تقدم المساعدان مرة أخرى، وقد أخذا أوامرهما من عين البارون ويده أكثر مما أخذاها من لسانه، ووضعا أيديهما على تعيس الحظ إيزاك، ثم اقتلعاه من فوق الأرض، وأوقفاه بينهما هما في انتظار الإشارة التالية للبارون القاسي القلب. نظر اليهودي التعيس إلى وجهيهما وإلى وجه فرونت دي بوف آملا في أن يكتشف بعض مظاهر الرحمة، ثم نظر إلى الأتون المتوهج الذي كان سيمدد عليه عما قريب، وعندما لم يجد أي احتمال لأن يرفق به معذبه ذهب عنه صموده.
قال: «سأدفع الأرطال الألف من الفضة.» ثم أضاف بعد لحظة من التوقف: «أعني أنني سأدفعها بمساعدة إخواني؛ لأنه يتعين أن أتسول كشحاذ على باب معبدنا قبل أن أجمع مثل هذا المبلغ الذي لم يسمع به أحد من قبل. متى وأين يجب علي تسليمه؟»
أجاب فرونت دي بوف: «هنا، يجب تسليمه هنا، ويجب أن يوزن ويعد على أرضية هذه الزنزانة نفسها. أتظن أنني سأتركك قبل أن أضمن فديتك؟»
قال اليهودي: «وما الذي يضمن لي أن أنال حريتي بعد دفع هذه الفدية؟»
أجاب فرونت دي بوف: «كلمة نبيل نورماندي أيها العبد المرابي؛ فوفاء الرجل النورماندي النبيل لكلمته أكثر نقاء من ذهبك وفضتك ومن ذهب قومك أجمعين وفضتهم.»
قال إيزاك خائفا: «أستميحك عذرا أيها السيد النبيل، ولكن ما الذي يجعلني أعتمد فقط على كلمة شخص لا يثق في على الإطلاق؟»
قال الفارس عابسا: «لأنك لا تملك اختيارا آخر، أيها اليهودي. ولو كنت الآن في غرفة كنزك في يورك، وكنت أنا في حاجة إلى قرض من شيكلاتك، لأمليت أنت موعد السداد ورهن الضمان. هذه غرفة كنزي، ولي هنا الأفضلية عليك، ولن أتنازل مرة أخرى، وأكرر عليك الشروط التي أمنحك بموجبها حريتك.»
تأوه اليهودي تأوها عميقا، وقال: «امنحني، مع حريتي على الأقل، حرية رفقائي الذين أسافر معهم. لقد ازدروني لأنني يهودي، لكنهم أشفقوا على حالي البائس، ولأنهم أبطئوا في طريقهم لمساعدتي، نالهم حظ من الأذى الذي نالني، كما أنهم يمكنهم أن يسهموا بطريقة أو بأخرى في فديتي.»
قال فرونت دي بوف: «إن كنت تعني هؤلاء الساكسونيين الوضعاء، فإن فديتهم ستعتمد على شروط أخرى غير شروطك. لا تفكر إلا في شئونك أيها اليهودي، وأحذرك؛ لا تتدخل في شئون غيرك.»
قال إيزاك: «إذن، هل لي أن أنال حريتي مع صديقي الجريح فقط؟»
Página desconocida