Prueba de la Profecía del Profeta
إثبات نبوة النبي
Géneros
فإن قيل: ما تنكرون على من قال لكم: يجوز أن تكون أكثر هذه الصناعات لم تبلغ الغاية برجل واحد ، لأن العناية بها لم تتم ، والدواعي إليها لم تقو ، والبواعث عليها لم تتوفر . وإذا كان كذلك ، جاز أن تكون دواعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى إيراد القرءان على هذه الصفة توفرت ، وبواعثه عليه قويت ، فأتى به ، وإن لم يتفق لأحد قبله ما جرى هذا المجرى ، ومتى جوزتم ذلك بطل ما اعتمدتموه من أنه وقع على وجه انتقضت به العادة ؟
قيل له: هذا الذي ذكرتموه مما لا نجيزه ، لأن تجويز مثله يؤدي إلى أن يلتبس ما هو متعذر ، بما لا يتعذر ، وإلى أن لا يكون بينهما فرق ، وقد ثبت الفرق بينهما . فوجب بطلان هذا السؤال .
ألا ترى أن ذلك لو جاز لجاز لقائل أن يقول: جوزوا أن يكون واحد من الأطباء لم تقو عنايته ، ولم تتوفر بواعثه ، حتى يبلغ إلى حيث يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، وأنه لا يستحيل أن يبلغ بعض الأطباء بعنايته ، ووفور دواعيه ، وقوة بواعثه .
ولجاز للآخر أن يقول: جوزوا أن يكون واحد (¬1) من السحرة المشعبذين لم تبلغ به قوة دواعيه وبواعثه إلى أن يبلغ مبلغا ، ثم إن قلب العصا حية ضرب من الحيل ، وأنه من الجائز المتوهم أن يبلغه بعض السحرة والمشعبذين ، وكذلك يجوز ذلك في سائر الصناعات ، فلما علمنا بطلان قول من يجيز ذلك ويشك فيه ، وجب بطلان ما سأل عنه السائل في هذا الباب .
Página 169