10
لكني أكرر القول بأنني لا أريد أن أستنبط حريتنا من اللاحتمية في العالم الطبيعي. فحتى إذا ما كان العالم المادي تحكمه حتمية مطلقة من أضأل التفصيلات، فسوف أظل على اقتناع تام بأن الإرادة البشرية تحدد نفسها بنفسها ولا يمكن التنبؤ بها. وفضلا على ذلك فإن تطوير هذه النقطة سوف يكون موضوع الفصل القادم.
الفصل السابع
الجبر الذاتي
(1) المذهب اللاحتمي مرفوض - عرض هذا المذهب . (2) الحرية تعني انعدام القيود - أن تكون حرا من كل شيء معناه أن تكون لا شيء. (3) مذهب اللاحتمية يهدم المسئولية الخلقية لأنه هدم الهوية الذاتية. (4) الثواب والعقاب لا بد أن يكون ظالما وعقيما. (5) كل من الفيلسوف الجبري والفيلسوف اللاحتمي قد يكون محقا فيما يؤكده، مخطئا فيما ينكره. فمن الممكن أن يكون للإرادة سبب، وأن يكون هذا السبب نفسه، ذلك حرا. (6) التفرقة بين الشرط الذي يكون ضروريا للمشروط
conditionate ، وبين الشرط الذي يكون في آن معا ضروريا وكافيا. (7) عرض السببية الميتافيزيقية. (8) عرض السببية التجريبية - مقارنة بين التصورات الميتافيزيقية والتصورات التجريبية للسببية. (9) التصور الثالث الذي يقع بين الطرفين الأقصيين. الشرط قد يكون ضروريا للمشروط دون أن يتبعه المشروط بالضرورة. (10) هذه الوجهة من النظر تختلف عن وجهة نظر كل من اسبينوزا وليبتنز - وجهة نظر اسبينوزا. (11- 12) نقد وجهة نظر اسبينوزا: (11) كيف يمكن للأحوال
modes
الزمانية المتناهية أن تنتج من جوهر خال لا متناه. (12) وبناء على ذلك فإن رأي اسبينوزا في أن الإرادة ضرورية رأي مرفوض. (13) وجهة نظر ليبنتز في أن الإرادة حادثة لكنها يقينية؟ (14-16) نقد وجهة نظر ليبنتز. (14) المشكلات التي أثارها «أرنولد» مشكلات حقيقية. (15) التنبؤ بالمستقبل تناقض في الألفاظ. المستقبل المتنبأ به عبارة عن ماض. المعرفة الإلهية المسبقة تهدم حرية الله كما تهدم حرية الإنسان. (16) اقتباس قصة سكستوس تاركونيس لتوضيح نظرية ليبنتز. (17) كلتا النظريتين تجعل الشعور لا معنى له. (18) المذهب الآلي مرفوض هو الآخر؛ لأن التطور عنده تطوير غير خالق. (19) نقد تصور دارون للتطور. (20) الأخذ بنظرية لامارك. (21) التطور الحقيقي لا بد أن يتضمن خلق شيء جديد. (22) الحياة تنبثق في جدة مطلقة. (23) مقارنة الحياة بعملية الخلق عند الفنان. (24) خلق الإنسان ليس شيئا ثابتا ومحددا. (25) يمكن التنبؤ بالواقعة دون الفعل. (26) فشل كل محاولة للتوفيق بين العلم الإلهي بكل شيء، والحرية الإنسانية. (27-31) مناقشة حجج مختلفة بهذا الصدد: (27) القول بأن المعرفة المسبقة لا تعني حدوث الحادثة المتنبأ بها. (28) القول بأن الله يوجد في «آن» أبدي. (29) تصور المعرفة الإلهية المسبقة بمماثلتها بالفن. (30) مشكلة الشر على نحو ما نوقشت في المراسلات بين بلينبرج واسبينوزا. (31) محاولة جيمس للتوفيق بين المعرفة الإلهية المسبقة وبين الحرية الإنسانية - عرض هذه المحاولة ونقدها. (32) أي تصور لواقع ثابت هو تجريد يقوم به العقل البشري. الواقعة دائما في صيرورة، وهي تخلق باستمرار شيئا جديدا. (33) مفارقة العلم الإلهي السابق وحرية الإنسان لا بزوال العنصر غير الحقيقي، أعني المطلق والاحتفاظ بالعنصر الحقيقي، أعني العنصر النسبي الناقص. (34) إذا ما أراد شخص ما على الإطلاق فإن إرادته لا بد أن تكون حرة. ••• (1) إذا كنا قد رفضنا المذهب الجبري باعتباره مذهبا يقوم على غير أساس، فإننا نرفض - لنفس السبب - مذهب اللاجبرية الخالص، فهو مذهب لا يمكن الدفاع عنه: وأنا أعني بمذهب اللاجبرية الخالص، تلك النظرية التي ترى أنه ليس ثمة شيء ترى أنه ليس ثمة شيء في طبيعة «س» - أو في طبائع الأشياء التي ترتبط بها - يلزم «س» أن تكون لها الخاصية «ص» في اللحظة «ل». وبناء على هذه النظرية فإن «س» يمكن أن تكون أي شيء في أية لحظة دون أن يكون هناك ارتباط على الإطلاق بين الحاضر من ناحية، وبين الماضي والمستقبل من ناحية أخرى.
ويقول «جيمس» عن تطبيق هذا المذهب على الكون بصفة عامة: «يرى المذهب اللاجبري أن لأجزاء الكون مقدارا معينا من تأثير بعضها في بعض تأثيرا لا تحديد فيه ولا تعيين، بحيث إن وجود أحدها لا يحدد بالضرورة الكيفية التي ستوجد عليها الأجزاء الأخرى. وهذا المذهب يسلم بأن الممكنات قد تزيد على الوقائع، والأشياء التي لم تنكشف لمعرفتنا بعد قد تكون في ذاتها مبهمة أو مزدوجة الدلالة. وقد نتصور بديلين للمستقبل كلاهما الآن ممكن الحدوث، ولكن لا يصبح أحدهما مستحيلا إلا في لحظة يستبعده فيها الآخر حين يتحقق ويصبح واقعيا».
1
Página desconocida