============================================================
كتاب اثبات النبومات لانب العدل اذا توهم ان بالجبن المعذور . فالعدل اذن يجمع الفضائل كلها . ثم الاحسان بعد العدل يجمع فضائل كثيرة ومصالح جمة (1 ، آذ ان المحسن يستوجب المزيد ممن فوقه ، والشكر ممن دونه ، فهو في كل زيادة يزيد من فوقه : يحس الى من دونه ، فيجد الشكر ممن دونه . وفي كل شكر يجده ممن دونه يحسه على من دونه ، فيجد المزيد ممن فوقه ، فلا يزال ابدا في زيادة يجمع بها صلاح دينه ودنياه، من ترك الاحسان الى من دونه حرم المزيد ممن فوقه ، والشكر ممن دونه ، فلا يزال في انحطاط وانتقال حتى يسقط من مرتبته ويهلكه الله : كما اهلك قارونا حيث لم يحسن الى من أمكنه الاحسان اليهم ، حتى عيره قومه في قوله جل جلاله حكاية نهم: (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخيرة ولا تنس نصيبك مين الدنيا واحتسين كما احسن الله إليك ولا تتبغ الفساد في الأرض إنء الله لا ينحيب المفسدين) ثم ايتاء ذي القربى منه ، فصلحه لكل احد لانه غير ممكن ان يساعد السعادة اهل بيت واحد ، فلا يقع فيه المحتاج الفقير السعيد منهم ايضا ممن لا يأمن (2 على دوائر السعادة ما دام حييا ، واذا اوشك السعيد في وقت ما نيل السعادة وغير السعيد في وقت حرمانها ، كان آمنأ على موآساة السعداء من اهل بيته اياه عند نزول الشقوة به فيكون من ذلك جميع مصالحهم جميعا ، فقد بان ان امر الله يجمع مصالح المأمورين ، فقد من منهم عليهم .
فان قال قائل : ان هذه الاوامر التي ذكرتها انها امر الله ، او هي اوامر عقلية لا يختلج الشك فيها وما دونها من الأوامر الشرعية مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها من الشرائع ، ليس بأوامر عقلية ، فليست بفضل على المأمور به ، قيل له ليست الاوامر شرعية ابعد من الفضل من الأوامر العقلية المحضة ، بل الشرعية افضيل أفضل من العقلية ، والمثل في ذلك إن للانسان من الحيوان الذي دونه اوامر حسية، اوأمر سياسية، امتا الأوامر الحسيتة فمتى ما قدمنا الى الدابة علفها فكأنه امرها بأكله امرما حسيتا ، فإذا قدم الماء اليها يفكأنه امرها بشربه امرا حسيتا ، وإذا اسرجها وألجمها (3 فكأنه امرها امرا سياسيتا ، وإذا كانت الدابة تنكر الامر السيامي (1) في نستة س وردت جمة (2) سقطت في نسخةم.
(3) سقطت في نسخةس.
Página 90