يثق بأنه سيأتي على بنيان (ابن حجر) من القواعد، فيذروه قاعًا صفصفًا لا نرى فيه عوجًا ولا أمتا وقد فعل.
إإن المنهج الذي ارتضاه (الآلوسي) ﵀! - في كتابه هذا (جلاء العينين) - وهو منهج المناقشة في هدوء، وبدون استعمال الألفاظ النابية - منهج نرتضيه نحن أيضًا بل ندعو إليه، ونحرض عليه. إذ لا يليق بالداعية إلى الحق أن يكون سبابًا، أو فحاشًا، أو شتامًا، ولأننا طولبنا كمسلمين أن نجادل بالتي هي أحسن.
ولكن ليس معنى هذا أن نترحم على الكفرة والملاحدة والخارجين على الله، وعلى آياته. كما فعل الشيخ (الآلوسي) ﵀ في بعض حديثه عن ابن عربي والحلاج وابن سبعين وابن الفارض فإن في ذلك تعظيم لشأنهم نوع تعظيم، وفيه ما فيه من شر ووبال.
هذا ما نأخذه على صاحب الكتاب ﵀ وأثابه؛ ونأخذ عليه أيضًا موقفه من (الحلاج) وشركائه، فإنه يقول:
«وأما قول من قال: إن من اعتقد ولاية الحلاج، وابن الفارض، كفر فليس بجيد منه، لأن إطلاق الكفر على من اعتقد شيئًا محتملًا خطأ» .
ونحن نتساءل ما هي الولاية التي يمكن أن تنسب للحلاج ومن نحا نحوه؟ أهي ولاية الشيطان؟ أم أنها ولاية الله العامة، التي يتولى بها شئون خلقه أجمعين؟ ربما أما أن تكون ولاية الخاصة - لعباده المؤمنين - فهذا ما ننفيه ونسرف في نفيه، ونبالغ في هذا الإسراف.
1 / 4