============================================================
القالة الثالثة النبوءة تبلى وتنشى وتبلي الشريعة المتقدمة وتنسخها وتنشئ الشريعة الجديدة ، وانه من بين ليل تسكن فيه الابدان ويستريح من التعب والنصب ، ونهار تتحرك فيه الابدان لطلب المعاش وكل نهار بين ليلتين ليلة متقدمة وليلة متآخرة ، وكل ليل بين نهارين نهار يتقدمه ونهار يتأخره ، كذلك النبوءة بين صامت تسكن النفوس افى دعوته . وتطمئن الى حقائقه، وبين ناطق تضطرب النفوس الى دعوته لطلب علومه وحكمته وان الناطق بين ما يتراءى له من حد التالي في الستر والكمان حظه 1 وهو ليله الذي تقدمه وبين ما يطلع اساسه على حده المخصوص له في الستر والكتمان ايضا وهو ليله الذي يتأخره وكذلك الاساس بين ما ينشثه الناطق اولا في شريعته بالجهر والاعلان فهو نهاره الذتي يقدمه وبين ما يقيم المم بعده لنشر الدعوة بين اهل العالم وهو نهاره الذي يتأخره ، واما زيادة الليل على النهار مرة وزيادة النهار على الليل مرة ، فان النهار اذا كان زائدا على الليل فانه حد الناطق المخصوص به زائد على حد اساسه ولا يبلغ الاساس الى حده الذي اختصه الله به ، واذا كان اليل زائدا على النهار فانه حد الاساس المخصوص به زائد على حد المتم ولا يبلغ المم الى حده الذي خصه الله به .
ومما يرشدك الى ان الزمان هو على حد الناطق ، وانه مضاف اليه اتفاق الناس على هذا القول وهو قوهم زمان صالح وزمان فاسد ، فلو كان الفاسد المراد من ذلك مدة مرور الشمس والقمر والحركات العلوية لكان مرورها وحركاتها في الزمان الفاسد سواء بمرورها وحركاتها في الزمان الصالح ، ولكن المراد بالزمان الصالح ظهور الناطق في العالم الجسماني الذي به صلاح الانفس في معادها ومرجعها11 الى معدنها ، وبالزمان الفاسد ظهور الضعف الذي يصد الناس عن سبل الله ، وهو فساد الانفس في معادها وقد علمك رسول الله صلى الله عليه وآله في انه هو الزمان لقوله ان الزمان قد استدار كافيثة يوم خلق السموات والارض فآراد باستدارة الزمان ظهور حده وشريعته وتنزيله الذي يجمع حدود خلقة السموات والارض وخلق التراكيب . اذا الحدود التي دونه من الاتماء واللواحق ليس لواحد منهم حد يجمع تحت حده خلقة السموات والارض وخلقة التراكيب اذ الحدود التي دونه من الاتماء واللواحق ، كما وقع للناطق عليه السلام وللنطقاء الذين خلوا قبله وأراد ان يعلم الخلق ان حده خلاف حد الاتماء الذين خلوا قبله ، بل هو الذي يجمع بفضل ما اتاه الله من الحكمة ا (1) سقطت في نسنة س.
Página 127