2 ... ل ن، على التوالي بهذا النسق. فإذا كانت م ل تمثل حالة النسق في أية لحظة ل، فهناك علاقة دالية بالصورة الآتية:
م ل = (م
1 ، ل
1 ، م
2 ، ل
2 ... م
ن ، ل
ن ، ل).»
ورأيي هو أن مثل هذه المعادلة يمكن أن يكون لها معنى على الإطلاق، في حالة واحدة فقط هي: إذا كانت م1، م2 ... م ن يمكن قياسها كميا. ولو وجدنا أن فقرة معينة - أو مجموعة - من هذه الفقرات لا يمكن التعبير عنها بألفاظ الكم الامتدادي فإن المعادلة تصبح بغير معنى. لكنا سبق أن أظهرنا، في الصفحات السابقة، أن الإحساسات والوجدانات، ونشاط الانتباه، هي كلها أمور تجاوز مثل هذا التقدير الكمي؛ ومن ثم فإن المعادلة تتحطم وتنهار من حيث انطباقها على الموجودات البشرية. (24) (ب) نصل الآن إلى الدعوى الثانية للفيلسوف الجبري وهي القائلة بأن الأحداث الذهنية لا تتدخل في السلسلة السببية الآلية، وأنها ليست إلا مصاحبات فحسب للأحداث المادية ... وهذا يعني بعبارة أخرى أن الذهن ليس إلا ظاهرة ثانوية للمادة. وفي اعتقادي أن هذه النظرية لا يمكن الدفاع عنها. ولقد سبق أن أثبت إيجابيا، في الفصل الثاني، أن الانتباه نشط
active ، وهذا يعني أنه يتسبب في تغير ما، دون أن يكون له نفسه مسبب، فهو يحول السلسلة الآلية ويوقفها ثم يبدأ سلسلة جديدة. ولقد بينا أن ذلك لا يعني خروجا على قانون بقاء الطاقة، إذا ما اعتبرنا هذا القانون ممثلا لحقيقة نهائية. أما من الناحية السلبية فإن مذهب الظاهرة الثانوية التي تفسر الذهن على أنه نتاج ثانوي للمادة يتضمن نقاط ضعف كثيرة. وسوف أشير الآن إلى بعض هذه النقاط. (1) يذهب الفيلسوف الجبري إلى أن كل عصاب
Página desconocida