============================================================
توسدوا عتبة بابه بالموافقة، والتحفوا بالرضا والفناء. القضاء والقدر يخدمانهم، (189/ب] ويقبلان بين أعينهم، ويحملانهم على رؤوسهم) إن لم تكونوا من القوم فاخدموا القوم اصحبوهم وجالسوهم. تقربوا إليهم. ابذلوا هم أموالكم. اتبعوهم في أفعالهم لا في حكاية كلامهم والاستحسان له والتعجب منه. اجعل صلاحك في قلبك لا في ثيابك. البس ما يلبس العوام، واعمل غير ما يعملون، ما تعرف الرهبانية في الطعام واللباس والنكاح. قال الله عز وجل:.. ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم [سورة الحديد: 27/57) وقال النبي قلة: "لا رهبانية في الإسلام"(27).
الموحدون المخلصون صوامعهم قلوبهم، وخشونتهم على نفوسهم وأهويتهم وطبائعهم، فاكهتهم في خلواتهم، مشاهدتهم الأنس بربهم عز وجل والمناجاة له.
(1/190 الحق عز وجل إذن يخبركم بحال الصالحين على لساني لتدخلوا فيها/ وتقتدوا بهم، فلا تجعلوا حظكم من ذلك السماع فحسب. يخبركم على لساني؛ لتخبروا بعضكم على لساني، لتتعظوا فاتعظوا، يدعوكم على لساني فأجيبوا داعيه. يدعوكم إلى الصفا. يدعوكم إلى الزهد في خلقه، والرغبة فيه. يدعوكم إلى أن تكونوا ذاكرين له حتى تصيروا مذكورين عنده. العبد الصادق في طلب مولاه عز وجل لا يزال يذكره ظاهرا وباطنا، وخلوة وجلوة، وليلا ونهارا، عند الشدة والرخاء، عند النعمة والنقمة، حتى يصير مذكورا له يسمع ذكره له حواليه وفي قلبه، أنتم تنامون عن نعيم القوم: يا غافلين عن النعيم، أنتم غافلون. آنتم غائبون آنتم مغمى (27) لم نجده بهذا اللفظ. وقد روى البيهقي في الشعب، باب الصبر على المصائب، 9761 عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: توفي ابن لعشمان بن مظعون، فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ في داره مسجدا يتعيد فيه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه (وآله وصحبه] وسلم، فقال: "يا عثمان: إتالله عزوجل لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله0
Página 202