============================================================
هي اشرف شيء أرسل الى البشر ، وكل ذلك ببراهين معقولة وأدلة دامغة . وقبل ان ينتقل الى المقالة الثانية يتطرق الى يحث نظرية النبوءة التي اعتقدها وجعلها اساس عقيدته فيقول انها صعبة في نفوس المرتادين على اختلاف هممهم وتباين مزاجاتهم لان المشاركة بين الناس وأصحاب النواميس ظاهرة محسوسة من جهة الخلق والطبع العادات ، والمباينة بينهم معقولة غير محسوسة ؛ ولهذا السبب أنكر اكثرهم النبوءة لانهم قاسوا النبوءة بالمحسوس وأغفلوا المعقول . وينتقل السجستاني ليرد على الفرقة الثانية الي توهمت ان النبوءة لا تصح الا بان يكون النبي قادرا على اظهار الممتنعات فتحسب ان الممتنع ليس من اجل ذاته صار ممتنعا بل من اجل عجزه عن اظهاره.
ويرد على الفرقة الثالثة التي حسبت ان النبوءة تدرك بالتعليم والاجتهاد ويبطل اعتقادها.
ولا يكتفي السجستاني بكل هذا ، بل نراه يأخذ بمناقشة المقرين بالنبوءات فيقسمهم الى فرق ثلاث : الاولى : الحشوية التي تمسكت بالاخبار والروايات من غير وقوف على الحقيقة ؛ والثانية : صاحبة التقليد الى اخترعت من عقولها استنباطات أوهست الضعفاء انها حجج بالغة من غير وقوف على الحقيقة ؛ والثالثة : صاحبة الحقائق التي قبلت الدين من عترة التبي والوصي ، ووضعت الحق في موضعه : فشهدت لها الآقاق والانفس والتراكيب والالفاظ المنطقية على صدق ما ادعته من قبوها النبوءة على يقين وبصيرة .
وعندما ينتقل الى المقالة الثانية يتحدث عن العقل الاول كأول موجود أرسل من الصانع الى المصنوعين . ثم يأخذ في بيان العلة التي لاجلها يختار الله بعض عباده لقيام بالرسالة . وبنتقل بعد ذلك الى الرسل ويناقش كيفية إرسالهم ويفرق بين الانبياء والنطقاء ، لان النطق ، كما يفسره ، قسمان احدهما يتميز به الانسان عن ابهاهم وهو النطق عما في الدنيا والآخرة ، والثاني النطق عما في الدار الآخرة المتمبز به اهل التأييد الذين يتكلمون عمتا وراء الحجاب وهو الذي لا يستطيع الاتيان به الانسان العادي بل يأتي من الانبياء . ويتضح من كتب الاسماعيليين الي بين يدينا انهم اولوا قصص الانبياء لاثبات المقابلة بين عصر كل ناطق وعصر الناطق والنطقاء عند الاسماعيليين هم اطباء النفوس ومنجموها . فكما ان الجسد محتاج الى من يحفظ عليه صححته او يعيدها اليه اذا فقدها ، فهكذا النفوس محتاجة الى من
Página 14