============================================================
كتاب اثبات اننيومات ضياع الحكمة نقص الابداع وليس في الابداع نقص البتة . فإذا ليس للحكمة ضياع ، وإذا لم تكن للحكمة ضياع ، ولم يكن للصور ضياع ، لم يكن لرفع التفاوت عن الاشخاص الحافظة للصور وجه ، والقول في اوضاع علة تفاوت الاشخاص في الوضع والمزاجات من جهة نظم الطبيعة لظهور الحكمة خارج يعن غرض هذا الفصل . ولعلنا نشرح في كتابنا الموسوم - بالكامل 11 ان يستر الله لنا ذلك .
وايضا فقد وجد العالم مستعينا بعضه الى بعض : وباستعانة بعض اركانه ببعض استقامة احوال المواليد الي هي اقصى غاية تقدير المقدر : ومع ذلك فلم توجد الاركان التي هي الاسباب ولا المواليد التي هي الغايات الأ متفاوتة كلها من جهة افعال العالم وقوته الموضوعة فيه . فمن اية قوة من قوى العالم يتوهم رفع التفاوت بها .
وقد وجدت قواه موجبات كلها لاظهار الاشياء المتفاوتة ، وان قيل ان بتلك القوة الي بها يمكن رفع التفاوت ليست من العالم ، فهي اذن خارجة عنه : وان صار جود قوة خارجة عن العالمين بانسهما : كان وجود الباري جل ثناوه الذي هو الامر والابداع ناقصا ، اذ انه ترك قوة خارجة عما جاد به وليس في وجوده نقص ، فليست اذا قوة خارجة عن العالمين بل جميع القوى الظاهرة اظهرها الجود التام في الموجود له .
وما اظهره الجود في الموجود له من القوى موجب كله للتفاوت ليس في واحدة منها قوة يرتفع بها التفاوت . ومن آوجب رفع التفاوت عن العالمين فقد وجب رفع الأيسية عنه ووقوعه في الليسية . اذ ان خروج العالم من ليس الى ايس ، لابداع المبدع اوجب تفاوته مؤيسا ، وغير ممكن ان يصير العالم ليسا . بعد ان كان أيسا بالابداع.
اذا ليس ابداع آخر يجعل الأيس ليسأ ، كما يجعل ابداع المبدع الليس ايسأ فتفهم ذلك.
وا كانت التراكيب هي التي اوجبت تكثير الاعداد ، ولم يستقم امرها الآ من اجل تفاوتها في اوضاعها وأفعالها ، امتا الذي من افعالها فانما استقامت امور العالم بالفعل من الاجرام العلوية ، وبالقبول من الاجرام السفلية ، فلو توهم رفع التفاوت عنه وجعل كله فاعلا او قابلا ، فليس يولد هذه المواليد العجيبة من فاعلين او من قابلين . واما الذي من اجل اوضاعها فنظم الافلاك والكواكب (1) لم يعثر على هذا الكتاب حتى الآن بين مولفات السجستاني .
Página 50