Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Géneros
ذكر الملك خببش
وكان استيلاؤه على مصر باتفاق رأي الأمة المصرية، قال «مارييت»: «وفي مبدأ حكمه حصن مصر بالقلاع المتينة، حتى صارت مستعدة لدفع هجوم الفرس عليها، وكان مكث ثلاث سنين في تقوية الوجه البحري وتحصين الأباطح وأشاتيم النيل؛ لأنه كان يظن أن الفرس ستهاجمه من البحر، فجعل أقوى استحكاماته في السواحل، فلما فاجأه شيارش بالهجوم لم تثبت أهل الوجه البحري في صف القتال إلا قليلا حتى استسلمت العساكر الفرس، فعاملتهم الفرس معاملة القسوة والجبروت، وضربوا المغارم على كهنتهم، ونهبوا ما كان في معبد «بوتو» من الأمتعة والنفائس، وفي خلال تلك الواقعة اختفى خببش المذكور، ولم يعلم له مقر إلى الآن.»
ذكر الملك شيارش 485-492ق.م
ولما دخل مصر وضبط أهل الفتنة وعاقبهم، جعل أخاه «أخيمينيس» واليا على مصر، ومات الملك «شيارش» بعد ذلك بقليل، وبمجرد موت الملك المذكور رفع المصريون لواء العصيان؛ لأنهم كانوا يبغضون الأعجام، ولو أنه وجد مرسوما في هيكل من هياكل المصريين ما يفيد مدح الأعجام، فقد وجد منقوشا في آثارات لقصر التعبير عن شيارش بأنه المولى المحسن سيد الجميع، فهذه كتابة رسمية فقط، والدليل على بغض المصريين لهم أنهم كانوا يطلبون استقلالهم عند موت كل ملك من هذه الدولة.
ذكر الملك أرتخشيارش
وهو الرابع من ملوك الفرس، وقد اجتهد في قطع الفتن القائمة بأرض مصر، وكان بين المصريين واليونانيين محالفات وعهود على أن يطرد اليونانيون من سواحلهم سفن دولة فارس وعساكرها، حتى لا يبقى بمصر دولة للعجم كبيرة، ووضعت حكومة أتينا سفنها الحربية في البحر؛ لمنع عبور سفن العجم، وبعثت إلى مصر جنودا يونانية لتنضم إلى جنود مصر، فعند ذلك انهزم جند العجم، وانحازوا إلى جهة منف، فهجمت عليهم جنود المصريين في تلك الناحية، فاجتهد هذا الملك في تفريق عصبة اليونانيين من المصريين، وقبض ثانيا على زمام مملكة مصر واستعبد أهلها وأذلهم، واستمر على ذلك حتى مات.
ذكر الملك شيارش الثاني، وسوغوديانوس، ودارا نوطيس
ولم يحكم الأول إلا مدة 45 يوما، ثم قتله أحد أولاده المدعو «سوغوديانوس»، فحكم ستة أشهر وخمسة عشر يوما، ثم عزله وقتله دارا الثاني الملقب «رع ميامون»، وأخذ الحكم منه، ولبث حاكما تسع عشرة سنة على قول «مانيتون»، وفي عصره كانت دولة الفرس في اختلال، ولحق بأهلها الضيم والهوان، وكان متزوجا بخالته، وكانت امرأة قاسية فاسدة، فلما رأى المصريون ذلك الاختلال استدعوا «أميريتيس» للتخلص من دولة الأعجام، فحضر وأقاموه رئيسا عليهم سنة 408ق.م، فهم ومن معه من العساكر أن يطرد نائب دارا وعساكره المحتلة بالديار المصرية وأخذ في طردهم، ومات دارا في أثناء ذلك، وملك المصريون وطنهم، واشتغل بالملك، وأجرى الأصول والأحكام القديمة من سياسة وديانة، وبهذا الملك انقرضت دولة الفرس من مصر التي هي عبارة عن العائلة السابعة والعشرين، فكانت مدتها 121 سنة. (2) ذكر العائلة الثامنة والعشرين الصاوية
ذكر الملك أميريتيس
كان هو وأبوه «بوزيريس» حاكمين على بعض الأقاليم المصرية، ولكن لما استدعى المصريون «أميريتيس» سنة 408ق.م تقريبا من صا الحجر قام وطرد العجم بعزمه وتدبيره، فملكوه عليهم، فكان هو المؤسس للعائلة الثامنة والعشرين، وبمجرد صعوده على كرسي المملكة بعد وفاة دارا الثاني اشتدت بمصر الفتن، وقامت القيامات، فسعى في إطفائها وتوطيد سطوته وتأييد نفوذه، فلما اعترف له غالب المصريين بالسيادة تلقب بالألقاب الفرعونية، ومع كونه حكم سبع سنين فإنه أصلح ما دمرته دولة فارس من المعابد والهياكل والصنائع الأهلية بعد بذل همته في الحروب الطويلة مع العجم التي كان بها خلاص وطنه منهم، وبوفاته انقضت العائلة الثامنة والعشرون.
Página desconocida