Preferencia de la verdad sobre la creación en la refutación de las controversias
إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٩٨٧م
Ubicación del editor
بيروت
ثَمُود ثمَّ لما ازْدَادَ الْكفْر ظهورا وانتشارا ابتعث الله ﷿ إِبْرَاهِيم فَدَعَاهُمْ إِلَى الله تَعَالَى وَكسر أصنامهم ونبههم على خطأ أفعالهم وجدد لَهُم الذكرى وَأنزل ﷿ عَلَيْهِ الصُّحُف وَبعث لوطا ﵇ إِلَى قوم مخصوصين حِين ازْدَادَ عتوهم واستحدثوا من الْفَاحِشَة مَا لم يكن قبلهم ثمَّ كَانَت الفترة بَينه وَبَين مُوسَى صلى الله عَلَيْهِمَا نَحْو أَرْبَعمِائَة سنة وَإِنَّمَا كَانَت كَذَلِك وَالله أعلم لِأَن ابراهيم ﷺ مضى وَالْكفْر بَاقٍ بَينهم ظَاهر وَلم تكْثر أَتْبَاعه الْكَثْرَة الظَّاهِرَة على مَا بلغنَا وَبعث الله بعده إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب ﵈ والاسباط وشعيبا قبل مبعث مُوسَى ﵇ وَقبل أَيُّوب وَكَانَ قد بعث قبل مُوسَى ﵇ وتغيرت أَحْوَال بني إِسْرَائِيل وَقل قبُول النَّاس الْحق وَظهر الْكفْر وَبلغ مبلغا لم يكن بلغه من قبل لِأَن فِرْعَوْن ادّعى الربوبية فاستعبد بني إِسْرَائِيل فَعظم الْأَمر وازداد الْكفْر واتسع الْخرق ونسى الْحق فَلذَلِك قصرت مُدَّة هَذِه الفترة حَتَّى بعث مُوسَى ﷺ مَعَ تِلْكَ الْآيَات الْعِظَام كالعصا وَالْيَد الْبَيْضَاء ومجاوزة بني إِسْرَائِيل الْبَحْر بعد أَن انْفَلق فَكَانَ كل فرق كالطود الْعَظِيم وتغريق فِرْعَوْن وَمن مَعَه إِلَى غير ذَلِك من الْحجر الَّذِي انفجرت مِنْهُ الْعُيُون وَمَا كَانَ ظهر قبل ذَلِك من الْجَرَاد وَالْقمل والضفادع وَالدَّم وَغير ذَلِك مِمَّا يطول ذكره وَأنزل عَلَيْهِ التَّوْرَاة وَبَين فِيهَا الْأَحْكَام والحلال وَالْحرَام وَظهر أمره أتم الظُّهُور وَإِنَّمَا كَانَت أَعْلَام مُوسَى أَكثر وآياته أظهر لِأَن بني إِسْرَائِيل كَانُوا وَالله أعلم أَجْهَل الْأُمَم وأغلظهم طبعا وأبعدهم عَن الصَّوَاب وأبلدهم عَن اسْتِدْرَاك الْحق أَلا ترى أَنهم بعد مَا جَاوز الله بهم الْبَحْر وغرق آل فِرْعَوْن وهم ينظرُونَ قَالُوا لمُوسَى حِين مروا على قوم عاكفين على أصنام لَهُم يَا مُوسَى اجْعَل لنا إِلَهًا كَمَا لَهُم آلِهَة وَاتَّخذُوا الْعجل وعبدوه وظنوا أَنه إلههم وإله مُوسَى وَأَنه نسي فبحسب هَذِه الْأَحْوَال اقْتَضَت الْحِكْمَة إِيضَاح الْآيَات والاعلام وتكثيرها لَهُم ثمَّ بعث يُوشَع وَيُونُس ثمَّ بعث دَاوُد وَأنزل عَلَيْهِ الزبُور وَبعث سُلَيْمَان وآتاه الله الْملك مَعَ تِلْكَ الْآيَات الْعَظِيمَة ثمَّ بعث بعده زَكَرِيَّا وَيحيى صلى الله عَلَيْهِم وَكَانَت الفترة بَين مُوسَى وَعِيسَى نَحْو ألفي سنة لعظم آيَات مُوسَى وَعظم الْكتاب الَّذِي أنزل
1 / 75