93

وفي يوم الثلاثاء حادي عشريه، بعد العصر، حصل للقاضي كاتب السر صرع، بحيث قطع بموتهن ثم أفاق، ومكث مدة، ثم عاوده الصرع، ثم أفاق، فعرض عليه الرجوع إلى بيته في المدينة، فأجاب، فنقل بعد العشاء في محفة على بغلين، فوصل بعد هدأة من الليل، واصحابه وأقاربه حوله مشاة، وبعض أخص نسائه وراءه على حمر المكارية. وشرب في الطريق وتقيأ قيئا أخضر، ولما وصل إلى بيته جلس على التخت، الذي كان يجلس عليه بعد العصر، لمنادمة أحبابه، فقال: هل وصلت إلى البيت؟. فقيل له: نعم أنت على الدكة، بالحوش، ثم حمل، وأدخل إلى بيته، أسأل الله أن يلطف به، فاستيقظ عند السحر، وقال: لم أصل المغرب، والعشاء، فأتوني بوضوء، فتوضأ، وصلى المغرب، ثم العشاء، فلما أصبح صلى الصبح ثم أصبح مفيقا، صحيح العقل، سليم الحواس.

موت الشريف الأسيوطي:

وفي هذه الليلة مات الشريف صلاح الدين محمد بن أبي بكر الأسيوطي الشافعي، وكان أديبا، ماهرا في الأدب، مشاركا في غير فن، ذا كتابة حسنة، وكان خطيب مدرسة قراقجا الحسني، بقرب جامع بشتك رحمه الله.

Página 185