124

Ithaf Zair

إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

Investigador

حسين محمد علي شكري

Editorial

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Número de edición

الأولى

Géneros

moderno
ومما أظهره الله عز جل من كراماته ﷺ بعد موته، أن الفضل لما كان مع علي ﵄ يصب عليه الماء، جعل الفضل يقول: أرحني أرحني، فإني أجد شيئًا يتنزل على ظهري. ومنها: أنه ﷺ لم يظهر منه شيءٌ مما يظهر من الموتى، ولا تغيرت له رائحة، وقد طال مكثه في البيت قبل أن يدفن، فكان ﷺ طيبًا حيًا وميتًا. ومنها: أنه ﷺ سجته الملائكة. ومنها: ما رواه يونس بن بكير في «السيرة» أن أم سلمة ﵂ قالت: وضعت يدي على رسول الله ﷺ وهو ميت، فجرت علي جمعٌ لا آكل ولا أتوضأ، إلا وجدت ريح المسك في يدي. ومنها: أن عليًا ﵁ نودي وهو يغسله: أن ارفع طرفك إلى السماء. ومنها: أن عليًا والفضل ﵄ لما انتهيا في الغسل إلى أسفله، سمعوا مناديًا يقول: لا تكشفوا عن عورة نبيكم ﷺ. وروينا من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه ﵄ أن النبي ﷺ غسل من بئر غرس، وهي بئرٌ معروفةٌ من آبار المدينة، بغين معجمة مفتوحة وراء ساكنة، وبعدها سين مهملة. قال الواقدي ﵀: كانت منازل بني النضير بناحية الغرس. فلما فرغ من غسله كفن ﷺ، والاختلاف في كفنه كم كان ثوبًا، وفي الذين دخلوا قبره ونزلوا: كثير. وأصح ما روي في ذلك: أنه كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، وأنها كانت من كرسف، -والكرسف القطن- وقد جعله وصفًا للثياب وإن

1 / 140