Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Géneros
وسبب الكراهة: إما لكونه مأخوذا من الثرب وهو الفساد، أو من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب، وكان (عليه السلام) يحب الاسم الحسن؛ ولهذا سماها (عليه السلام) طابة وطيبة لما فى اسم طيبة من معنى الطيب- وهو موجود فى المدينة حتى ذكروا أنه توجد أبدا رائحة الجنة فى هوائها أو تربتها لموافقتها لقوله تعالى: بريح طيبة (1)، أو لطهارتها من الكفر؛ لقوله تعالى: الطيبات للطيبين (2) الطيب والطاب لغتان بمعنى واحد.
وعن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أمرت بقرية تأكل القرى يقولون لها يثرب» (3).
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: يثرب اسم أرض، ومدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى ناحية منها (4).
وهى اليوم معروفة بهذا الاسم، وفيها نخيل كثيرة ملك لأهل المدينة، وأوقاف للفقراء وغيرهم، وهى غربى مشهد أبى عمارة حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وشرقى الموضع المعروف بالبركة مصرف عين الأزرق الذى ينزلها الركب الشامى فى وروده وصدوره، ويسميها الحجاج عيون حمزة، وكانت يثرب منازل بنى حارثة بن الحارث بطن ضخم من الأوس.
وفى قوله: تأكل القرى وجوه:
أحدها: أنها مركز جيوش الإسلام فى أول الأمر؛ فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها.
والثانى: أن أكلها وميرتها تكون من القرى المفتتحة وإليها يساق غنائمها.
الثالث: أن الإسلام يكون ابتداؤه من المدينة ثم يغلب على سائر القرى ويعلو على سائر الملك؛ فكأنها أتت عليها (5).
Página 302