وإذا كانت العلاقات داخلية في طبيعة الحدود التي يرتبط بعضها ببعض، وإن كل حد من هذه الحدود لا يمكن أن يكون بذاته خاليا من علاقات معينة تربطه بغيره من الأشياء، فإن ذلك يعني - إذا ما افترضنا أن الحد «أ» له خاصية علائقية هي «ب» في لحظة معينة - أقول إن ذلك يعني أن كل شيء ليس له الخاصية «ب» لا بد بالضرورة أن يكون مختلفا عن «أ». ذلك أن الحدين المرتبطين بعلاقة نوعية خاصة لا يمكن لهما أن يكونا على نحو ما هما عليه بدون هذه العلاقة الفرعية الخاصة. وعلى كل حال فإن ذلك لا يصدق - فيما يبدو - إلا على العلاقات الكمية، وعلاقات التشابه والاختلاف والتساوي، وما إلى ذلك. فلو أن «س» كانت مساوية ل «ص» لنتج عن ذلك أنه إذا ما غابت علاقة التساوي، فإن «س» و«ص» لا يمكن لهما معا أن يكونا على نحو ما هما عليه في الواقع. وقل مثل ذلك عن علاقة التشابه والاختلاف، فلو أن «س» كانت مشابهة ل «ص» لنتج عن ذلك أنه إذا غابت هذه العلاقة فإن «س» و«ص» لا يمكن لهما معا أن يكونا على نحو ما هما عليه الآن.
لكن يمكن لكل حد منهما - وحده وبدون الآخر - أن يوجد كما هو في غياب العلاقة التي تربطه بالحد الآخر، فلو كانت «س» مساوية ل «ص»، فإننا نقول - في هذه الحالة - أن «س» ترتبط مع «ص» بعلاقة التساوي، لكن لا ينتج من ذلك أن «س» لا بد أن تظل على نفس هذه العلاقة إذا ما تغيرت «ص» عن وضعها الحالي.
وعلى ذلك فإننا يمكن أن نتفق على ما يأتي:
إذا افترضنا أن الحد «أ» له خاصية علائقية محددة مع الحد «ب» في لحظة معينة، فإن معنى ذلك أن أي شيء ليس له هذه الخاصية المعينة لا بد بالضرورة أن يكون شيئا مختلفا عن «أ»، ولكي يتضح معنى هذه القضية فإننا سوف نصوغها في صورة القياس الآتي: «أ» لها خاصية علائقية ب في ل. «ج» ليس لها الخاصية العلائقية ب في ل.
11 ∴
ج ليست أ.
لكن لا بد أن نحتاط لمغالطة من المحتمل جدا أن تقع في هذا السياق؛ فالقول بأن «ح» ليست في هوية واحدة مع «أ»، أو ليست هي «أ»، إنما ينتج بالضرورة من المقدمتين معا؛ المقدمة «1» التي تقول إن «أ» لها خاصية علائقية ب في ل، والمقدمة «2» التي تقول إن ح ليس لها هذه الخاصية العلائقية نفسها في ل. وعلى ذلك فمن الخطأ تماما أن نستنتج مثل هذه النتيجة من المقدمة الثانية وحدها؛ ذلك لأن النتيجة هي أن ح التي ليست لها الخاصية العلائقية «ب» في «ل» «وهي الحالة التي تتميز بها أ» لا بد بالضرورة أن تكون مختلفة عن «أ»، التي لها مثل هذه الخاصية. والسبب ببساطة أن «أ» لها بالفعل هذه الخاصية و«ح» ليس لها هذه الخاصية. كنا لا نستطيع أن نستنتج من مجرد القول بأن شيئا ما ليس له علاقة نوعية في لحظة ما - لا نستطيع أن تستنتج أن هذا الشيء لا بد أن يكون مختلفا عن «أ». وعلى كل حال فإنه يمكن تطبيق مثل هذه الحجة على الكائنات التي لها ديمومة والتي يمكن أن تتصور معها إن شيئا ما أو آخر يمكن أن يحدث في وقت معين، لكن لا يمكن تطبيقها على الماهيات الخالدة أو الحقائق اللازمانية، ونحن هنا معنيون بصفة خاصة بالفاعل الذي له ديمومة. إن ما نناضل من أجله هو أنه ليس صحيحا أنه إذا كان هناك فاعل معين ليس له خاصية علائقية نوعية معينة كانت له بالفعل، فإنه لا بد بالضرورة أن يختلف عن ذلك الفاعل الذي كانه من قبل، فنحن نذهب إلى أن الفاعل يمكن أن يرتبط بعلاقة مختلفة أتم الاختلاف عن العلاقة التي يرتبط بها بالفعل مع شيء آخر، ويظل هو نفسه.
ولقد ناقش جورج مور
G. E. Moore
12
Página desconocida