Libro de la Súplica
كتاب الاستغاثة
وهذا التوحيد توحيد الربوبية العامة كان المشركون يقرون به فهو وحده لا ينجي من النار ولا يدخل الجنة بل التوحيد المنجي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بحيث يقر بأن الله سبحانه هو المستحق للعبادة دون ما سواه وأن محمدا رسوله فمن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن عصى الرسول فقد عصى الله فيحل ما حلله الله ورسوله ويحرم ما حرمه الله ورسوله ويأمر بما أمر الله به ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله
وهذا المقام غلط فيه كثير من السالكين لم يميزوا بين الأول والثاني من توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية ولو طردوا قولهم لخرجوا عن الدين كما تخرج الشعرة من العجين وإنما طرده حذاق الملحدين منهم الذين يقولون السالك يشهد أولا طاعة ومعصية ثم ثانيا يشهد طاعة بلا معصية وهو شهود القيومية ثم لا تبقى طاعة ولا معصية وهو مشهد الوحدة عندهم ولهذا يقول بعض شيوخ هؤلاء أنا كافر برب يعصى ويقول لو قتلت سبعين نبيا ما كنت مخطئا
ويقول الآخر وهو ابن عربي:
الرب حق والعبد حق ** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت ** أو قلت رب أنى يكلف
والكلام مبسوط في غير هذا الموضع وإنما الغرض التنبيه على موضع الغلط والاشتباه
Página 359