221

وكذلك حال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وغيرهما من فقهاء الصحابة ، وكذلك كل موقف لعلي عليه السلام في الحروب ، لا يكاد يثبت إلا من طريق الآحاد ، ثم يجعل الضروري أنه كان شجاعا .

وكذلك حال الزبير ، وأبي دجانة ، وغيرهما من الشجعان من الصحابة ، وغيرهم .

وهذه الطريقة هي التي اعتمدها أصحابنا ، في إثبات إجماع الصحابة على القول بالقياس وخبر الواحد .

وبمثل هذه الطريقة يعلم جود الأجواد ، وبخل البخلاء ، وسير الملوك في العدل والظلم ، فيجب على ما بيناه أن تكون هذه الأخبار الواردة في معجزات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن لم يكن كل واحد منها واردا موردا يوجب العلم بجملتها ، موجبة للعلم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم كانت تظهر عليه آيات ناقضة للعادة .

فإن قيل: إن هذه الأخبار لم ينقلها إلا من كان مصدقا به صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا يمنع الاعتماد عليها !!

قيل له: الإعتبار في إيجاب الأخبار للعلم لا يرجع إلى أحوالهم في باب الديانات ، وإنما يرجع إلى أحوالهم في الكثرة ، وكونهم عالمين صرفة بما يخبروا به ، أو استحالة التواطؤ منهم على وضع ما يخبرون به ، فوجب بذلك سقوط هذا السؤال .

على أن هذا السائل لا يخلو:

Página 276