قال المهرج: «يا للأسف! إن محاولة منعهم بدافع مشاعرهم الإنسانية أشبه بمحاولة إيقاف جواد هارب بلجام مصنوع من خيط من الحرير. استحضرا إذن الخطايا التي ارتكبتماها؛ لأنكما ستدعيان في هذا اليوم نفسه للإجابة عنها أمام محكمة أعلى شأنا.»
قال سيدريك: «أسمعت هذا يا أثيلستان؟ يجب أن نحمس قلوبنا لهذا العمل الأخير؛ لأنه من الأفضل لنا أن نموت رجالا على أن نعيش كالعبيد. لنشرع في عملنا المقدس إذن أيها الأب.»
قال المهرج بنبرة صوته العادية: «انتظر لحظة أيها العم الطيب؛ فمن الأفضل أن تمعن النظر قبل أن تقدم على أمر لا تعلم عواقبه.»
قال سيدريك: «أقسم بإيماني إنني أعرف هذا الصوت!»
رد وامبا وهو ينزع عنه قلنسوة الراهب: «إنه صوت عبدك ومهرجك المخلص. لو كنت أخذت من قبل بنصيحة أحمق ما كنت ستصبح هنا من الأساس. فلتأخذ بنصيحة الأحمق الآن، ولن يطول بك الوقت هنا.»
رد الساكسوني: «ماذا تعني يا غلام؟»
رد وامبا: «أعني أن تأخذ ثوب الراهب والحبل هذين، وهما كل ما لدي من أغراض الكهنة، وتخرج بهدوء من القلعة، تاركا لي عباءتك وحزامك لآخذ مكانك في مصيرك المجهول.»
قال سيدريك مذهولا من اقتراحه: «أتركك لتأخذ مكاني! عجبا! سيشنقونك يا غلامي المسكين.»
قال وامبا: «فليفعلوا بي ما أرادوا.»
رد سيدريك: «حسنا يا وامبا، سألبي طلبك بشرط واحد، وهو أن تبادل ملابسك مع اللورد أثيلستان بدلا مني.»
Página desconocida