============================================================
وعظم وارتفع، لا يرى على وجه الأرض ولا في السماء غير الله، تصير كل (43) الخلائق في أسره(44)، يقوم سر بينه وبين ربه عز وجل، فحينئذ يتمكن منه، ويتصل به، يصير سلطان زمانه، يتمكن من القضاء والقدرة، والحكم والعلم، [1/202) تخدمه صفات الملك، وتقربه ذاته.
يا قوم: صدقوا الله عز وجل ورسوله والصالحين من خلقه، هو صادق لأنه قال:.. ومن أصدق من الله قيلا} (سورة النساء: 4 /221] صلق الصالحين، وصذق الرسول، مشتق من صدقه.
يا غلام: إذا طال قيام قلبك على باب الحق عز وجل زال شرهك وطلبك، وكثر حسن أدبك. الصبر يزيل الشهوات، الصبر يفني العادات، ويقطع الأسباب، ويخلع الأرباب، آنت مهوس! آنت جاهل بالله عز وجل وبرسوله وأوليائه وخواصه من خلقه! تدعي الزهد وأنت راغب. زهدك زمن الإقدام، وكل رغبتك في الدنيا. لا رغبة لك في ربك عز وجل، دونك والقيام بين يدي ربك عز وجل. حسن الظن والأدب حتى أدلك على ربك عز وجل، وأعرفك الطريق إليه. انزع ( عنك لباس الكبر والبس لباس التواضع حتى ترتفع. ما أنت فيه [202/ب] هوس في هوس إذا أعرضت عن خاطر النفس، وخاطر الهوى، وخاطر الشيطان، وخاطر الدنيا جاءتك الآخرة: خاطر الملك، ثم خاطر الحق عز وجل أخيرا وهو الغاية. إذا صح قلبك وقف عند الخاطر، وقال له: أيخاطر أنت؟! من أنت؟! فيقول: أنا خاطر كذا وكذا.
ويحكم، الأكثر منكم هوس في هوس، يعبدون الحق (عز وجل] في صوامعكم. هذا الأمر لا يجيء بمجرد الصعود في الخلوات مع الجهل. ويلك امش (43) كل: نقص من (ا).
(44) في (ا): في أثره.
Página 213