============================================================
كتاب اثيات النبومات لعم عقيب الآخر ، لان وجوب الشريعة اما هي لاظهار ما فيها من الصلاح السكون لاهل العالم ، فلو توالى اصحاب الشرائع لم يستقم العالم على سياسة واحدة تبطل وجه الحكمة من ذلك ، وكان مثله فيه آذن اكمثل كون الاشخاص وفسادها في وقت وليس في افعال الله فضل اذا الجكيم العليم يضع الشيء موضعه ، وانظر في الابعاد التي وقعت بين الكواكب السيارة من جهة نظمها الطبيعي : لكون لاشخاص المختلفة لظهور حكمة الصانع ، وانما لو كانت جميعها في دائرة واحدة او في دوائر متساوية ، او في حركات مستوية ، لم يظهر منها شيء مما يوجب ظهور حكمة الصانع ، ولكن لما دارت في دوائر كثيرة مختلفة الابعاد والاقطاب(1، في حركات مختلفة الازمان ، وجب ظهور ما يوجب ظهور حكمة الصانع ، كذلك اصحاب الشرائع لما وقع التباعد بين ظهور كل واحد منهم وبين ظهور الآخر ، اختلفت ادوارهم وأوضاعهم ، أوجبت شرائعهم ظهور الحقائق التي ستروها في شرائعهم ، فقد بان وصح ان الحكمة أوجبت ان لا تكون النبوءة متصلة من جهة الشريعة.
الفصل التاسع من المقالة الثانية : * في العلة الي من اجلها رخصوا لأنفسهم ما حظروا على امهم، وحظروا على انفهم ما رخصوا على امهم" ان منزلة الحي الناطق غير المؤيد عند الحي الناطق المؤيد : كمنزلة الحي الحياس غير الناطق عند الحي الحستاس الناطق ، فكما ان الحي الحستاس الناطق حظر على نفسه ما رختص لجي الحستاس غير الناطق في باب الاكل والثرب الجماع والتغوط ، فانه ايضا رختص لنفسه الاستمتاع بالاشياء اللذيذة من الاطعمة الاشربة والملابس والمراكب واقتناء الدور واليساتين ما حظر على من دونه من الحيوان الغير ناطق ، كذلك الحي الناطق المؤيد حظتر على نفسه اشياء في باب التعبد وصلاة اليل ما أباح لامته تركها، ورختص لنفسه اشياء في باب النكاح ما حظتر عليه من مجاوزته عنها الى ما رخصوه لانفسهم ، ليكون فضل الحي الناطق المؤيد على الحي الناطق غير المؤيد ، ولفضل الحي الحستاس الناطق على الحي الحستاس غير الناطق في باب الحظر والإباحة ، فأمر الرسل صلوات الله عليهم ذلك كمثل ناطقنا (1) في نسخة س وردت الاقطار.
Página 96