============================================================
يا غلام: القوم تركوا العمل وقالوا: ما سواه حشو وقشر، طلبوا اللب واستغنوا به عن القشرة بما لا بد منه عما لا بد منه. الحق عز وجل ما لا بد منه، وما سواه بدمنه. لما علم) منهم صدقهم في الطلب أعطاهم العفو والعافية والقرب [1/146] منه، هنالك الولاية لله الحق. كل قلب لا خوف فيه كبلدة لا شحنة(51) فيها، وغنم بلا راع، فتكون البلدة خرابا، والغنم مأكول الذئاب. من خاف أدلج، لايستقر مكانا واحدا، لا يزال سائرا. غاية سفر القوم إلى دار قرب الحق عز وجل. السير سير القلوب، والوصول وصول الأسرار. إذا وصلت الأسرار صارت ملوكا، وتصير الجوارح أتباعا وحواشيا. إذا وصل القلب إلى الباب استأذن للسير، فيدخل هو بعده. ما أكثر علومكم وأقل أعمالكم. قد جعلتم حظكم من العلم حفظه، وإيراد الحكايات، والسير. ما ينفعكم هذا. يحفظ أحدكم كذا وكذا حديثا ولا يعمل بحرف منه. هذه حجة عليكم لا حجة لكم، أحدكم/ يقول: (146/ب] شيخي فلان، وصحبت فلانا، قرأت على فلان، قلت للعالم فلان. كل هذا من غير عمل لا يساوي شيئا. الصادق في عمله يودع الشيوخ ويجوزهم، يشير اليهم: اقعدوا مكانكم حتى أمضي إلى الموضع الذي دللتموني عليه. الشيوخ باب فهل يحسن أن تلزم الباب ولا تدخل الدار، ويضرب الله الأمثال للناس علامة شقاوة العبد قساوة قلبه، وجمود عينيه، وطول آمله، وبخله بما في يده وتهاونه بالأمر والنهي، وتسخطه عند نزول الآفات فإذا رأيتم أحدا على هذه الصفة فاعلموا أنه شقي. صاحب القلب القاسي لا يرحم أحدا، ولا تدمع عيناه: لا في (56) أي فارغة لا خير فيها.
Página 159