Izhar Casr
Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr
Géneros
وفي ليلة الخميس، مستهل شهر ربيع الأول، سنة ست وخمسين، مات الشيخ عمر بن الشيخ خلف الطوخي، وكان على طريق السلف، خيرا دينا، يحضر مجالس الحديث كثيرا، ويكثر النفع للفقراء، والمنقطعين، من الأرامل، ومن ليس له ملجأ، ولاسيما في سني الغلاء، وكانت له فضيلة في علم الوقت، وكان يباشر في جامع الحاكم، ثم ترك وأقبل على ما ذكر من نفع المنقطعين، وكان يكاد يحفظ جامع الأصول، لابن الأثير، ولما عرف بما هو فيه، من الإنفاق على المحاويج، كان يقصده بعض الموفقين بالصدقة، فيفرقها، ولا يلتمس منها شيئا، إنما لباسه صيفا وشتاء قميص واحد ثخين، وملوطة وطيئة، وعمامة من نسبتهما، وينام بغير وسادة. وحضر جنازته جمع صالح، وصلى عليه قاضي الشافعية الشرف المناوي في باب النصر، ودفن في تربة الصوفية، وعظم عليه التأسف، والترحم، والبكاء، نفعنا الله به آمين.
موت الشيخ طاهر:
وفي يوم الاثنين خامس الشهر، مات الشيخ الإمام العلامة المفنن، الصالح القدوة، زين الدين، طاهر بن محمد بن علي النويري المالكي، وصلى عليه القاضي الشافعي، عند جامع طستمر بالصحراء، ودفن هناك من يومه في تربة الشيخ سليم، وعظم التأسف عليه، وكثر البكاء، وحضر جنازته ودفنه من القضاة والمشائخ والطلبة والصلحاء جمع يتعسر حصرهم، وعد موته من أعظم المصائب، ولم يخلف من المالكية من هو على مجموع علومه وخلائقه؛ فإنه كان عالما بالعربية، ماهرا في المعقولات، رأسا في الفقهن إماما في القراءات، كثير الحج والعبادة، شديد التواضع، منعزلا عن الناس، حافظا للسانه ومجلسه، لين الجانب، مهاب الذات، حسن الكلام، رحمه الله، وكتبت جميع وظائفه باسم ابن له صغير، إلا تدريس فقه المالكية، بمدرسة برقوق، فإن ناظرها أمير أخور قانباي الشركسي، كان يعتقد علم الشيخ أبي الجود، وورعه، فقرره، وألبسه خلعة بذلك في أواخر هذا الشهر.
Página 192