الإتباع لأبي على القالي
قَالَ أَبُو عَليّ: الإتباع على ضَرْبَيْنِ: فَضرب يكون فِيهِ الثَّانِي بِمَعْنى الأول فَيُؤتى بِهِ تأ ; يدا، لِأَن لَفظه مُخَالف للفظ الأول، وَضرب فِيهِ معنى الثَّانِي غير معنى الأول فَمن الإتباع قَوْلهم: أسوان أتوان، فِي الْحزن، وأسوان من قَوْلهم: أسى الرجل يأسى أسى: إِذا حزن، وَرجل أسيان وأسوان أى حَزِين، وأتوان من قَوْلهم: أتوته أَتَوْهُ، بِمَعْنى أَتَيْته آتيه، وَهِي لُغَة لهذيل، قَالَ قَالَ خَالِد بن زُهَيْر:
(يَا قوم مَا بَال أبي ذُؤَيْب ... كنت إِذا أتوته من غيب)
(يشم عطفي ويمس ثوبي ... كأنني أربته بريب)
وَيَقُولُونَ: مَا أحسن أَتَوْ يدى النَّاقة وأتى يَديهَا، يعنون: رَجَعَ يَديهَا، فَمَعْنَى قَوْلهم: أسوان أتوان: حَزِين مُتَرَدّد يذهب ويجئ من شدَّة الْحزن. وَيَقُولُونَ: عطشان نطشان، فنطشان: مَأْخُوذ من قَوْلهم: مَا بِهِ نطيش، أى مَا بِهِ حَرَكَة، فَمَعْنَاه: عطشان قلق.
وَيَقُولُونَ: خزيان سوآن، فسوآن: مَأْخُوذ من قَوْلهم: سوأة سوآء، أَي أَمر قَبِيح، وَرجل أَسْوَأ وَامْرَأَة سوآء، إِذا كَانَا قبيحين، وَفِي الحَدِيث.
1 / 71
" سَوَاء ولود خير من حسناء عقيم "
وَيَقُولُونَ: شَيْطَان ليطان، فليطان مَأْخُوذ من قَوْلهم: لَاطَ حَبَّة بقلبي يلوط ويليط، أى لصق، وَيُقَال: للْوَلَد فِي الْقلب لوطة، أى حب لازق،
وَيَقُولُونَ: هُوَ ألوط بقلبي مِنْك وأليط، أَي ألزق، وَيُقَال: مَا يليط هَذَا بقلبي، وَمَا يلتاط، أَي مَا يلصق، وَيُقَال: ألاط القَاضِي فلَانا بفلان، أَي ألحقهُ بِهِ، فَمَعْنَى قَوْلهم: شَيْطَان ليطان: شَيْطَان لصوق.
وَيَقُولُونَ: هنئ مرئ، وَهُوَ من قَوْلهم: هنأني الطَّعَام ومرأني، فَإِذا أفردوا لم يَقُولُوا إِلَّا أمرأني، وَلم يَقُولُوا مرأني.
وَيَقُولُونَ: عييي شوي، فالشوي مَأْخُوذ من الشوي: وَهُوَ رذال المَال ورديئة، وَقَالَ الشَّاعِر:
(أكلنَا الشوى حَتَّى إِذا لم نَدع شوى ... أَشَرنَا إِلَى خيراتها بالأصابع)
فَمَعْنَاه: عيي رذل، وَيُمكن أَن يكون مأخوذًا من الشوية، وَهِي بَقِيَّة قوم هَلَكُوا، وَجَمعهَا شوايا، حَدثنِي بِهَذَا أَبُو بكر بن دُرَيْد، وأنشدني:
(فهم شَرّ الشوايا من ثَمُود ... وعَوْف شَرّ منتعل وحافى)
وَيَقُولُونَ: عيي شيي، وشي أَصله شوى، وَلكنه أجْرى على لفظ الأول ليَكُون مثله فِي الْبناء.
وَيَقُولُونَ: عريض أريض، فالأريض: الخليق للخير الْجيد النَّبَات، وَيُقَال: أَرض أريضة، قَالَ الشَّاعِر.
1 / 72
(بِلَاد عريضة وَأَرْض أريضة ... مدافع غيث فِي فضاء عريض)
وَيَقُولُونَ: غنى ملي، وَهُوَ بمعني غَنِي.
وَيَقُولُونَ: خَبِيث نبيث، فالنبيث: يُمكن أَن يكون الَّذِي ينبث شَره أَي يظهره، أَو يكون الَّذِي ينبث أُمُور النَّاس، أَي يستخرجها، وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم: نبثت الْبِئْر أنبثها، إِذا أخرجت نبيثتها وَهُوَ ترابها، وَكَانَ قِيَاسه أَن يَقُول: خَبِيث نابث، فَقيل: نبيث، لمجاورته لخبيث، وَيَقُولُونَ: خَبِيث مجيث، كَذَا حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي بِالْمِيم، وَأَحْسبهُ لُغَة فِي نجيث، أبدل من النُّون ميمًا وَفعل بِهِ مَا فعل بنبيث لما كَانَ فِي مَعْنَاهَا.
وَيَقُولُونَ: خَفِيف ذفيف، والذفيف: السَّرِيع، وَمِنْه سمى الرجل ذفافة، وَيُقَال: ذفف على الجريح: إِذا أجهز عَلَيْهِ.
وَيَقُولُونَ: قسيم وسيم، فالقسيم: الْجَمِيل الْحسن، يُقَال: رجل قسيم وَامْرَأَة قيمَة، والقسام: الْحسن وَالْجمال، وَأنْشد يَعْقُوب:
(يسن على مراغمها القسام ...)
وَقَالَ العجاج:
(وَرب هَذَا الْبَلَد الْمقسم ...)
أَي المحسن، وَقَالَ الشَّاعِر:
1 / 73
(وَيَوْما توافينا بِوَجْه مقسم ... كَأَن ظَبْيَة تعطو إِلَى وارق السّلم)
أَي محسن، والوسيم: الْحسن الْجَمِيل، يُقَال: رجل وسيم وَامْرَأَة وسيمة، والميسم: الْحسن وَالْجمال، قَالَ الشَّاعِر:
(لَو قلت مَا فِي قَومهَا لم تيثم ... يفضلها فِي حسب وميسم)
وَيَقُولُونَ: قَبِيح شقيح، فالشقيح مَأْخُوذ من قَوْلهم: شقيح الْبُسْر إِذا تَغَيَّرت خضرته بحمرة أَو صفرَة، وَهُوَ حِينَئِذٍ اقبح مَا يكون، وَتلك البسرة تسمى شقحة، وَحِينَئِذٍ يُقَال: أشقح النّخل، فَمَعْنَى قَوْلهم: قَبِيح شقيح، متناهى الْقبْح، وَيُمكن أَن يكون بِمَعْنى مشقوح، من قَول الْعَرَب: لأشقحنك شقح الْجَوْز بالجندل، أَي لأكسرنك، فَيكون مَعْنَاهُ قبيحًا مكسورًا.
وَقَالَ اللحياني: شقيح لقيح، فالشقيح هَا هُنَا: المكسور على مَا ذكرنَا، واللقيح: مَأْخُوذ من قَوْلهم: لقحت النَّاقة، ولقح الشّجر، ولقحت الْحَرْب، فَمَعْنَاه: مكسور حَامِل للشر.
قَالَ: وَحكى عَن يُونُس: شقيح نُبيح، فالنبيح: مَأْخُوذ من النباح، وَمَعْنَاهُ: مكسور كثير الْكَلَام.
وَيَقُولُونَ: كثير بثير، فالبثير: هُوَ الْكثير، مَأْخُوذ من قَوْلهم: مَاء بِئْر، أَي كثير، فَقَالُوا بثير لموْضِع كثير، كَمَا قَالُوا: مهرَة مأمورة، وسكة مأبورة، وإنى لآتية بالغدايا والعشايا.
وَيَقُولُونَ: كثير بذير، فالبذير: المبذور، وَهُوَ المفرق.
وَيَقُولُونَ: كثير بجير، فالبجير، لُغَة فِي البجيل، وَهُوَ الْعَظِيم، كَمَا قَالُوا: وجلت مِنْهُ ووجرت مِنْهُ.
1 / 74
وَيَقُولُونَ: بذير عفير، والبذير: المبذور، والعفير: المفرق فِي العفر، وَهُوَ التُّرَاب، أَو المجعول فِي العفر.
وَيَقُولُونَ: ضئيل بئيل، فالبئيل: هُوَ الضئيل، قَالَ أَبُو زيد: بؤل الرجل يبؤل بِآلَة إِذا ضؤل.
وَيَقُولُونَ: شحيح نحيح، فالنحيح: الَّذِي إِذا سُئِلَ عَن الشَّيْء تنحنح من لؤمه.
وَيَقُولُونَ: سليخ مليخ، للَّذي لَا طعم لَهُ، قَالَ الشَّاعِر:
(سليخ مليخ كلحم الخوار ... فَلَا أَنْت حُلْو وَلَا أَنْت مر)
فالسليخ: المسلوخ الطّعْم، والمليخ: المملوخ، وَهُوَ المنزوع الطّعْم، مَأْخُوذ من قَوْلهم: ملخت اللَّحْم من فَم الدَّابَّة، وملخت اليربوع من الْجُحر، وملخت قَضِيبًا من الشَّجَرَة، إِذا نَزَعته نزعًا سهلًا، والملخ فِي السّير: السهل مِنْهُ. وَيَقُولُونَ: فَقير وقير، فالوقير: الموقور، من قَوْلهم: وقرت الْعظم أقره، والوقرة: الهزمة فِي الْعظم، أنشدنا أَبُو بكر بن دُرَيْد:
(رَأَوْا وقرة فِي الْعظم منى فبادروا ... بهَا وعيها لما رأونى أخيمها)
الوعي: أَن ينجبر الْعظم على غير اسْتِوَاء، والوعى أَيْضا: الْقَيْح والمدة، يُقَال: وعى الْجرْح يعى وعيًا: إِذا سَالَ مِنْهُ الْقَيْح والمدة، وَالْقَوْل الثَّانِي لأبي زيد، وَأنْشد:
(كَأَنَّمَا كسرت سواعده ... ثمَّ وعى جبرها فَمَا التأما)
وأخيمها: أجبن عَنْهَا، يُقَال: خام: إِذا جبن.
1 / 75
وَيَقُولُونَ: مليح قزيح، وأصل هذَيْن الحرفين فِي الطَّعَام، فالقزيح: المقزوح، والمقزوح: الَّذِي فِيهِ الأقزاح، والأقزاح: الأبزار، وَاحِدهَا قزَح، ومليح: بِمَعْنى مملوح، من قَوْلهم: ملحت الْقدر أملحها إِذا جعلت فِيهَا الْملح بِقدر، فَمَعْنَى قَوْلهم: مليح قزيح: كَامِل الْحسن، لِأَن كَمَال طيب الْقدر أَن تكون مقزوحة مملوحة.
وَيَقُولُونَ: مضيع مسيع، والاساعة: الاضاعة، وناقة مسياع، إِذا كَانَت تصبر على الإضاعة والجفاء، وَمعنى أساع ألْقى فِي السياع وَهُوَ الطين، قَالَ القطامى:
(كَمَا طينت بالفدن السياعا ...)
وَالْأَصْل فِيهِ مَا أَنْبَأتك، ثمَّ كثر حَتَّى قيل: لكل مضياع: مسياع، وَلكُل مضيع: مسيع.
وَيَقُولُونَ: وحيد قحيد، وَوَاحِد قاحد، وَهُوَ من قَوْلهم: قحدت النَّاقة، إِذا عظم سنامها، والقحدة: السنام، وَيُقَال: أقحدت أَيْضا، فَمَعْنَاه: أَنه وَاحِد عَظِيم الْقدر والشأن فِي شَيْء وَاحِد خَاصَّة.
وَيَقُولُونَ: أشر أفر، فالأشر: البطر المرح، وَكَذَلِكَ الأفر عِنْد ابْن الْأَعرَابِي فَأَما الأفر والأفور: فالعدو، يُقَال: أفر يأفر أفرًا.
1 / 76
وَيَقُولُونَ: هذر مذر، فالهذر: الْكثير الْكَلَام، والمذر: الْفَاسِد، مَأْخُوذ من قَوْلهم: مذرت الْبَيْضَة تمذر مذرًا، إِذا فَسدتْ، ومذرت معدته أَيْضا
وَيَقُولُونَ: لحز لصب، فاللحز: الْبَخِيل، واللصب: الَّذِي لزم مَا عِنْده، مَأْخُوذ من قَوْلهم: لصب الْجلد بِاللَّحْمِ يلصب لصبًا، إِذا لصق بِهِ من الهزال، وَقَالَ أَبُو بكر بن دُرَيْد: لصب السَّيْف يلصب لصبًا، إِذا نشب فِي جفْنه فَلم يخرج.
وَيَقُولُونَ: حقر نقر، وحقير نقير، وحقر نقر، وأصل هَذَا فِي الْغنم وَالْبَقر، فالنقر: الَّذِي بِهِ النقرة، وَهُوَ دَاء يَأْخُذ الشَّاة فِي شاكلتها ومؤخر فخديها، فيثقب عرقوبها وَيدخل فِيهِ خيط من عهن وَيتْرك مُعَلّقا، وَإِذا كَانَت الشَّاة كَذَلِك كَانَت هينة على أَهلهَا، قَالَ المرار الْعَدْوى:
(وحشوت الغيظ فِي أضلاعه ... فَهُوَ يمشي حظلانًا كالنقر)
الحظلان: أَن يمشي رويدًا ويظلع، يُقَال: قد حظلت تحظل حظلًا، إِذا ظلعت، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي. شَاة حظول، إِذا ورم ضرْعهَا من عِلّة فمشت رويدًا وظلعت، وأصل الحظل: الْمَنْع، وَأنْشد يَعْقُوب:
(تعرني الحظلان أم محلم ... فَقلت لَهَا: لم تقذفيني بدائيا)
(فَأَنِّي رَأَيْت الصامرين مَتَاعهمْ ... يذم ويفنى فار ضخى من وعائيًا)
(فَلَنْ تجديني فِي الْمَعيشَة عَاجِزا ... وَلَا حصرمًا خبا شَدِيدا وكائيًا)
1 / 77
الصامرين: المانعين الباخلين، يُقَال: صمر يصمر صمورًا، إِذا بخل، والحصرم: الْبَخِيل أَيْضا، وأصل الحصرمة: شدَّة الفتل، يُقَال: حصرم حبله وحصرم فوسه: إِذا شدّ وترها.
وَيُقَال: حظلت عَلَيْهِ، وحجرت عَلَيْهِ، وحصرت عَلَيْهِ، وَقَالَ يَعْقُوب: الحظلان: مَشى الغضبان، وَقَالَ يَعْقُوب: قَالَ الغنوي: عنز نقرة، وتيس نقر، وَلم أر كَبْشًا نقرًا، وَهُوَ ظلع يَأْخُذ الْغنم، ثمَّ قيل لكل حقير متهاون بِهِ: حقر نقر، وحقير نقير، وحقر نقر، وَيجوز أَن يُرَاد بِهِ النقير الذى فِي النواة، فَيكون مَعْنَاهُ حَقِيرًا متناهيًا فِي الحقارة، وَالْمذهب الأول أَجود.
وَيَقُولُونَ: ذهب دَمه خضرًا مضرًا، وخضرا مضرًا، أى بَاطِلا، فالخضر: الْأَخْضَر، وَيُقَال: مَكَان خضر، وَيُمكن أَن يكون مُضر لُغَة فِي نضر، وَيكون معنى الْكَلَام: أَن دَمه بَطل كَمَا يبطل الْكلأ الَّذِي يحصده كل من قدر عَلَيْهِ، أَو يُمكن أَن يكون خضر من قَوْلهم: عشب أَخْضَر، إِذا كَانَ رطبا، وَمُضر: أَبيض، لِأَن المضر إِنَّمَا سمى مضرًا لبياضه، وَمِنْه مضيرة الطبيخ، فَيكون مَعْنَاهُ أَن دَمه بَطل طريًا، فَكَأَنَّهُ لما لم يثأر بِهِ فيراق لأَجله الدَّم بقى أَبيض، وَقَالَ بعض اللغويين: الخضرة: بقيلة، وَجَمعهَا خضر، وَأنْشد فِيهِ بَيْتا لِابْنِ مقبل:
(تقتادها فرج ملبونة خنف ... ينفخن فِي برعم الحوذان وَالْخضر)
وَيَقُولُونَ: شكس لكس، فالشكس: السَّيئ الْخلق، واللكس: العسير وَيَقُولُونَ: رطب صقر مقرّ، فالصقر: الْكثير الصَّقْر، وصقره: عسله، وَالْمقر: المنقوع فِي الْعَسَل ليبقى، وكل شَيْء أنقعته فِي شَيْء فقد مقرته، وَهُوَ
1 / 78
ممقور ومقير، وَمِنْه السّمك الممقور، وَهُوَ الَّذِي أنقع فِي الْخلّ.
وَيَقُولُونَ: سغل وغل، قَالَ: السغل: المضطرب الْأَعْضَاء السَّيئ الْخلق، كَذَا قَالَ الْأَصْمَعِي، وَقَالَ غَيره: السغل: السَّيئ الْغذَاء، فَأَما الوغل: فالسيئ الْغذَاء، لَا أعرف فِيهِ اخْتِلَافا، والوغل فِي قَول أبي زيد: المقصر، وَفِي قَول الْأَصْمَعِي: الدَّاخِل فِي قوم لَيْسَ مِنْهُم.
وَيَقُولُونَ: سمج لمج، فاللمج: الْكثير الْأكل الَّذِي يلمج كل مَا وجده، أَي يَأْكُلهُ، قَالَ لبيد:
(يلمج البارض لمجًا فِي الندى ... من مرابيع رياض وَرجل)
وَيَقُولُونَ: ثقف لقف، وثقف لقف، واللقف: الْجيد الألتقاف. وَيَقُولُونَ: وتح شقن، ووتح شقن، ووتيح شقين، فالوتح: الْقَلِيل، والشقن مثله، وَيُقَال: وَتَحْت عطيته، وشقنت، وأشقنتها أَنا.
وَيَقُولُونَ: عَابس كابس، فالعابس: من عبوس الْوَجْه، وكابس يكبس.
وَيَقُولُونَ: حائر بائر، فالحائر: المتحير، والبائر الْهَالِك، والبوار: الْهَلَاك، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: رجل بائر وبور (بِضَم الْبَاء) أى هَالك، قَالَ ابْن الزِّبَعْرَى:
(يَا رَسُول المليك إِن لساني ... راتق مَا فتقت إِذْ أَنا بور)
وَيكون البائر: الكاسد، من قَوْلهم: بارت السُّوق إِذا كسدت وَيَقُولُونَ: حاذق باذق، فباذق: يُمكن أَن يكون لُغَة فِي باثق، كَمَا قَالُوا: قرب حثحاث، وحذحاذ، ونبيثة ونبيذة، لتراب الْبِئْر، فَكَأَن الأَصْل.،
1 / 79
وَالله أعلم: أَن رجلا سقى فأجاد وَأكْثر، فَقيل: حاذق باذق، أى حاذق بالسقى باثق للْمَاء.
وَيَقُولُونَ: حَار يار، وحران يران، وحار جَار، فالجار: الَّذِي يجر الشَّيْء الَّذِي يُصِيبهُ من شدَّة حراراته، كَأَنَّهُ يَنْزعهُ ويسلخه مثل اللَّحْم إِذا أَصَابَهُ أَو مَا أشبهه، وَيُمكن أَن يكون جَار: لُغَة فِي يار، كَمَا قَالُوا: الصهاريج والصهاري، وصهريج وصهري، وصهري لُغَة تَمِيم، وكما قَالُوا: شيرة للشجرة، وحقروه فَقَالُوا: شييرة، قَالَ الرياشي: قَالَ أَبُو زيد: كُنَّا يَوْمًا عِنْد الْمفضل وَعِنْده الْأَعْرَاب، فَقلت: أَيهمْ يَقُول: شيرة؟ فقالوها، فَقلت لَهُ قل لَهُم يحقرونها، فَقَالُوا: شييرة.
وحَدثني أَبُو بكر بن دُرَيْد، قَالَ: حَدثنِي أَبُو حَاتِم، قَالَ سَمِعت أم الْهَيْثَم تَقول: شيرة، وأنشدت:
(إِذا لم يكن فيكُن ظلّ وَلَا جنى ... فأبعدكن الله من شيرات)
فَقلت: يَا أم الْهَيْثَم صغريها، فَقَالَت: شيرة.
وَيُمكن أَن يَكُونُوا أبدلوا من الْحَاء هَاء، كَمَا قَالُوا: مدحته ومدهته، والمدح والمده، ثمَّ أبدلوا من الْهَاء يَاء، كَمَا أبدلوا فِي هَذِه وهذي، وَهَذَا الْإِبْدَال قَلِيل فِي كَلَامهم، فقد حكى الرُّؤَاسِي عَن الْعَرَب أَنهم يَقُولُونَ: باقلاء هار.
وَيَقُولُونَ: خاسر دابر، وخاسر دامر، وخسر دمر، وخسر دبر، فالدابر: يُمكن أَن يكون لُغَة فِي الدامر وَهُوَ الْهَالِك، وَيُمكن أَن يكون الدابر: الَّذِي يدبر الْأَمر، أَي يتبعهُ ويطلبه بعد مَا فَاتَ وَأدبر، وَمِنْه قيل لهَذَا
1 / 80
الْكَوْكَب الَّذِي بعد الثريا: الدبران، لِأَنَّهُ يدبر الثريا، وَمِنْه الرأى الدبرِي، وَهُوَ الَّذِي لَا يَأْتِي إِلَّا عَن دبر، يُقَال فلَان لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دبريًا، أَي فِي آخرهَا، وَيُمكن أَن يكون الدابر: الْمَاضِي الذَّاهِب، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(وَأبي الَّذِي ترك الْمُلُوك وجمعهم ... بصهاب هامدة كأمس الدابر)
أَي الذَّاهِب الْمَاضِي:
وَيَقُولُونَ: ضال تال، فالتال: الَّذِي يتل صَاحبه، أَي يصرعه، كَأَنَّهُ يغويه، فيلقيه فِي هلكة لَا ينجو مِنْهَا، وَمِنْه قَوْله ﷿: " وتله للجبين "، وَقَالَ أَبُو بكر بن دُرَيْد: كل شَيْء أَلقيته على الأَرْض مِمَّا لَهُ جثة فقد تللته، وَمِنْه سمى التل من التُّرَاب، وَقَالَ بعض أهل الْعلم: رمح متل، إِنَّمَا هُوَ مفعل من التل، وَأنْشد:
(فر ابْن قهوس الشجاع ... بكفه رمح متل)
(يعدو بِهِ خاطئ ... البضيع كَأَنَّهُ سمع أزل)
الخاطى: الْكثير اللَّحْم، والبضيع: اللَّحْم. وَيَقُولُونَ: جَائِع نائع، فالنائع فِيهِ وَجْهَان: يكون المتمايل، أنْشد أَبُو بكر ابْن دُرَيْد:
(مِثَاله مثل الْقَضِيب النائع ...)
وَيكون: العطشان، وقرأت على أَحْمد بن عبد الله بن مُسلم بن قُتَيْبَة، عَن أَبِيه:
(لعمر بني شهَاب مَا أَقَامُوا ... صُدُور الْخَيل والأسل النياعا)
1 / 81
يَعْنِي الرماح العطاش. وَيَقُولُونَ: سادم نادم، فالسادم: المهموم، وَيُقَال: الحزين، وَيُقَال: السدم: الْغَضَب مَعَ هم، وَيُقَال: غيظ مَعَ حزن.
وَيَقُولُونَ: تافه نافه، فالتافه: الْقَلِيل، والنافه: الَّذِي يعي صَاحبه، أنْشد أَبُو زيد:
(وَلنْ أَعُود بعْدهَا كريًا ... أمارس الكهلة والصبيا)
(والعزب المنفة الأميا ...)
وَقَالَ الْأُمِّي: العي الْقَلِيل الْكَلَام، والمنفة: الَّذِي قد نفهه السّير: أَي أعياه وَيكون النافه: المعي فِي نَفسه.
وَيَقُولُونَ: أَحمَق تاك وفاك، فتاك من قَوْلهم: تَكُ الشَّيْء يتكه تكا، إِذا وَطئه حَتَّى يشدخه، وَلَا يكون ذَلِك الشَّيْء إِلَّا لينًا مثل الرطب والبطيخ وَمَا أشبههما، والأحمق: مولع بِوَطْء أمثالهما، وفاك: من الفكة، وَهُوَ: الضعْف، قَالَ الشَّاعِر.
(الحزم وَالْقُوَّة خير من الْأُم ... دهان والفكة والهاع)
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: شيخ تاك وفاك، فَمَعْنَاه: أَن الشَّيْخ لضَعْفه إِذا وطئ لم يقدر أَن يشدخ غير الشَّيْء اللين، وفاك: هرم، وَقد فك يفك فكا وفكوكا، فَهُوَ فَاك، وَيُقَال: عنز فاكة، ونعجة فاكة.
وَيَقُولُونَ سَائِغ لائغ، وسيغ ليغ: فاللائغ: الَّذِي لَا يتَبَيَّن نُزُوله فِي الْحلق من سهولته، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأليغ: الَّذِي لَا يبين الْكَلَام، وَامْرَأَة
1 / 82
ليغاء، فأصلها من لاغ يليغ.
وَيَقُولُونَ: مائق دائق، فالدائق: الْهَالِك حمقًا، كَذَا قَالَ أَبُو زيد: فَأَما الدانق (بالنُّون): فالساقط المهزول من الرِّجَال، كَذَا قَالَ أَبُو عَمْرو وَأنْشد:
(إِن ذَوَات الدل والبخانق ... قتلن كل وامق وعاشق)
(حَتَّى ترَاهُ كالسليم الدانق ...)
قَالَ أَبُو عَليّ: البخانق، البراقع الصغار وَاحِدهَا بخنق. وَيَقُولُونَ: عك أك، فالعك والعكة والعكيك: شدَّة الْحر، والأك والأكة: الْحر المحتدم، يُقَال: يَوْم ذُو أك، والأك أَيْضا: الضّيق، قَالَ رؤبة:
(تفرجت أكاته وغممه ... من مستثير لَا يرد قسمه)
وَيُقَال: أكة يؤكه أكا: إِذا زحمه، والزحام تضييق.
وَيَقُولُونَ: كز لز، فاللز: اللاصق بالشي، من قَوْلهم: لززت الشَّيْء بالشَّيْء، إِذا أَلْصَقته بِهِ وقرنته إِلَيْهِ، وَالْعرب تَقول: هُوَ لزاز شَرّ، ولزيز شَرّ، ولز شَرّ.
وَيَقُولُونَ: فدم لدم، فالقدم: العيي البليد، وَيُقَال الجبان، واللدم، الملدوم، وَهُوَ الملطوم، كَمَا قَالُوا: مَاء سكب، أَي مسكوب، وَدِرْهَم ضرب، أَي مَضْرُوب، أبدلت الطَّاء دَالا لتشاكل كل الْكَلَام.
وَيَقُولُونَ: رغمًا دغمًا سنغمًا، فالدعم والدغمة: أَن يكون وَجه الدَّابَّة وجحافلها تضرب إِلَى السوَاد وَيكون وَجههَا مِمَّا يَلِي جحافها أَشد سوادًا من سَائِر جَسدهَا، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أرغمه الله وسود وَجهه، وَيُمكن أَن يكون الدغم:
1 / 83
الدُّخُول فِي الأَرْض، فَيكون من قَوْلهم: أدغمت الْحَرْف فِي الْحَرْف، وأدغمت اللجام فِي فَم الْفرس، فَأَما شنغم فَلَا أعرف لَهُ اشتقاقًا، وَسَأَلت عَنهُ جَمِيع شُيُوخنَا فَلم أجد أحدا يعرفهُ، وَقد ذكره سِيبَوَيْهٍ فِي الْأَبْنِيَة، وَكَانَ مَشَايِخنَا يَزْعمُونَ أَن كثيرا من أهل النَّحْو صحف فِي هَذَا الْحَرْف فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ: شنغم (بِالْعينِ غير الْمُعْجَمَة)، وَالَّذِي روى ذَلِك لَهُ وَجه من الِاشْتِقَاق، وَهُوَ أَن تجْعَل الْمِيم زَائِدَة - كَمَا أَنَّهَا فِي رزقم وستهم وجلهمة - وَيكون إشتقاقه من الشناعة، كَأَنَّهُ قَالَ: أرغمه الله وأدغمه الله وشنع بِهِ، وَيَقُولُونَ: فعلت ذَلِك على رغمه وشنعه.
وَيَقُولُونَ: رطب ثعد معد، فالثعد: اللين، والمعد: الْكثير اللَّحْم الغليظ، وَكَانَ أَبُو بكر بن دُرَيْد يَقُول إشتقاق الْمعدة من هَذَا، وَيُمكن أَن يكون الْمعد: الممعود، وَهُوَ المنزوع الْمَأْخُوذ، فأقيم الْمصدر مقَام الْمَفْعُول - كَمَا قَالُوا: هَذَا دِرْهَم ضرب الْأَمِير، أَي مَضْرُوب الْأَمِير - وَيكون من قَوْلهم: معدت الشَّيْء إِذا نَزَعته واقتلعته. وَيَقُولُونَ: مَرَرْت بِالرُّمْحِ، وَهُوَ مركوز فامتعدته، فَيكون مَعْنَاهُ على هَذَا: رطب لين منزوع من الشّجر لوقته.
وَيَقُولُونَ: أَحمَق بلغ ملغ، قَالَ أَبُو زيد: البلغ الَّذِي يسْقط فِي كَلَامه كثيرا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي. يُقَال: بلغ وَبلغ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة. البلغ: البليغ (بِفَتْح الْبَاء)، وَقَالَ غَيره: البلغ والبلغ: الَّذِي يبلغ مَا يُرِيد من قَول أَو فعل، والملغ: الَّذِي لَا يبالى مَا قَالَ وَمَا قيل لَهُ، هَكَذَا قَالَ أَبُو زيد، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة. الملغ: الشاطر: وَأَبُو مهدى الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي سمى عَطاء ملغًا.
وَيَقُولُونَ: حسن بسن، قَالَ أَبُو عَليّ: يجوز أَن تكون النُّون فِي بسن
1 / 84
زَائِدَة كَمَا زادوا فِي قَوْلهم: امْرَأَة خلبن، وَهِي الخلابة، وناقة علجن من التعلج وَهُوَ الغلظ، وَامْرَأَة سمعنة نظرنه، وسمعنه نظرنة، إِذا كَانَت كَثِيرَة النّظر وَالِاسْتِمَاع، فَكَانَ الأَصْل فِي بسن بسا، وبس مصدر بسست السويق أبسه بسا فَهُوَ مبسوس، إِذا لتته بِسمن أَو زَيْت ليكمل طيبه، فَوضع البس مَوضِع المبسوس وَهُوَ الْمصدر، كَمَا قلت: هَذَا دِرْهَم ضرب الْأَمِير، تُرِيدُ مضروبه، ثمَّ حذفت إِحْدَى السينين تَخْفِيفًا وَزيد فِيهِ النُّون وَبنى على مِثَال حسن، فَمَعْنَاه: حسن كَامِل الْحسن، وَأحسن من هَذَا الْمَذْهَب الَّذِي ذَكرْنَاهُ أَن تكون النُّون بَدَلا من حرف التَّضْعِيف، لِأَن حُرُوف التَّضْعِيف تبدل مِنْهَا الْيَاء مثل تظنيت وتقضيت وأشباههما - مِمَّا قد مضى - فَلَمَّا كَانَت النُّون من حُرُوف الزِّيَادَة كَمَا أَن الْيَاء من حُرُوف الزِّيَادَة وَكَانَت من حُرُوف الْبَدَل كَمَا أَنَّهَا من حُرُوف الْبَدَل، أبدلت من السِّين، إِذْ مَذْهَبهم فِي الِاتِّبَاع أَن تكون أَوَاخِر الْكَلم على لفظ وَاحِد، مثل القوافي والسجع، ولتكون مثل حسن.
وَيَقُولُونَ: حسن قسن، فَعمل بقسن مَا عمل ببسن على ماذكرنا، والقس تتبع الشَّيْء وَطَلَبه، فَكَأَنَّهُ: حسن مقسوس، أى متبوع مَطْلُوب.
وَمن الإتباع قَوْلهم: لحْمَة خظا بظا، وبظا بِمَعْنى خظا، وَهُوَ كَثْرَة اللَّحْم، وَيَقُولُونَ: بظا يبظو: إِذا كثر لَحْمه، فَأَما قَول الرجل لأبي الْأسود: حظيت وبظيت، فَيمكن أَن يكون من هَذَا، أى زَادَت عِنْده.
وَسُئِلَ ابْن الْأَعرَابِي عَن قَول النَّبِي ﷺ َ -: " الصدوق يُعْطي ثَلَاث خِصَال: الهيبة والملحة والمحبة " فَقَالَ: يُمكن أَن تكون الملحة من قَوْلهم: تملحت الْإِبِل، إِذا سمنت، فَكَأَنَّهُ يُعْطي الزِّيَادَة وَالْفضل.
وَيَقُولُونَ: أَجْمَعُونَ أكتعون، فأكتعون بِمَعْنى أَجْمَعِينَ، وَقَالَ أَبُو بكر ابْن دُرَيْد: كتع الرجل إِذا تقبض وانضم، قَالَ: وَيُقَال: كتع كتعًا،
1 / 85
إِذا شمر فِي أمره، فَيجوز أَن يكون: جَاءُوا أَجْمَعِينَ منضمين بَعضهم إِلَى بعض
وَيَقُولُونَ. أَجْمَعُونَ أبصعون، فأبصعون: من قَوْلهم تبصع الْعرق، إِذا سَالَ وَرشح، وَقد روى بَيت أبي ذُؤَيْب.
(إِلَّا الْحَمِيم فَإِنَّهُ يتبصع ...)
أى يسيل سيلانًا لَا يَنْقَطِع، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَجْمَعُونَ متتابعون لَا يَنْقَطِع بَعضهم عَن بعض كالشيء السَّائِل.
وَيَقُولُونَ. ضيق ليق، فالضيق: اللاصق لما تضمنه من ضيق، والليق: مَأْخُوذ من قَوْلهم: لاقت الدواة إِذا التصقت، ولاقت الْمَرْأَة عِنْد زَوجهَا: أى لصقت بِقَلْبِه، قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أعرف ضيق عيق، قَالَ أَبُو عَليّ: فَإِن قيل: ضيق عيق، فَهُوَ صَوَاب، لأَنهم يَقُولُونَ: مَا لاقت الْمَرْأَة عِنْد زَوجهَا وَلَا عاقت، أَي لم تلصق بِقَلْبِه.
وَيُقَال. عفريت نفريت، وعفرية نفرية، فعفريت: فعليت من العفر يُرِيدُونَ بِهِ شدَّة العفارة، وَيُمكن أَن يكون عفريت: فعليتًا من العفر وَهُوَ التُّرَاب، كَأَنَّهُ شَدِيد التعفير لغيره، أَي التمريغ لَهُ، ونفريت: فعليت، من النفور، وَيُمكن أَن يَكُونُوا أَرَادوا شَدِيد النفور، وَيُمكن أَن يَكُونُوا أَرَادوا شدَّة التنفير لغيره.
1 / 86
وَيُقَال: إِنَّه لمعفت ملفت، فالمعفت: الَّذِي يعفت الشَّيْء أَي يدقه ويكسره، يُقَال: عفت عظمه إِذا كَسره، والملفت مثله فِي الْمَعْنى، يُقَال: ألفت عظمه إِذا كَسره، وَيجوز أَن يكون الملفت: الَّذِي يلفت الشَّيْء أَي يلويه، يُقَال: لفت رِدَائي على عنقِي، وَأنْشد أَبُو بكر بن دُرَيْد.
(أسْرع من لفت رِدَاء المرتدي)
\ يُقَال: لفت الشَّيْء إِذا عصدته، وكل معصود ملفوت، وَمِنْه اللفيته وَهِي العصيدة، والعصد: اللى.
وَيَقُولُونَ: سبحل ربحل، فالسبحل: الضخم، يُقَال: سقاء سبحل وسحبل وسبحلل، قَالَ الْأَصْمَعِي: ونعتت امْرَأَة من الْعَرَب ابْنَتهَا، فَقَالَت:
(سبحلة ربحلة ... تنمى نَبَات النَّخْلَة)
وَقَالَ أَبُو زيد: الربحلة: الْعَظِيمَة الجيدة الْخلق فِي طول، وَقيل لِابْنِهِ الخس. أى الْإِبِل خير! فَقَالَت: السبحل الربحل، الرَّاحِلَة الْفَحْل، والربحل مثل السبحل فِي الْمَعْنى، وَمِنْه قَول عبد الْمطلب لسيف:
(وملكا ربحلا ... يُعْطي عَطاء جزلا)
يُرِيد: ملكا عَظِيما.
وَيَقُولُونَ فِي صفة الذِّئْب: سملع هملع، والهملع: السَّرِيع، وَكَذَلِكَ السملع. أَنْشدني أَبُو بكر بن دُرَيْد لبَعض الرجاز:
(مثلى لَا يحسن قَول فع فع ... وَالشَّاة لَا تمشي على الهملع)
تمشي: تنمى، قَالَ: والعفعفة: زجر من زجر الْغنم.
وَيَقُولُونَ. هولك أبدا سمدًا سرمدًا، وَمَعْنَاهَا كلهَا وَاحِد.
1 / 87