============================================================
المقالة الاولى واتفقت سياسة الرسل لكمالهم ، وتمامية قوتهم المتصلة بهم من العالم الروحاني ، وانما مثل سياسة الرسل ، كمثل الجلآب ، المتخذ بالسكر الطبرزي ، وماء الورد والفائق صلح جميع المرضى ، ويدفع ضرر امراضهم لاعتداله . ومثل سياسة الملوك كمثل بعض الآدوية الي تصلح لبعض الامراض ذون بعض : فاذا حدث مرض آخر مضاد لهذا المرض احتاج الى غيره من الدواء، فقد بان ان الذي يسوس الناس سياسة واحدة هو افضل من الذي يسوسهم سياسات مختلفة ، ولا خلاف ان الفاضل من كل نوع انما يظهر في زمان طويل ، والذي دون الفاضل لا يخلو منه زمان ، والمثل في ذلك انه قد يوجد في كل وقت في الاصداف اللولو الصغار ، والوسط منها ، ولا توجد اللولوة الصافية المدحرجة الا في زمان طويل ، وكذلك الياقوت الصافي . وجميع انواع المعادن ، وأنواع النبات ، وأنواع الحيوان ، حتى قد يضرب المثل ببعضها فيقال : كأنه دابة فلان الملك ، او كأنه فلان الحكيم .
فإذا يجب من هذه المقدمة ان يكون الرسل هم افضل البشر ، اذ وجودهم ليس في كل وقت ، بل في كل الف سنة ، اقل او اكثر ، يظهر الواحد منهم، وان فضائل النفس في الحي الناطق سبع على ما قدمنا القول عليه . وهي : العلم الا ل ال لا ال الا ا ا الا الا الى ما في البشر منها ، والمثل في ذلك علم الرسول صلى الله عليه وآله صار كلا لعلوم امته ، وعلوم امته صارت جزءا لعلمه : اذ من بعده الى يومنا هذا قد استحق اسم11 العالمية ، ومن فضل علمه وآثاره استفاد كثير لا يحصى عددهم ، مع وجود
الهوى * إن مو إلا وحي يوحى {علمه شديد القوى* وهو التالي : وقال في علوم امته ، وما يعلمهم الا قليل ، ثم من بعده العدل ، انما يستحق الانسان ان يسمى عادلا ، اذا كان جاريا على ملة صاحب شريعته ، فصار من اجل هذا عدل الرسول كلأ لعدل امته ، وقد نزه الله جل جلاله الرسل عن الجور فقال: لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * فمن كان عمله (1) ف نخة (1) في نسخة م وردت الاسم.
Página 61