الوجه الرابع عشر أنه إذا كان هذا حثا على الاستغاثة به بناء على ماذكرت من شهود القيومية وتوحيد الربوبية وهذا عام لكل المخلوقات فينبغي أن يحث على سؤال المخلوقين والرغبة إليهم لأن السائل لهم عنده لا يسألهم إنما يسأل الله تعالى كما أن المستغيث بمخلوق لا يستغيث به إنما يستغيث بالله تعالى على زعمكم وهذا كثيرا ما يقع فيه هؤلاء الإسماعيلية الاتحادية وأعرف منهم شخصا كان معظما وكان له حاجة إلى نصراني فذهب إليه وخضع له وقبل يده ورجله وربما قبل نعله حتى قضى حاجته ثم جعل يقول ما رأيت إلا الله وما كان ذلك الخضوع والتقبيل إلا لله عز وجل
وهؤلاء يصرحون في كتبهم بأن عباد العجل ما عبدوا إلا الله وعباد الأصنام ما عبدوا إلا الله وعباد المسيح ما عبدوا إلا الله تعالى وعندهم من عبد كل معبود كان محققا موحدا وإنما المقصر عندهم من عبد بعض المظاهر دون بعض كالنصارى وعباد العجل واللات والعزى
Página 377