وقد قال الله تعالى {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} فأمر الله تعالى إذا لم يجد ما يعطي السائل أن يقول له قولا ميسورا
وفي صفته أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه طالب حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول
وقد قال تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى} وقال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر}
ولما قدم عليه وفد هوازن مسلمين سألوه أن يرد عليهم السبي والمال فقال: «أحب الحديث إلي أصدقه ومعي من ترون فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وأما المال»
فهو تارة يسأل ما يقدر عليه وتارة يسأل ما لا يقدر عليه
Página 392