صاح النورماندي الغاضب: «جايلز، كليمنت، أيها الكلاب والأوغاد! ماذا جلبتم لي هنا؟»
قال دي براسي الذي دخل الغرفة لتوه: «أظن أن بوسعي أن أخبرك. إن هذا هو مهرج سيدريك.»
رد فرونت دي بوف: «سيشنق إلا إذا دفع سيده وهذا الخنزير البري أوف كوننجزبيرج مبلغا كبيرا مقابل حياته.» ثم قال لاثنين من أتباعه: «اذهبا وابحثا عن سيدريك الحقيقي وأحضراه إلى هنا، وسأغفر لكما خطأكما هذه المرة؛ لأنكما أخطأتما وظننتما أن أحمق هو مالك ساكسوني.»
قال وامبا: «أجل، ولكنك يا صاحب السعادة النبيل ستجد أن الحمقى بيننا أكثر من الملاك.»
قال فرونت دي بوف: «ماذا يعني الوغد بقوله هذا؟»
صاح دي براسي بدهشة: «يا قديسي السماء! لا بد أنه قد هرب في ثياب الراهب!»
رد فرونت دي بوف: «يا شياطين الجحيم! لقد كان إذن خنزير روثيروود البري هو من أرشدته إلى الباب الخلفي، وسمحت له بالانصراف بنفسي!» ثم قال لوامبا: «أما أنت، فسأعطيك مرتبة كهنوتية مقدسة؛ سأحلق لك رأسك! هيا، ليقطعوا فروة رأسه، ثم اقذفوه رأسا على عقب من فوق الأسوار. إن صنعتك هي المزاح، فهل تستطيع المزاح الآن؟»
انهمر وامبا المسكين في النحيب قائلا: «أنت تتعامل معي بأفضل مما وعدت أيها الفارس النبيل، فإذا أعطيتني القلنسوة الحمراء التي تعتزم إعطاءها لي فإنك ستجعل من راهب بسيط كاردينالا .»
قال دي براسي: «إن البائس المسكين عازم على الموت وهو يمارس مهنته. لا تذبحه يا فرونت دي بوف، بل أعطني إياه لتسلية رفقائي الأحرار. ما قولك أيها الوغد؟ هل ستكون شجاعا وتذهب معي للحروب؟»
قال وامبا: «أجل، بعد إذن سيدي؛ لأنني كما ترى لا يحق لي أن أخلع الطوق (ولمس الطوق الذي يحيط بعنقه) دون إذنه.»
Página desconocida