============================================================
الدنيا والآخرة، وقد أفلحت. إذا استعملت الورع لم يبق عليك حجة، وكان رضاء الله عز وجل عنك، رؤي بعض الصالحين في المنام بعد موته فقيل له: ماذا فعل الله عز وجل بك؟ فقال: غفر لي، فقيل له بماذا، فقال: توضأت يوما في حمام ومضيت إلى المسجد، فلما قربت منه رأيت بقدر الدرهم من رجلي لم ينله الماء، فرجعت وغسلت ذلك المكان، فقال الله عز وجل: قد غفرت لك لاحترامك لشريعتي اين أنتم من القوم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لا يقدرون [أن] يناموا. وكيف ينامون والخوف يقلقهم ويطير النوم عن أعينهم، والأنس الذي يجدونه في قيامهم) يحوجهم، لا ينامون إلا غلبة في سجودهم. فسبحان من يمن [124/1] عليهم بذلك النوم غلبة حتى تستريح أجسادهم. تلك اللحظة تنبو جنوبهم عن المضاجع، ولا تقدر أن تستقر عليها خوفا تارة، رجاء أخرى، وحياء تارة، وشوقا آخرى، ما أقل خوفكم من ربكم عز وجل مع قلة طاعتكم. وما أكثر خوف الصالحين مع كثرة طاعتهم له عز وجل. كان نبينا صلى الله عليه و[آله]) وسلم إذا صلى يسمع من صدره أزيزا كأزيز القدر.
ابراهيم صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى يسمع آزيز صدره من ميل وهو ثلث الفرسخ. كانوا يخافون مع كونهم صديقين وأخلاء ومحبين ومجابي الدعوات.
فقولوا لي هذا الأمر الذي أنتم فيه ما وجهه؟!.
اني أراكم قد استدرتم من الوسط، وخرجتم من العدد / وقد قل أنسكم (124/ب] بالطاعة، وكثرت وحشتكم منها، وقد قنعتم من الخير باليسين والكثير من الدنيا ما يشبعكم. ما هذا عمل من يعلم آنه يموت، ويلقى ربه عز وجل! وتعرض عليه أعماله يوم القيامة. ما هذا عمل من يخاف المحاسبة والمناقشة، ما هذا عمل من يريد أن ينزل إلى قبره ولا يعلم هل هو حفرة من النار أو روضة من رياض الجنة.
القوم يصومون النهار ويقومون الليل فإذا تعبوا انطرحوا على الأرض، 137
Página 137