدريج وواسطه. اللهم اجذب قلوبنا إليك. وآتنا في (1/91] الدنيا ( حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
-(74) قصد الشيخ الصاع الذي وصفه يوسف في رحل أخيه، وذلك عندما وضعه لاظهار ما يكنه في نفسه من خير ليوسف وإخوته وليتلصهم من قسوة العيش ولعل في ذلك إشارة من شيخنا الجيلاني حمه الله إلى ما يحمله من خير إلى الناس منذ صفره، وبا أكرمه الله به لخدمة عامة المسلمين (80) أي لا جنة مع طلب الدنباء وأن الاشتغال بها ببعنه عر الجنة
Página 104