Ittihaf Abna Casr
إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر
Géneros
هي أن هذا الملك تحارب مع عرب الرعاة فانهزم منهم وفر هاربا إلى بلاد السودان وتزوج بابنة ملكها، فعاد مع عساكر سودانية متحدا مع قواد العساكر المصرية، وقامت الحروب على قدم وساق بين الطرفين، فانهزمت أمة الهكسوس، والتجأت إلى قلعتهم المسماة أواريس فحاصرهم الملك أحميس بها، وتم الأمر أخيرا بخروجهم بشرط أن يأخذوا جميع ما يمتلكونه من بر مصر، وخرجوا منها واقتفى أثرهم إلى أن أدخلهم أرض كنعان، وتخلفت منهم طائفة مكثت بين صحراء مديرية الغربية وفروع النيل الشرقية، وهم القاطنون الآن حول بركة المنزلة، وحرفتهم صيد السمك وقنص الطيور، واجتهد هذا الملك في تشييد العمارات والمباني الجسيمة، وفي ترميم ما دمرته جماعة الرعاة، ويرى اسمه منقوشا في جبل المعصرة، يستفاد منه أن هذا الملك قطع أحجارا من محاجرها وانتخب أحجارها البيضاء لتشييد جملة هياكل ومبان.
ذكر مصر وشوكتها بعد أمة الهكسوس:
قد علمنا أن الملك «أحميس» هو الذي طرد عرب الرعاة، وقد اعتبره المؤرخون مؤسسا لذرية ملوكية وهي العائلة الثامنة عشرة لداعي الانقلاب الذي أحدثه لإجلاء جماعة الرعاة من أرض مصر، وكان كل من جلس على سرير الملك بعد «أحميس» المذكور يعرف باسم «طوطوميس» أو «أمنحتب»، وكانوا ملوكا ذوي غزو وفتوحات، حتى أدخلوا البلاد تحت طاعتهم وقهروا العباد واستولوا على الممالك الواسعة، وافتتح لهم في تاريخ مصر باب عصر جديد كما هو آت.
ذكر الملك أمنحتب الأول:
لما جلس هذا الملك على سرير الملك بعد «أحميس» وسع حدود مملكته في بلاد الأتيوبيا التي كانت تسمى باسم بلاد «الكوش»، ومن وقتئذ صارت كلمة الكوش عنوانا لولي عهد مصر.
ذكر الملك طوطوميس الأول:
لما تولى هذا الملك قويت أطماعه في توسيع دائرة مصر فاستمر يحارب جنوبا وشمالا، فتحارب مع أهل الأتيوبيا، وامتدت حكومته إلى محاجر مدينة «إتبو» بوسط النوبة، بدليل وجود اسمه منقوشا هناك، وفي عصره اتسعت حدود مصر فكانت تمتد جهة الجنوب إلى جبل «إيتا» بالحبشة وجهة الشمال إلى آخر أساكل أهل آسيا، وكانت بلاد الأتيوبيا منبع الثروة المصرية بكثرة بضائعها وصنائعها ومعادنها، وبعد أن أدخل النوبة تحت طاعته ورتب فيها الحكام زحف بجيوشه على القوم القاطنين بين نهر الدجلة والفرات فانتصر عليهم، ولهذا الملك جملة عمارات منها: تشييد جزء من معبد «آمون» بالكرنك، ومسلتان إحداهما بباب المعبد والثانية ضاعت. وفي أيامه جلب المصريون الخيل معهم، ولم تكن معهودة قبل الآن في بر مصر، وتعلموا من «أمة الرطنو» صنع العربات الحربية، وصارت من وقتئذ من المهمات الحربية المصرية، ومع انهزام سكان آسيا وخضوعهم لملك مصر فإنهم حافظوا على قوانينهم ودياناتهم، وانحصرت عبوديتهم في تقديم جزية سنوية لفراعنة مصر.
ذكر طوطوميس الثاني:
في أثناء حكمه أرسل جيوشا لبلاد الشام والأتيوبيا فبايعوه من غير حرب، وقهر الأقطار السودانية التي كانت قائمة، وأدخلهم تحت طاعته، وصير بلادهم من الشلال الأول إلى بلاد الحبشة ولاية مصرية بعد أن كانت مستقلة، وعين عليها مأمورين من طرفه. وتوفي بدون أولاد ذكور فورثه أخوه طوطوميس الثالث، ولكونه قاصرا قامت أخته حعتشبسو بالنيابة عنه.
ذكر الملكة حعتشبسو:
Página desconocida