Lo Nuevo en Sabiduría
الجديد في الحكمة
Investigador
حميد مرعيد الكبيسي
Editorial
مطبعة جامعة بغداد
Año de publicación
1403م-1982م
Ubicación del editor
بغداد
Géneros
والمفهوم من المقدار غير المفهوم من السواد لتعقل المقدار دون السواد | وإذا كان مع مقدار فهو في شيء متقدر وجسماني . وقد فرضت مجردة ، | هذا خلف . وإن لم يتأت فيه أن يحس ، فليس في نفسه سوادا ، وهو | محال . وأنت تعلم أن الشيء الأسود مثلا ، إذا ابيض وماهيته وشكله | ووضعه وجميع أحواله بعد كما ( لوحة 285 ) كانت ، إلا السواد | | فالسواد زائد ( لوحة 285 ) على الجميع ، وليس لا شيء محض ، فإن اللاشيء | لا ينتقل عنه حاسة .
وقد تتفق الأجسام في الأشكال ، وتختلف في الألوان . ولو كان اللون | نفس الشكل لما كان كذا ، ولكان للهواء لون محسوس ، لكون له شكل .
وبمثل هذا يظهر الفرق بين كثير من الأعراض . وأما الأضواء | فحقيقتها الظهور للبصر ، ويقابله الخفاء المطلق ، وهو الظلمة . والضوء | تختلف مراتبه بالشدة والضعف ، بحسب مراتب القرب والبعد من | الطرفين . وقد يظن أن الأشعة أجسام شفافة ، منفصلة عن المضيء ، | ومتصلة بالمستضيء ، وهو باطل ، وإلا لكان إذا سدت الكوة بغتة ، ما كان | بقيت ولو توهم بقاء أجزاء صغار قد زال ضوؤها ، فبقيت مظلمة ، لوجب | أن تكون جسميتها غير ضوئها .
ولو كانت أجساما ، لما علقت الأجسام دونها ، ولاختلفت عند هبوب | الرياح وركودها ، ولحرقت الأفلاك ، لنفوذها فيها ، ولتداخلت مع | الهواء ، أو دافعته دفعا عظيما يظهر ، ولما تحركت بطبعها إلا إلى جهة | واحدة ، ولتراكم أضواء سرج كبيرة ، حتى صارت ذا ثخن .
والحدس يحكم بهذه وأمثالها ، على عدم كون الشعاع جسما ، | وهو غير اللون أيضا ، لأن اللون إن أخذ عبارة عن نفس الظهور المبصر | مطلقا ، بل بنور الشمس الظاهر المبصر ، وبالضوء إذا غلب على مثل | الشبح ، فغاب لونه ، مع أن ظهوره متحقق بضوئه .
وإن أخذ اللون على أن ظهور البصر ، على وجه مخصوص ، فإما أن | تكون نسبة الظهور إلى السواد والبياض ، كنسبة اللونية إليهما في | أن الظهور لا يزيد في الأعيان على نفس السواد ، كما لا تزيد اللونية | عليه عينا .
Página 292