============================================================
كتاب اثبات النيومات ومتفاوت في الأضافة . ومتفاوت في الفعل والقوة . واما المتفاوت من جهة الكم، فكما يتفاوت الصغير عن الكبير ، والقليل عن الكثير . واما المتفاوت من جهة المكان فكما يتفاوت نوع عن نوع مثله ، من جهة المكان ، كتفاوت الثمر عن الشر ، والزبيب عن الزبيب . واما المتفاوت من جهة الزمان ، فكما تتفاوت الاشجار في الربيع من جهة زهورها ر1 ، وثمارها في الخريف من جهة يبسها وجفافها . واما المتفاوت من جهة الإضافة ، فكما يتفاوت السيد عن العبد ، والمالك عن المملوك .
والمتفاوت من جهة الفعل والقوة . فكما يتفاوت الشيء عن شيء آخر مجانس له من خهة فعله ، او من جهة قوته . هذا هو تفاوت الاشياء الجسمانية بالايجاز.
واما المتفاوت في النفس فينقسم الى قسمين : تفاوت انواع الفضيلة عن انواع الرذيلة ، وتفاوت ارباب الفضائل عن ارباب الرذائل . فإما تفاوت انواع الفضيلة عن انواع الرذيلة ، فهو كتفاوت الصدق عن الكذب ، والعدل عن الجور .
والحق عن الباطل ، والامانة عن الخيانة ، والبر عن الفجور ، والعلم عن الجهل ، والحلم عن الغضب ، والخير عن الشير، والشجاعة عن الجبن ، والكرم عن البخل، والعفة عن الشره ، وما اشبهها . واما تفاوت ارباب الفضائل عن ارباب الرذائل.
فكتفاوت العالم عن المتعلم ، اذ ان وجود العلم في نفس العالم اسبق منه ، في نفس المتعلم ، فنال الفضل على المتعلم بالسيف ، وكتفاوت السائس عن المسوس ، فان السائس ابدا فضل السياسة الموجودة فيه على المسوس ، الذي بسياسة السائس له تستقيم احواله : كما استقامت امور البشر بسياسة الرسل ، صلوات الله عليهم، وحسن سيرتهم . وهكذا وقع للسابق الفضل على التالي من جهتين : احداهما من جهة انه سابق على التالي لقبول اثر الوحدة لا بزمان ولا زمان . والجهة الثانية انه م فيد للتالي ، والتالي مستفيد منه ، وللمفيد ابدا فضل الافادة على المستفيد . وهذا اجماع القول في كيفية التفاوت .
(1) في نسخة م وردت زهرتها.
(4) سقطته في تسنةس.
Página 40