قال وامبا بعد توقف قصير: «أرى أن الأحمق لا بد أنه يظل أحمق، ويغامر بعنقه. عليكم أن تعرفوا، يا أقربائي وبني وطني الأعزاء، أنني ارتديت ثوب الكاهن قبل أن أرتدي ثوب المهرج، وكانوا يعدونني لأصبح راهبا، حتى أصابتني حمى في الدماغ وتركت من صوابي ما يكفي لأن أصير أحمق. أثق أنني، بمساعدة عباءة ناسك جيدة، سأكون مؤهلا لبث الطمأنينة الأرضية والروحية في نفس السيد الموقر سيدريك ورفاقه في المحنة.»
قال الفارس: «فلترتد العباءة إذن أيها الرجل الصالح، ولتجعل سيدك يبعث لنا بتقرير عن حالتهم داخل القلعة. إن الوقت يمر، فلتذهب.»
قال وامبا، الذي كان في ذلك الحين متنكرا في ردائه الديني، باللاتينية: «سلام لكم.»
قال ذلك، وحاكى المشية الوقورة والجليلة للرهبان، وانصرف لتنفيذ مهمته.
الفصل الثاني والعشرون
عندما وقف المهرج، مرتديا قلنسوة الرهبان وثوبهم الطويل، أمام بوابة قلعة فرونت دي بوف، سأله الحارس عن اسمه والمهمة التي أتى من أجلها.
أجاب المهرج باللاتينية: «سلام لكم، أنا أخ فقير من طائفة رهبان القديس فرانسيس، وقد جئت إلى هنا لأؤدي واجبي الكهنوتي نحو بعض الأسرى التعساء المسجونين الآن في هذه القلعة.»
عندما وجد وامبا نفسه في حضرة ريجينالد فرونت دي بوف، ألقى بتحية «سلام لكم» باللاتينية بقلق يفوق ما كان يشعر به من قبل، غير أن فرونت دي بوف كان معتادا على رؤية الرجال يرتعبون في حضرته؛ ومن ثم لم تكن الهيبة التي كان عليها الأب المزعوم تعطيه أي سبب ليرتاب فيه، وقال: «من أنت ومن أين أيها القس؟»
كرر المهرج التحية باللاتينية قائلا: «سلام لكم، أنا خادم فقير للقديس فرانسيس، كنت مسافرا عبر هذه البرية، ووقعت في يد اللصوص الذين أرسلوني إلى هذه القلعة لتأدية مهمتي الروحية نحو شخصين حكمتم عليهما بموجب عدالتكم الموقرة.»
رد فرونت دي بوف: «أجل صحيح، وهل يمكنك أن تخبرني أيها الأب المقدس بعدد قطاع الطرق أولئك ؟»
Página desconocida