============================================================
كتاب اثيات النبوءات الفصل الثامن من المقالة الاولى : ه في ان افضل المتفاوتين في هذا العالم هو البشر قال الله تعالى ذكره : {ولقد كرمثنا بني آدم وحمكناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم عكى كثير ممتن خلقنا تفضيلا : فالواجب علينا ان ننظر في الفضل الذي ناله اليشر دون سائر مواليد العالم فنقول : ان الفضل الذي خص به البشر سبعة اقسام : لكل سم سبع من الشعب . فالقسم الاول من الفضائل الي خص بها البشر معرفة المبدع بنفي الصفات وترك الإضافات وتنشعب من هذه المعرفة سبع من الفضائل: فالفضيلة الاولى معرفة العلل والمعلولات، فان لم يعرف العلل من المعلولات ، والمعلولات من العلل لم يمكنه معرفة المبدع مجردا بانه لا هو علة ولا معلول . والثانية معرفة العدد والمعدود ، فان لم يعرف صور الاعداد وتناهيها الى الواحد المحض الذي هو علة الاعداد لم يمكته معرفة المبدع مجردا ، باته لا هو عدد ولا هو معدود . والثالثة: معرفة البسيط والمركب . فان لم يعرف العضو الذي بين البسيط والمركب. من ان البسيط غير مركب محدود ، والمركب موصوف ، والبسيط غير موصوف لم يمكنه معرفة المبدع مجردا عن سمات البسيط وصفات المركب . والرابعة : معرفة المتقابلات.
فان لم يعرف المتقابل (1 الذي في الطبع من جهة الوجود والعدم . ومن جهة الاضداد.
و من جهة الاضافة والمتقابل الذي بين اللفظ من جهة النفي والاثبات لم يمكنه معرفة المبدع مجردا عن نعوت المتقابلات . والخامسة : معرفة نفسه ، وما فيه من الطيف والكنيف. وما الذي فيه يشبه البسيط ، فان لم يعرف نفسه وما فيه من الطيف والكثيف، لم يمكنه الترفي الى معرفة العالمين ، وتجريد المبدع عن نعوتهما وصفاتهما . فلهذا المعنى قيل من عرف نفسه فقد عرف خالقه . والسادسة: معرفة مرموزات النفس ما عبره اصحاب النواميس بالالفاظ المختلفة من جهة الاوضاع .
فان لم يقف على كيفية رمز النفس في ذكر الصانع ما يليق بتجريد التوحيد .
لم يمكنه معرفة المبدع منزها عن تلك الالفاظ المتشابهات . والسابعة: براءته من التعطيل ، فان امكنه معرفة العلل : والمعلولات ، والعدد ، والمعدودات ، والبسيط.
والمركب ، والمتقابلات : ومعرفة نفسه : ومعرفة رموزات النفس ، في ذكر الصانع.
(1) في تسخة س وردت القابل.
Página 52