Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Géneros
ذكر راحبعم
وبمجرد موت «سليمان» كان قد قام بعده على الفور ابنه «راحبعم»، وذهب إلى مدينة سيشار أو «نابلس»؛ إذ كان قد اجتمع فيها سائر بني إسرائيل؛ ليقلدوه ملكا عليهم، وكان رئيسهم رجل يدعى يربعم، فطلبوا منه أن يحط عنهم بعض ما كان أبوه قد كلفهم به من كثرة الضرائب عليهم، فامتنع من ذلك وأغلظ لهم الجواب، فقام جميع بني إسرائيل ودخلوا خيامهم، فأرسل «راحبعم بن سليمان» وزيره المدعو باسم «عادورام» لمنع هذا القيام فرجموه بالأحجار حتى مات، وخشي «راحبعم» على نفسه ففر هاربا إلى أورشليم، وخرج عن طاعته عشرة أسباط من الإسرائيليين ما عدا سبطي يهوذا وبنيامين؛ حيث بقيا على طاعته، وبايع الأسباط العشرة يربعم المذكور، وهكذا انقسمت إلى قسمين: قسم في الجنوب: عبارة عن سبطين، وسمي مملكة يهوذا، وقاعدته القدس الشريف. وقسم في الشمال: عبارة عن عشرة أسباط، وسمي مملكة بني إسرائيل، وقاعدته مدينة السامرة.
ذكر مملكة يهوذا
مكنت هذه المملكة نحو 893 سنة، وفي السنة الخامسة من حكم راحبعم بن سليمان دخل شيشنق رأس العائلة الثانية والعشرين أرض فلسطين بجيش جرار، واستولى على بيت المقدس ونهب الأواني المقدسة من الهيكل، وكذا القصر السليماني، ثم رجع إلى بلاده بهذه الغنائم، وذلك سنة 970ق.م وقد كابدت هذه الدولة محنا جسيمة من مهاجمة الأمم المجاورة لها، من ذلك: أن سنحاريب هدد بيت المقدس، فالتزم حزقيا ملك اليهود وقتئذ أن يعقد معاهدة مع ملك مصر سباقون الأتيوبي، فهلك من جيش سنحاريب عسكر لا تحصى - كما سبق ذلك - ثم وقع منشا بن حزقيا الصالح في قبضة «أسارادون» ملك آشور سنة 675ق.م، ولما قام «نيخاؤس الثاني» تقدم إلى نهر الفرات، وحاصر مدينة قرقيش الكائنة على هذا النهر، بيد أنه انهزم أمام خصمه بختنصر، وعاد المصريون بالخيبة إلى بلادهم، أما البابليون فاستولوا على بيت المقدس، وقتلوا ملكه وولوا بدله صدقيا بن يوشيا، فعصى على بختنصر، واستنجد بملك مصر «أبرياس» «واح أبرع»، فانهزم أمام خصمه، ووقع بيت المقدس في يد بختنصر بعد حصار ثمانية شهور، ودمره الكلدانيون، وأسر صدقيا بن يوشيا الذي هو الملك المتمم للعشرين بعد سيدنا داود عليه السلام، وأسروا جميع من نجا من القتل.
ولو أنه لم يكن لليهود دور مهم في السياسة مع أنها دون غيرها من الأمم التي يختلط بها في المدن، إلا أننا نرى لها تأثيرا مهما على الآداب لمحافظتها على عقيدة وحدانية الله سبحانه وتعالى، ومع أنها احتجبت عن العلوم والصنائع، إلا أنها قد ارتفعت بواسطة الوحي إلى درجة عالية من سمو الأفكار كما يتبين ذلك من صحف الأنبياء التي التوراة إحداها.
ذكر مملكة بني إسرائيل
وقد بقيت هذه المملكة نحو 255 سنة، وفيها انتشرت عبادة الأوثان، ونرى تاريخها مشحونا بالكبائر والكفريات، حتى قام عليها ملكا آشور، وهما «تجلات فلصر الثاني» و«سلمنصر»، ودمراها وسبيا أهلها، ثم بعد ذلك بمدة حضر سرجون، وحاصر مدينة السامرة، ثم استولى عليها، ونهبها ونقل أهلها إلى بلاد ميد، وأرسل إلى تلك المدينة بدلهم بأمم من آشوريين وكلدانيين.
الفصل الثالث
في تاريخ مصر وهي في حكم الفرس
(1) العائلة السابعة والعشرون الفارسية
Página desconocida