same determinable
كما هي الحال - مثلا في الاختلاف بين اللونين: الأحمر والأصفر بمقارنتها مع الاختلاف بين اللونين: الأخضر والأزرق. (4)
وأخيرا المقدار الكثافي
intensive mag
الذي يعتبره كانط مساويا للوجود أو الواقع
reality
حتى إن الشيء كلما عظم دمجه عظم وجوده كما هي الحال مثلا في ارتفاع الصوت أو انخفاضه، أو في الإحساس حين يكون ضعيفا أو قويا.
وعلينا أن نلاحظ أن المقدار التعدادي والمقدار الامتدادي يعالجان كميات، في حين أن المقدار والكثافي يعالجان كيفيات، والكل التعدادي يقاس مباشرة بالأعداد، أعني عن طريق عد الأعضاء كما هي الحال مثلا حين نقول: إن الجيش الفلاني يتألف من كذا من الجنود، والكل الامتدادي يقاس بعدد وحدات القياس التي يشملها كما هي الحال مثلا حين نقول إن المسافة الفلانية طولها كذا من الياردات. والمقدار الاختلافي بنفس الطريقة يقدر بكميات ترتبط بالأعداد، فنحن نعني بأعداد معينة ألوانا معينة، وهكذا نصل إلى معرفة أن الفرق بين اللونين: الأحمر والأصفر أكبر أو أقل من الفرق بين اللونين؛ الأخضر والأزرق. ومن ثم ترانا نستخدم الأعداد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لنقدم قياسا دقيقا لهذه المقادير الثلاثة، والسؤال الآن هو: هل يمكن للمقدار الكثافي أن يقاس بمثل هذه الدقة؟ سوف أقسم الإجابة عن هذا السؤال إلى ثلاثة أقسام: أناقش في القسم الأول المشكلة من حيث علاقتها بالإحساسات، وأناقش في القسم الثاني المشكلة من حيث علاقتها بالوجدانات، وأناقش في القسم الثالث المشكلة من حيث علاقتها بالانتباه النشط، وهذه الأقسام الثلاثة تغطي - على وجه التقريب - ما يعرف تقليديا بجوانب الشعور الثلاثة: الإدراك، والوجدان، والنزوع. (20) (ب-أ) لا شك أنه من الصواب أن نقول إن الإحساس قابل للزيادة والنقصان، ففي استطاعتي - يقينا - أن أقول إنني أشعر بالدفء قليلا أو كثيرا. لكن ألا يمكن أن يكون ثمة إحساسان أو أكثر من نوع واحد يمكن قياسهما بدقة تامة، حتى إننا نستطيع أن نقول إن شدة أحدهما تعادل ضعف أو ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف؟ «لو كان للامتداد الكيفي مقدار فإن ذلك يعني افتراض أن الامتدادات من نوع واحد يمكن مقارنتها بعضها ببعض من حيث الكبر والصغر ... ويبدو أن علماء الرياضة الذين كتبوا في هذا الموضوع متفقون في الرأي على أن المقدارين، وإن كان يمكن مقارنتهما من حيث الكبر والصغر، فإنه لا يمكن قياسهما بلغة الأعداد أو الأرقام. لكن لو كان هناك امتدادان يطرد الواحد منهما الآخر فإنني لا أدري بأي معنى يمكن مقارنتهما من حيث الكبر والصغر ما لم يكن لدينا مقياس كيفي، وحين يظهر مثل هذا المقياس الكيفي فسوف يتلوه مباشرة - فيما أعتقد - ظهور القياس العددي.»
39
ويبدو لي أنه بمثل هذا الاعتقاد بدأ «فيبر وفخنر
Página desconocida