Libro de la Súplica
كتاب الاستغاثة
وقال قول القائل أتوسل إليك برسولك وأستغيث برسولك عندك أن تغفر لي استغاث بالرسول حقيقة في لغة جميع الأمة وهذا الكلام وإن كان باطلا كما تقدم فالمقصود هنا أنه جعل الذي يسأل الله به مستغيثا به وهنا قد جعل الاستغاثة بسؤاله فقد جعل المستغيث به مستغيثا بالله
فالمعنى لا يصح إذا أريد به السؤال به فإن الله تعالى هو مسؤول لا مسؤول به وحينئذ فما قال في الاستغاثة به هنا يناقض ما تقدم إلا أن يجعل الاستغاثة تعم النوعين فيلزمه أن يجعل كل من سأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فإنما سأل الله ويلزمه ذلك في غيره وحينئذ فيسأل المخلوق كما يسأل الخالق وهذا لا يقوله عاقل فضلا عن مسلم
الوجه التاسع أنه لو صح هذا النفي والإثبات باعتبار القيومية لقيل هذا لكل من كان كذلك
فيقال لمن بايع الناس كلهم وواجرهم وشاركهم إنك إنما بايعت الله وواجرت الله وشاركت الله
Página 368