411

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Géneros

على مرة صلى الله عليه بها عشرا» (1)(صلى الله عليه وسلم) تسليما كثيرا.

فصل: وأما السفر إلى عسقلان فى هذه الأوقات فليس مشروعا ولا واجبا ولا مستحبا، ولكن عسقلان كان لسكناها وقصدها فضيلة لما كانت ثغرا للمسلمين يقيم بها المرابطون فى سبيل الله؛ فإنه قد ثبت فى صحيح مسلم عن سلمان عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «رباط يوم وليلة فى سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا مات مجاهدا وأجرى عليه عمله وأجرى عليه رزقه من الجنة وأمن الفتان» (2).

وقال أبو هريرة: لأن أرابط فى سبيل الله أحب إلى من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود.

وكان أهل الخير والدين يقصدون ثغور المسلمين للرباط فيها، ثغور الشام كعسقلان وطرسوس وجبل لبنان وغيرها، وثغور مصر كالاسكندرية وغيرها، وثغور العراق كعبدان وغيرها، فما خرب من هذه البقاع ولم يبق بيوتا كعسقلان لم يكن ثغورا ولا فى السفر إليه فضيلة، وليس فيه أحد من الصالحين المتبسعين الشريعة الإسلام ولكن فيه كثير من الجن، وهم رجال الغيب الذين يرون أحيانا فى هذه البقاع، قال تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (3).

وكذلك الذين يرون الخضر (4) أحيانا : هو جنى رآه، وقد رآه غير واحد ممن أعرفه وقال: إننى الخضر، وكان ذلك جنيا لبس على المسلمين الذى رأوه، وإلا فالخضر الذى كان مع موسى- (عليه السلام)- مات، ولو كان حيا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لوجب عليه أن يأتى إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) ويؤمن به ويجاهد معه؛ فإن

Página 441