ويظهر هذا بالوجه الرابع وهو أن أبا بكر وغيره من الصحابة أعلم بالله من أن يظنوا أنه يستقل بالإبداع والاختراع فمن حمل الحديث على هذا فقد نسب الصديق رضي الله عنه إلى غاية الضلال أين من ينزه الصديق من الخطأ ومن ينسبه إلى هذا
والنبي صلى الله عليه وسلم نفى وأثبت وإن كان ما نفاه لم يخطر بقلوبهم فأي حاجة إلى نفيه
وإن قيل إنهم ظنوه فذلك بهتان عظيم بخلاف ظنهم أنه يقدر على دفع المكروه فإن هذا الظن قد كان يقع منهم كثيرا
وقد يكون الأمر كما يظنه الظان فليس فيه قدح لا في الصحابة رضي الله عنهم ولا في الرسول بخلاف من يقول لا تعتقدوا في أني مثل الله أقدر وأستقل بالتأثير كما يفعله الله فإن هذا المعنى لا يظنه به من هو دون الصحابة فكيف يظنونه هم
Página 395